الأحد، 6 فبراير 2011

انقسام أميركي حول شكل العلاقة مع «الإخوان»

| واشنطن من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

يحتدم النقاش داخل اروقة القرار الاميركية حول جدوى فتح قنوات اتصال بين واشنطن «الاخوان المسلمين» في مصر، وينقسم الخبراء حول الموضوع، مع ارجحية لكفة المؤيدين للحوار.

ويستعيد النقاش اختلافا مشابهاً حول امكان فتح الولايات المتحدة حوارا مع تنظيمات اسلامية تصنفها واشنطن ارهابية، مثل «حزب الله» وحركة «حماس».

وكانت ادارة الرئيس السابق جورج بوش اعلنت في الماضي رغبتها في فتح قنوات الحوار مع هذين التنظيمين، شرط القائهما السلاح ورفضهما للعنف.

شرط رفض العنف هذا، متوافر لدى جماعة «الاخوان» في مصر، التي سبق ان اعلنت نبذها للعنف. الا ان المعضلة تكمن في ريبة واشنطن من النصوص التأسيسية لهذه الجماعة او شعارها، وفيه كلمة «اعدوا»، وهي مقتبسة من الآية الكريمة «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة». كما يخشى الاميركيون ان اساس عقيدة هذه المنظمة قائمة على بناء دولة اسلامية، والتعامل مع غير المسلمين في مصر على انهم ذميون، او مواطنون «درجة ثانية».

ويقول مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق جايمس وويسلي ان «مخاطر تسلم الاخوان الحكم كبيرة»، فالتنظيم قوي ويقوم على «مجموعة من المعتقدات، حتى لو تبناها الاعضاء على مستوى افراد، تفرض على المجتمع الدولي مساءلة نسبة الاعتدال لديهم». وحذر وويسلي من المبالغة في الاعتماد على التقارير التي تشير الى ان المحرك الرئيسي للثورة المصرية الحالية هي مجموعة من الشباب ممن لا ينتمون الى تنظيمات اسلامية، وقال: «حتى لو تبين ان المعتدلين هم من انتصروا، حتى لو قالت عناوين الصحف ذلك، التاريخ يعلمنا شيئاً آخر... فالثورة تأكل ابناءها، وهذا ما حصل في ايران في العام 1979 عندما قام الخميني بتصفية المعتدلين، الذين اطلقوا الثورة اصلا».

عن التأثير الايراني في احداث مصر، اعتبر وويسلي ان «الفارق في المذهب بين ايران الشيعية ومصر السنية ليس غقبة بالنسبة للايرانيين، وهم ان تمكنوا من مد يد المساعدة للاخوان المسلمين في مقابل نفوذ ايراني في مصر، فان طهران ستفعل ذلك حتما».

وختم ان «لدى الولايات المتحدة بعض النفوذ داخل الجيش المصري»، وتوقع ان تساهم العلاقة الاميركية مع الجيش في مصر في ابقاء مصر «في حيز الدول المعتدلة في المنطقة».

المعلق المخضرم لسلي غلب، يعتبر ان وصول «الاخوان» الى سدة الحكم في مصر «ستكون نتائجه فاجعة بالنسبة الى امن الولايات المتحدة». ويحذر غلب من ان «يصدق الاميركيون ادعاءات الجمعية بقبولها للديموقراطية».

الا ان خبراء لا يشاركون تخوف وويسلي وغلب من «الاخوان»، ويرفضون مقارنة ما يحصل في مصر مع ثورة ايران. «بعكس ايران، مصر ليست دولة نفطية... مداخيل الدولة تعتمد على السياحة، وجباية قناة السويس، والريعية الاستراتيجية مثل المليار والنصف التي تتقاضاها سنويا من واشنطن»، وفقا لخوان كول، وهو اكاديمي بارز في السياسة الخارجية.

يقول كول: «تعتمد مصر على بقية العالم من اجل استيرادها القمح... لو تبنت الحكومة المصرية المقبلة موقفا راد يكاليا او تحدت العالم مثل ايران، ستتبخر فجأة كل مداخيلها، وقد تواجه مشاكل في الحصول على غذاء مستورد».

ويضيف الاكاديمي الاميركي ان «الاخوان سيتمتعون بنفوذ اكبر بكثير في مصر ديموقراطية مما كانوا عليه تحت حكم (الرئيس حسني) مبارك، ولكني لا ارى ان ذلك سيعطيهم هيمنة على القرار المصري».

ويستطرد: «سيحاولون منع المشروبات الكحولية في عموم البلاد، وهذا سيضر كثيرا بالسياحة، ولكن بالطبع، فان بعض المجموعات الاجتماعية تسلك احيانا دروباً غير عقلانية تؤذي مصالحها الاقتصادية، لكن لا يوجد دليل على ان المصريين سيسيرون في هذا الخيار نفسه».

ويوافق خبراء آخرون على ضرورة فتح حوار مع «الاخوان»، اذ ان «محاولة عزلهم قد تقلص من نفوذ واشنطن داخل اي حكومة مصرية مقبلة». ويعتبر اد حسين، الخبير في «مجلس العلاقات الخارجية»، ان «الانخراط» مع «الاخوان» يجب ان يبنى على امور محددة مثل «التعددية، وحقوق الانسان، و(السلام مع) اسرائيل».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق