الجمعة، 16 مارس 2012

بلينكن: قمة بغداد ستجدّد دعوة الأسد إلى الرحيل

| واشنطن من حسين عبدالحسين |
جريدة الراي

توقع مستشار الامن القومي لنائب الرئيس الاميركي انتوني بلينكن ان تقوم جامعة الدول العربية، في قمتها المقرر انعقادها في بغداد في 29 من الشهر الجاري، بتأكيد «الاجماع العربي» حول «الحاجة الى انهاء العنف في سورية والى رحيل (الرئيس السوري بشار) الاسد».
كلام بلينكن، وهو اعلى المسؤولين المكلفين بالملف العراقي في واشنطن بعد نائب الرئيس جو بيدن، جاء اثناء لقاء عقده في مركز ابحاث «مركز التقدم الاميركي»، امس، وقال فيه ان الموضوع السوري «معقد كثيرا بالنسبة للعراقيين، فالحكومة العراقية مثلا تخشى تمدد (العنف) الطائفي، وان تؤدي الاحداث في سورية الى تحريك السنة في العراق وان تؤدي الى توترات طائفية».
ويضيف بلينكن، وهو يعمل كذلك كأحد مستشاري الرئيس باراك اوباما، «لكن كما قلنا للزعماء العراقيين، في مناسبات عدة، ان سبب عدم الاستقرار في سورية، وتاليا اكثر ما قد يتسبب في خلق تمدد العنف الطائفي الذي يخشونه، هو بشار الاسد، وانه عندما يتوقف العنف ويرحل (الاسد)، هناك امكانية اكبر لتفادي ما يأمل العراق في تفاديه».
واضاف بلينكن ان العراق دعم «الاجماع العربي حول سورية، وان الحكومة العراقية صوّتت ايجابا على القرار المدعوم سعوديا في الجمعية العامة للامم المتحدة حول سورية»، والقاضي بتنحي الاسد عن السلطة، مؤكدا ان العراقيين «وقفوا في وجه بعض الضغط الايراني عليهم حول موضوع سورية».
وتابع ان العراقيين «في موقف صعب» في الموضوع السوري، «لكنهم حتى الان التزموا (بقرارات) الجامعة العربية، واعتقد اننا سنرى، في قمة جامعة الدول العربية في بغداد، تأكيداً على الاجماع حول الحاجة الى انهاء العنف في سورية والى رحيل الاسد».
الا ان مخاوف الحكومة العراقية من تمدد العنف الطائفي من سورية في اتجاه العراق تناقضت مع تأكيدات بلينكن ان العراق يبتعد بثبات عن العنف الطائفي، وتكراره ان المسؤولين العراقيين، المنقسمين طائفيا، صاروا يعرفون كيف يديرون اختلافاتهم سياسيا من داخل المؤسسات الدستورية من دون اللجوء الى العنف.
وقال: «حقيقة الامر ان العراق بلد منقسم منذ زمن حول خطوط طائفية وعرقية... اليوم، مازالت التوترات كبيرة، لكن التوصل الى صيغة للمشاركة في السلطة بين التكتلات السياسية والطائفية هي تحد مستمر».
واضاف: «طبعا من الممكن ان يتحول التوتر الطائفي والعرقي الى عنف، ولكن مرة اخرى، المهم هو انه حتى اليوم، لم يتحول التوتر الى عنف، (ما يعني) ان ابرز تطور في العراق عبر السنوات الثلاث الماضية هو ظهور الحياة السياسية كوسيلة اساسية للتعاطي ولحماية المصالح المختلفة».
ويعتقد بلينكن انه بالنظر الى هذا السجل العراقي، الذي يشمل «سنتين او ثلاثة لا شهرين او ثلاثة، لدينا امل بأن هذا سيستمر، وبأنه على رغم التوتر، ممكن ادارة الخلافات طالما يلتزم العراقيون بالنظام السياسي».
ويعود بلينكن الى سورية ليتابع: «كما قلت سابقا، هناك مصدر قلق للعراقيين بسبب احتمال التمدد الطائفي وبسبب من قد يخلف بشار الاسد (في الحكم)، وهذه مخاوف مفهومة». ويختم: «لكن رغم هذا القلق، انضم العراق الى اجماع الجامعة العربية، ورغم القلق ستلتئم قمة الجامعة العربية في بغداد في اسبوعين، واعتقد اننا سنرى استمرار الاجماع».

هناك تعليق واحد: