الخميس، 1 مارس 2012

كوميديا الانتخابات الأميركية

مت رومني (الى اليمين) وجايسون الكسندر
حسين عبد الحسين
المجلة

جتاح عدد من الممثلين الكوميديين الأميركيين، الحياة السياسية الأميركية أخيرا، وركزوا هجومهم على مرشحي الحزب الجمهوري، في وقت يعتقد فيه عدد من الأميركيين ان الانتخابات التمهيدية للجمهوريين طالت، وتحولت بحد ذاتها الى كوميديا سياسية.

الكوميديا السياسية بدأت أثناء المناظرة الرئاسية الأخيرة التي اقامتها محطة “سي.ان.ان” للحزب الجمهوري، حيث اقتبس المرشح مت رومني، في معرض ترحيبه بالتصفيق الكبير الذي ناله في بداية الحوار، جملة من المسلسل الكوميدي الذائع الصيت منذ التسعينات وحتى اليوم “ساينفلد”. وقال رومني: “على ما يقول جورج كوستانزا، عندما يصفقون، توقف”.

جايسون الكسندر، الذي لعب دور جورج كوستانزا، علق على ما قاله رومني في تغريدة وقال: “شعرت بسعادة غامرة ان الحاكم (في ولاية ماساشوسيتس سابقا مت) رومني تعجبه الشخصية القديمة التي لعبتها في مسلسل ساينفلد. وانا كذلك معجب بالشخصية التي كان يلعبها هو في الماضي”.

تغريدة الكسندر ضربت على وتر حساس للمرشح رومني، الذي يتهمه كثيرون بأنه كان سياسيا ليبراليا اثناء ولايته حاكما في ماساشوسيتس، وانه انقلب الى سياسي محافظ فيما بعد، في وقت يقوم خصوم رومني دوما بمهاجمته بحجة أنه كثير التقلب في مواقفه السياسية.
وختم الكسندر تغريدته بالقول: “لو عاد (رومني) الى تلك الشخصية، لجعله ذلك مرشحا عظيما”.

الكسندر ليس وحيدا من مشاهير السينما والتلفزيون الأميركيين ممن يتدخلون اليوم في شؤون السياسية من دون الخوض في غمارها فعليا.

بيلي كريستال الكوميدي الهوليودي المشهور، ادلى بدلوه كذلك في هجوم لاذع ضد الحزب الجمهوري، اثناء تقديمه لحفل الاوسكارات السنوي الرابع والثمانين، يوم الاحد الماضي. وفي معرض تقديمه للممثل كريستيان بايل، اثنى كريستال على بايل بالقول: “لقد سبق لك ان لعبت دور الفارس الأسود، والمجنون الأميركي، ومدمن الكوكايين صاحب الكاريزما”. ثم توجه كريستال الى الجمهور بالقول: “سوف يكون بإمكانكم اختيار أحد هؤلاء اثناء الثلاثاء الكبير”، اي يوم الانتخابات التمهيدية للمرشحين الجمهوريين في عدد كبير من الولايات في 6 مارس (آذار).

ولم يكتف كريستال بهجومه الضمني على المرشحين الجمهوريين، بل تعرض لمسألة الضرائب المخفضة للأغنياء، والتي يؤيدها الجمهوريون، فقال ان عددا من الافلام في هوليوود حقق ارباحا بلغت ملايين الدولارات. ثم اضاف، “وطبعا سدد كل واحد من المنتجين 14 في المئة كضريبة دخل”، بدلا من الـ 30 في المئة المفروضة على عموم الأميركيين.

هذا التباين الضريبي موضوع جدل، ويحاول الرئيس باراك اوباما تمرير زيادة على ضرائب الأغنياء لتجعلهم متساوين مع اصحاب الدخل المتوسط، فيما يصر الجمهوريون ومرشحوهم على ابقاء التعرفة منخفضة للأغنياء، لأن هؤلاء يشكلون العمود الفقري لممولي الحملات الانتخابية للحزب الجمهوري.

الى الكسندر وكريستال، أعلن بيل ماهر، صاحب برنامج كوميدي شهير باسمه، تبرعه بمبلغ مليون دولار لـ “سوبر باك”، وهي لجنة تدعم اوباما دعائيا من دون التنسيق معه أو مع حملته.
وكان أوباما رفض في البدء اعطاء الضوء الأخضر لإنشاء لجنة مشابهة باسمه، لأنه كان اول المعترضين على قرار المحكمة العليا الذي سمح بإنشاء لجان كهذه.

الا ان “السوبر باك” التابع لرومني، والذي يحصد الملايين من الدولارات، اثبت فعاليته بشنه هجمات دعائية تلفزيونية ضد خصوم رومني الجمهوريين، مما اسهم في فوز رومني في عدد من الولايات كان متأخرا فيها. ومما حمل اوباما على تغيير رأيه خوفه من اعطاء الجمهوريين فرصة اكبر للتقدم عليه انتخابيا.

ولأن اوباما وافق متأخرا على انشاء لجنته، فهي لم تجمع الشهر الماضي اكثر من 54 الف دولار، مما دفع الكوميدي ماهر الى تقديمه مليون دولار كأول المتبرعين لـ “سوبر باك” اوباما.

هكذا، عندما يصل الأمر الى الكوميديا، يظهر تقدم اوباما والديمراطيين على منافسيهم الجمهوريين، الاسبوع الماضي، بثلاثة كوميديين للديمقراطيين مقابل صفر للجمهوريين، فيما يعتقد عدد من المعلقين الاميركيين ان الحزب الجمهوري لا يحتاج الى كوميديين يناصرونه، اذ انقلبت مناظراته العشرين التي اقامها لمرشحيه للرئاسة حتى الآن، الى كوميديا متواصلة.

هناك تعليق واحد: