الخميس، 1 مارس 2012

فيلتمان: جلسة البرلمان الكويتي تعكس الرأي العام العربي تجاه الأسد

| واشنطن من حسين عبدالحسين |

اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان ان جلسة مجلس الامة الكويتي امس التي تم تخصيصها للوضع في سورية تعكس الرأي الكويتي والعربي عموما تجاه الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال فيلتمان في جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ برئاسة السناتور جون كيري، الذي توجه اليه بالسؤال حول جلسة مجلس الامة وحول التغيير الحاصل في الموقف العربي تجاه نظام الاسد، ان المسؤولين العرب يدركون ان عليهم مجاراة الرأي العام في وقوفه الى جانب الشعب السوري، وان «جلسة البرلمان الكويتي تعكس الرأي الكويتي والعربي عموما».
الا ان فيلتمان اوضح انه لا يعرف متى تأتي لحظة انهيار الاسد ونظامه، لكنها ستأتي حتما، مضيفا: «اتمنى لو ان لحظة التغيير تأتي غدا... أتمنى لو كان لدينا عصا سحرية تمكننا من جعلها تأتي غدا».
وكشف كيري ان النقاش داخل أروقة الكونغرس بدأ حول تسليح «الجيش السوري الحر»، ولكنه شدد على ضرورة ان يتبع هذا الجيش هيئة سياسية مدنية سورية، من هنا ضرورة توحيد صفوفه مع «المجلس الوطني السوري» كمقدمة للدعم الاميركي والدولي له.
وقال كيري: «يبدو واضحا ان نظام الاسد سينهار، ولكن كلما طالت اللعبة، كانت النتيجة اكثر فوضوية». وتابع ان «كل قوى المنطقة والتنظيمات لديها اهتمام بما يحصل في سورية»، معتبرا ان تنظيم «القاعدة يحاول الافادة مما يحصل كذلك».
واضاف كيري ان «تسعة آلاف سوري قتلوا حتى الان وانه في حمص، هناك قصف عشوائي منذ ثلاثة اسابيع، مات المئات والمدينة تعاني من نقص في الغذاء والدواء». 
واقترح كيري تحركا دوليا ضد الاسد مشابها للتحرك الذي اطاح بالعقيد الليبي معمر القذافي، وقال: «العام الماضي اظهر العالم انه عندما يتحرك بصوت واحد، لا يعود احد يخشى الديكتاتور، لذلك قامت روسيا والصين بمد شريان الحياة للاسد». 
وحض السناتور الديموقراطي الادارة على السعي «لاقناع روسيا والصين بايجابية التخلي عن الاسد» تماشيا مع الموقف العالمي في هذا السياق، فالجامعة العربية زادت من الضغط الاقتصادي على النظام السوري، وتركيا ايضا، اما الجمعية العمومية فصوتت 137 مقابل 12 لادانة النظام». واضاف كيري: «قبل اسبوعين صادق هذا المجلس (الشيوخ) على قرار لمساندة الشعب السوري». 
واضاف: «ماتزال هناك اسئلة حول المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، هما يشتركان في سعيهما لاسقاط الاسد، ولكنهما لم يندمجا على غرار ما حصل في ليبيا». 
وتحدث بعد كيري كبير الاعضاء الجمهوريين في اللجنة السيناتور ريتشارد لوغار، فأيد زميله رئيس الجلسة بحث الادارة على التفكير في امكانيات تسليح «الجيش السوري الحر»، وقال: «قرار اي تسليح هو لدى الكونغرس دستوريا، وادعو الادارة الى مناقشتنا في ذلك». 
كما دعا لوغار الى التفكير جديا بخيارات التدخل العسكري في سورية وقال: «علينا ابقاء كل الخيارات على الطاولة».
وسرد فيلتمان التطورات منذ آخر جلسة استماع عقدتها اللجنة، وقال انه منذ ذلك الوقت، «قامت الدول العربية بفرض عقوبات، ووضعت جامعة الدول العربية خطة انتقال للسلطة، وادانت اكثر من 137 دولة عنف النظام، وشاركت اكثر من 60 دولة ومنظمة في مؤتمر تونس». 
واضاف فيلتمان: «نحن اعلنا تبرعنا بـ 10 ملايين دولار كمساعدات انسانية، والامم المتحدة والجامعة العربية أعلنتا تعيين كوفي انان مبعوثا الى سورية، فيما صدر قرار عن مجلس حقوق الانسان جاء فيه ان ما يحصل في سورية هو كارثة من صنع بشري».
فيلتمان اعتبر انه على الرغم من «كل هذه الارادة الدولية، مازال الاسد يزيد من عنفه، والوضع مأسوي، خصوصا في حمص، وهناك عدد كبير من السوريين يعيشون في وضوع كارثي من دون غذاء او دواء او رعاية صحية... لكن على الرغم من دموية النظام، يظهر الشعب السوري شجاعة خارقة».
المسؤول الاميركي كرر تأكيدات الادارة ان نظام الاسد سينهار، لكنه قال هذه المرة ان الادارة لا يمكنها تحديد موعد هذا السقوط: «انا متواضع لاقول اني لا اعرف متى ستأتي لحظة التغيير، ولكني اعرف انها ستأتي... من المهم ان تأتي بسرعة لان اطالة امد الازمة يعقد مرحلة ما بعد الاسد وكل جهودنا تنصب في هذا الاتجاه».
وقال: «نحن نحث دول العالم على زيادة العقوبات والعزلة على الاسد، ونشدد على خطة انتقال السلطة، ونتواصل مع المعارضة السورية للوصول الى سورية ديموقراطية للجميع بغض النظر عن دين او عرقية المواطنين. ما نريد رؤيته هو ان يقوم السوريون بقيادة انتقال للسلطة الى سورية ديموقراطية». 
وقال السفير الاميركي في سورية، والمقيم حاليا في واشنطن، روبرت فورد ان «نظام الاسد تحت ضغط اكبر مما كان عليه حتى قبل شهرين او ثلاثة... الانشقاقات متواصلة... القوى الامنية تحافظ على تماسكها، ولكنها تحت ضغط اكبر اليوم... الطبقة التجارية انقلبت لان مصالحها تأذت وتخشى من ردة فعل السوريين في مرحلة ما بعد الاسد».
وتحدث فورد عن «المجلس الوطني السوري» و«الجيش السوري الحر» بالقول ان لدى «كل منهما قيادة منفصلة، ولكنهما يتواصلان، وعلى الارض نرى تعاونا».
وعن الوضع الاقتصادي، قال فورد: «انهار سعر صرف الليرة السوري 50 في المئة وازدادت اسعار المواد الغذائية 50 في المئة... المستهلكون يمتنعون عن الشراء، ما يزيد في تقلص الاقتصاد». واضاف: «نحن نحاول تفادي احداث اي تأثير سلبي اقتصادي على المواطنين باستهداف اموال المسؤولين والحكومة السورية. في المرة الاخيرة التي كنت فيها في دمشق، كان لا يوجد غاز للطبخ ولا مازوت تدفئة، ودمشق مدينة باردة في الشتاء».
وتابع فورد ان الاسد يحاول اثارة النعرات الطائفية للاختباء خلفها واطالة امد حكمه، وقال: «في اسوأ اوقاته، سيحاول نظام الاسد اظهار الامر وكأنه قتال ضد العرب السنة ويطلب من الاقليات الوقوف معه. أتمنى من الاميركيين فهم ان القصة ليست مواجهة بين العلويين والسنة فاثناء حكم الاسد، لطالما عانى العلويون من الاسد».
واوضح: «حضضنا المعارضة مرارا على التأكيد للاقليات العلويين والدروز والمسيحيين وغيرهم، ان جميع السوريين سيكونون متساوين ما بعد الاسد. لكني لا اعتقد ان المعارضة ستكون بالضرورة في تنظيم واحد كبير. لذا، اعتقد ان عليهم ان يتشاركوا برؤية وبخطة وان يتوحدوا خلف هذه الخطة».
وبعد مرور ساعة على زمن الجلسة، تسلم السيناتور روبرت كايسي الرئاسة، وتوجه الى الديبلوماسيين الاميركيين بالقول: «عدد منا فقد صبره مما تفعله واشنطن حيال سورية. هذه الجلسة هي من اجل قرار آخر يعبر عن التضامن والالتزام، لا التعبير عن الغضب و الكلام حول التضامن، بل وضع استراتيجية تبرهن عن تضامننا فعليا على الارض».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق