الأحد، 25 سبتمبر 2011

عباس يكسب الجولة وكلينتون يتهم نتنياهو بقتل عملية السلام

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

الحق الفلسطينيون هزيمة ديبلوماسية مؤكدة بالاسرائيليين في الامم المتحدة، اذ على اثر اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديمه طلب عضوية بلاده الى الامين العام، ظهر رئيس حكومة اسرائيل نتنياهو في خطابه بصورة مهتزة، مختلقا اعذار بدت واهية ولا تنتمي الى عالم الدهاء السياسي ولا الديبلوماسي. وفيما برع عباس في تصوير محنة الفلسطينيين، قدم نتنياهو دروسا في التاريخ التوارتي وحاول استدرار العطف بالحديث عن المحرقة اليهودية وعن معاناة اسرائيل من الارهاب العالمي.

ولأن عباس بدا براقا فيما بدا نتيناهو باهتا، قام الاخير بطلب عقد لقاء مع صديقه الوحيد، الرئيس الاميركي باراك اوباما، للبحث في وسائل تعطيل الطلب الفلسطيني ومعاقبة عباس باعلان وقف المساعدات المالية الاميركية الى السلطة الفلسطينية وحجب الضرائب التي تجنيها اسرائيل في الضفة الغربية.

ولكن بعيدا عن اوباما الذي يبدو مجبرا على محاباة الاسرائيليين لحاجته للصوت اليهودي قبل عام من الانتخبارات الرئاسية، ظهرت اميركا السياسية والشعبية متعاطفة مع الفلسطينيين، فبعد ساعات قليلة على خطابي عباس ونتياهو، عقد الرئيس السابق بيل كلينتون لقاء مع الصحافيين، في مكتبه في نيويورك، شن خلاله هجوما عنيفا ضد نتنياهو، الذي ترأس حكومة بلاده لفترات اثناء حكم كلينتون بين 1992 و2000.

واتهم كلينتون نتيناهو بأنه "قتل عملية السلام"، وقال ان القيادة الفلسطينية الحالية مستعدة لقبول العرض الذي قدمه رئيس الحكومة السابق ايهود باراك الى الرئيس الراحل ياسر عرفات في كامب دايفيد في العام 2000، الا ان الاخير رفضه. وقال كلينتون ان خطة سلام العام 2000 كانت من بنات افكاره.

كذلك اثنى كلينتون على مبادرة السلام العربية التي قدمتها جامعة الدول العربية اثناء قمة بيروت في العام 2002. وقال الرئيس السابق ان "حكومة نتنياهو امامها كل الضمانات التي طلبتها الحكومات الاسرائيلية السابقة من اجل التوصل الى سلام مع العرب، وهي لا تأخذ هذه الضمانات للتوصل الى سلام".

وكرر كلينتون تصنيفه للاسرائيليين، الذي اثار جدلا العام الماضي، حسب موقفهم من السلام، فقال ان الاسرائيليين العرب هم الاكثر تأييدا للسلام، يليهم الاسرائيليين اليهود الذين ولدوا في فلسطين، ثم يهود الاشكنازي الذين جاؤوا ابان اعلان قيام دولة اسرائيل. اما الاسرائيليين الاكثر معاداة للسلام، حسب كلينتون، فهم المتطرفين دينيا والمستوطنين.

وعلى الرغم من ان كلينتون دعا بلاده الى ممارسة حق النقض "الفيتو" لمنع وصول طلب العضوية الفلسطيني من مجلس الامن الى الجمعية العمومية، الا انه اعتبر ان دعوات حكومة نتنياهو الى التفاوض حول الحدود تعني انه لا ينوي التخلي عن الضفة الغربية.

بيد ان خبراء رأوا ان بامكان عباس تجاوز مجلس الامن في تقديمه لطلب العضوية الى الجمعية العمومية مباشرة، وانه "بالحكم على عدد الوفود التي وقفت تصفق لاعلانه اليوم، اذا ما صوتت هذه الدول لاقرار العضوية الفلسطينية، فان الفلسطينيين سيفوزون بالعضوية".

يذكر ان الفلسطينيين يحتاجون الى اغلبية الثلثين، اي 129 صوتا من اصل 192 دولة عضو في الامم المتحدة.

ووصفت المعلقة المعروفة آن بيكيث في مقالة في صحيفة "ذي هيل" اليومية المتخصصة بشؤون الكونغرس خطوة الفلسطينيين بأنها "ستغير من قواعد اللعبة". وقالت انه "في حال فشل رهان الفلسطينيين داخل مجلس الامن، فبامكانهم التوجه الى الجمعية العمومية حيث لا تتمتع اي دولة بحق النقض، وحيث يبدو من شبه الاكيد ان بامكان الفلسطينيين الفوز بالتصويت كي يصبحوا دولة غير عضو بصفة مراقب".

وختمت بيكيث: "في المحصلة، كان عباس محقا. لم يكن لديه ما يخسره، وفي يوم ما، سنرى كم من الدول التي صفقت لاعلانه تدلي بصوتها للموافقة على تمثيل فلسطيني اكثر فاعلية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق