الجمعة، 23 سبتمبر 2011

تحامل أميركي ضد الفلسطينيين

حسين عبد الحسين
لا يتوانى السياسيون والاعلاميون في الولايات المتحدة عن تكرار الثناء على اهمية دور الامم المتحدة في تنظيم الشؤون الدولية، فواشنطن تقصد المنظمة الدولية عندما تسعى الى استصدار قرار يقضي بفرض عقوبات على ايران النووية، او لمساندة قرار حماية المدنيين الليبيين بطلب من مجموعة الدول العربية، وكل هذه الخطوات حسنة وتظهر فوائد حضور المجتمع الدولي في منع العالم من ان يعيش تحت شريعة الغاب.

اهمية الامم المتحدة تختفي فجأة لدى عدد كبير من السياسيين الاميركيين عند حديثهم عن قيام الدولة الفلسطينية، فالاعلام الاميركي، وكذلك الرئيس باراك اوباما، تعاملا مع اعلان الفلسطينيين نيتهم التقدم بطلب الحصول على عضوية لدولتهم في المنظمة الدولية وكأن الفلسطينيين ارتكبوا ذنوبا كبيرة.

وهاجمت كبرى الصحف الاميركية، في افتتاحياتها، القرار الفلسطيني، واتهمته بزعزعة العملية السلمية، المتوقفة اصلا، بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ثم لجأت بعض هذه الافتتاحيات، مثل في الـ “واشنطن بوست” الى تهديد الفلسطينيين بايقاف الاموال الاميركية التي تتلقاها السلطة الفلسطينية، وحجب اموال الضرائب التي تجنيها اسرائيل من الفلسطينيين وترسلها الى السلطة.

حتى ان اوباما قال وبفجاجة مليئة بالتناقض ان السلام لا يأتي من خلال الامم المتحدة بل من خلال المفاوضات وحدها.

على ان التحامل الاميركي ضد الفلسطينيين لا يعني انه ليس لواشنطن اياد بيضاء مثلا في تحرير الكويت او مساعدة الثوار الليبيين وغير ذلك، بل يعني انه على المجموعات الدولية والدول العربية تكثيف السعي لتغيير المشهد السياسي داخل الولايات المتحدة وجعله اكثر انصافا لوجهة النظر الفلسطينية.

كذلك، قد لا يضير الفلسطينيين ان يكثفوا من سعيهم الديبلوماسي مستقبلا للتوصل الى العضوية، اذ اشارت المعلومات المتوافرة في العاصمة الاميركية انهم لا يملكون الاصوات الكافية لاقرار طلب الانتساب داخل مجلس الامن، وانهم حتى لو نجحوا في امرار الطلب في مجلس الامن من دون ممارسة واشنطن لحق النقض “الفيتو”، لا يبدو ان اكثرية الثلثين من 192 التي تمثل عدد الدول الاعضاء في الجمعية العمومية متوافرة لديهم.

وفيما سيبدو اي تراجع فلسطيني بمثابة رضوخ من قبل السلطة الفلسطينية لضغوط الولايات المتحدة عليها، الا ان واقع الحال هو ان القيادة الفلسطينية في وضع صعب اذ هي تجازف بالكثير من وارداتها المالية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة وفرنسا في مقابل خطوة ديبلوماسية غير مضمونة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق