الأربعاء، 7 مارس 2012

بانيتا: نضع احتمالات الحل العسكري إذا دعت الضرورة وعلى الأسد التنحي والسماح بانتقال سلمي للسلطة

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

لم يستبعد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا خيار التدخل التدخل العسكري في سورية، لكنه قال ان التدخل يحتاج الى تحالف دولي بناؤه ليس بالسهل، وان بلاده تركز حاليا على الحلول الديبلوماسية، فيما اعتبر قائد الاركان مارتن ديمبسي ان قواته قادرة على فرض حظر جوي وحصار بحري على قوات الرئيس السوري بشار الاسد، وفرض اقامة ممرات للمساعدات انسانية.
كلام المسؤولين الاميركيين جاء اثناء جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، امس، وكرر فيها بانيتا اعتقاده ان سقوط الاسد حتمي، حسب "تقديرات الاستخبارات الاميركية"، فيما حذر السناتور الجمهوري جون ماكين من ان الاوضاع على الارض تنقلب لمصلحة قوات الاسد، ودعا الى التدخل العسكري بالمشاركة مع الحلفاء لوقف المجازر التي يرتكبها الاسد بحق المواطنين السوريين.
ولخص السناتور المستقل والمرشح سابقا الى منصب نائب الرئيس في العام 2000 جو ليبرمان الاوضاع في سورية بالقول ان "الاسد سيغادر سورية اذا ما اصبحت حياته ونظامه في خطر. الآن المبادرة مازالت في يده، مما يعني اننا كلما اسرعنا في وضع ضغط عسكري عليه، كلما غادر بسرعة اكبر".
اما رئيس اللجنة السناتور الديموقراطي كارل ليفين فتوجه الى بانيتا بالسؤال: "هل طلبت الدول العربية التدخل العسكري في سورية؟" فاجاب الوزير: "لا". واضاف ليفين: "هل طلبوه في ليبيا؟" فقال بانيتا "نعم". ثم توجه ليفين الى ديمبسي بالسؤال حول القدرات العسكرية الاميركية، فقال قائد الاركان: "لدينا قدرة كبيرة على ضرب قوات الاسد... السؤال هو ان كنا نفعله لوحدنا ام مع شركاء... غارة جوية واحدة ممكنة، لكن حملة جوية اطول تفرض تحديات اكثر".
ديمبسي، الذي تكلم بتحفظ ودعا الى نقل النقاش الى جلسة مغلقة، قال ان دفاعات الاسد الجوية اكثر تطورا بخمسة اضعاف من دفاعات القذافي في ليبيا، وتابع ان دفاعات الاسد الجوية تغطي "خمس (عشرين في المئة من) الاراضي السورية، خصوصا من الغرب حيث تجمعاتهم السكانية".
وكشف ديمبسي ان قيادة الاركان قامت بمناقشة الخيارات المتاحة في سورية مع فريق الامن القومي للرئيس باراك اوباما.
اما بانيتا فقال انه يعتقد ان على "تحالف الاطلسي القيام" بعملية التدخل العسكري في سورية، مضيفا انه يشارك تقديرات استخبارات بلاده بأن "السؤال ليس ان كان الاسد سيسقط بل متى". وقال بانيتا: "قوة هذه الانتفاضة انها عميقة جدا وانها ستستمر حتى تتسبب بسقوطه".
وكان بانيتا قال في كلمته الافتتاحية ان اوباما والمجتمع الدولي "قالوا بوضوح انه على الاسد وقف عملية القتل والجرائم بحق شعبه، وان "عليه التنحي والسماح بانتقال سلمي للسلطة". واضاف: "هذا النظام فقد شرعيته وحقه في حكم شعبه، والولايات المتحدة تقود حملة للضغط على الاسد لوقف قتل شعبه والتنحي".
واعتبر وزير الدفاع ان "لا اجابات سهلة لذلك. هناك البعض ممكن يعتقدون اننا لا نفعل بما فيه الكافية، وهناك من يحذرون من مغبات الذهاب الى حرب".
وتابع: "العنف في سورية هو جزء من صورة اكبر من التغيير في العالم العربي، وهدفنا هو حث الحكومات على فعل المزيد للسماح لشعوبها العيش بسلام". وقال بانيتا: "هذه الادارة تفعل ما بوسعها من اجل ضمان الانتقال الاسهل. لايمكن ان يكون هناك حل مستنسخ".
وحدد الوزير سياسة بلاده تجاه الثورات العربية بالقول: "اولا نحن نعارض العنف والقمع ونساند حق التعبير والتجمع والتفكير والعبادة والانتخابات، وثانيا ندعم الاصلاحات السياسية والاقتصادية... هذه القواعد حكمت ردنا على الاحداث في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن والان سورية".
بانيتا اشار الى ان بلاده تعمل مع المجتمع الدولي "من اجل نهاية حكم الاسد وبداية الديموقراطية"، مضيفا ان الجمعية العامة للامم المتحدة اعطت دعمها الكامل لخطة جامعة الدول العربية القاضية بانتقال السلطة، كاشفا ان محاولات تجري حاليا من اجل تمرير قرار مشابه في مجلس الامن.
واضاف بانيتا: "ما نعمل عليه هو وضع الخطة موضع التنفيذ... اولا وضع عقوبات لها تأثيرها، ثانيا، نزود مساعدات انسانية عاجلة قيمتها 10 ملايين دولار، ثالثا، نعمل مع اصدقاء سورية للعمل على تقوية المعارضة للتوحد ووضع خطة للانتقال الى حكومة ديموقراطية تعترف بالجميع بما فيها الاقليات، رابعا، نفكر بخطوات تحمي الشعب السوري ونضع احتمالات استخدام الحل العسكري اذا دعت الضرورة".
الا ان بانيتا اعتبر ان واشنطن مازالت تؤمن بأن "هناك وسائل سلمية"، وانه في حال اللجوء الى الحل العسكري، "نعتقد انه من المهم ان نبني اجماعا دوليا حول اي خطوة نقوم بها، وان نحصل على دعم اقليمي عربي، وان يكون لدينا اساسا قانونيا لما نفعله".
وقال ان "النظام السوري ما تزال لديه قدرة عسكرية قوية"، وان "التدخل الخارجي لا يستطيع ان يوقف الحرب الاهلية في حال اندلاعها، بل قد يجعلها اسوأ".
لكن بانيا اختلف في تقييمه مع ماكين الذي اعتبر ان الوضع ينقلب لمصلحة الاسد، فقال الوزير: "هذا النظام سيصل الى نهايته... لا لبس في ذلك". وختم بانيتا: "استقرار سورية اساسي للمنطقة، لتركيا والعراق ولبنان واسرائيل... كلها تريد تفادي ازمة انسانية في سورية. ولكن كما قال السناتور ماكين، سورية حليف ايران الوحيد. والاحداث اضعفت ايران، ومن الواضح ان ايران ستخسر اكثر مع ضعف الاسد اكثر".
ماكين كان افتتح بكلمة قال فيه ان "اكثر من 7500 سوريا قتلوا حتى الان" وان "سورية اليوم هي مسرح اسوأ احداث عنف منذ البلقان". واضاف ماكين ان نظام الاسد "معزول دوليا ويواجه عقوبات قاسية من اميركا واوروبا والجامعة العربية، وللادارة الفضل في تنسيق ذلك".
لكن للأسف، حسب ماكين، "يزداد العنف ويبدو ان الاسد يقاتل حتى النهاية بدعم روسيا والصين وايران". وقال: "من الواضح ان الاسد يحقق ما يريد تحقيقه، وقواته تتمتع بزخم على الارض". واعتبر السناتور الجمهوري انه "من دون التدخل العسكري، يبقى الاسد في السلطة في المدى المنظور".
واوضح ان اوباما قال انه "على الاسد الرحيل وعلينا التزام ذلك"، معتبرا ان "الوقت ينفد"، وان "تزويد الجيش السوري الحر بالسلاح ضروري، لكنه قد لا يكون كافيا". واضاف ماكين بالقول ان "الطريقة الوحيدة هي عبر ضربات جوية تعرقل عمل قوات الاسد" وتؤمن مناطق آمنة للقوات المناوئة.
"هذا لا يعني انه علينا ان نذهب بانفسنا"، حسب ماكين، الذي قال ايضا: "علينا التنسيق مع حلفائنا العرب السعودية والامارات وقطر ومع حلفائنا في اوروبا وتحالف الاطلسي. الاسد كان يعرف انه لن يفوز. للأسف لا يبدو هذا اعتقاده الآن اذ هو يعتقد ان بامكانه الحسم عسكريا".
واتهم ماكين الادارة بانها "منفصلة عن الواقع". وتوجه الى وزير الدفاع بالقول: "الوزير بانيتا، انت كنت رئيس اركان البيت الابيض في زمن الرئيس كلينتون اثناء مجازر البوسنة ولاحقا كوسوفو. يومها سمعنا اعتراضات ضد التدخل، وانها معقدة، واننا لا نعرف من ندعم على الارض، وان لا تحالفا دوليا ممكنا".
وتابع ماكين: "سمعناهم في البوسنة، وتغلبنا عليهم ولله الحمد، على امل ان نتغلب عليهم الان".
ماكين اقتبس كلمات الرئيس السابق بيل كلينتون ابان الذهاب الى الحرب في البوسنة وقال: "هناك اوقاتا تكون فيها اميركا، واميركا وحدها، قادرة على القيام بالشيء الصحيح". واضاف ماكين: "هذه كلمات رئيس ديموقراطي، يومها عملت انا مع السناتور بوب دول لحشد التأييد الجمهوري. السؤال نفسه مطروح اليوم في سورية".
وقال: "على اميركا القيادة بدلا من التصريحات التي تقول اننا لن نتدخل مهما حدث. نحن لا نقود سيدي الوزير".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق