| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
في مبنى ايزنهاور، مقر ادارة الرئيس باراك اوباما التابع للجناح الغربي للبيت الابيض حيث المكتب البيضاوي، استضاف عدد من العاملين في «مجلس الامن القومي» وفدا من «الاخوان المسلمين» المصريين ترأسه عضو حزب «الحرية والعدالة» وعضو مجلس الشعب ورئيس لجنة الشؤون الخارجية فيه عبدالموجود راجح الدردري. وضم الوفد كلا من رجل الاعمال حسين القزاز، ومنسق العلاقات الخارجية في الحزب خالد القزاز، وسندس عاصم، عضو الحزب ومدير تحرير صفحة «اخوان ويب».
وجاء اللقاء من ضمن زيارة «علاقات عامة»، دامت اسبوعا، قام بها الوفد المصري الى العاصمة الاميركية، وتخللها لقاءات، مفتوحة ومغلقة، في مراكز ابحاث ومع مسؤولين على مستويات مختلفة.
لقاء وفد «الاخوان المسلمين» مع العاملين في البيت الابيض، الثلاثاء الماضي، لم يختلف عن لقاءات سبق ان عقدها مسؤولون من الجانبين في مصر، حيث يقوم الديبلوماسيون الاميركيون وزوار القاهرة، على مستوى مساعدي وزيرة الخارجية الاميركية، فضلا عن اعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ من امثال الجمهوري المخضرم جون ماكين، بعقد لقاء ات مماثلة يجول فيها الجانبان على عدد كبير من القضايا المصرية والاقليمية والدولية والاقتصادية.
ومجرد توجيه دعوة من «مجلس الامن القومي» الى وفد الاخوان يعني ان المحادثات الاميركية - المصرية في القاهرة أخذت حتى الآن منحى ايجابيا، دفع بدوره ديبلوماسيي اميركا في مصر الى الابراق الى واشنطن لاقتراح متابعة الحوارات على مستويات اعلى في العاصمة الاميركية.
على ان الابرز في زيارة الاخوان الى واشنطن كان في عقدهم لقاء مغلقا في «غرفة التجارة الاميركية»، وهي احدى مراكز الابحاث اليمينية التابعة للحزب الجمهوري، في مقر المركز المقابل للبيت الابيض، يوم الاربعاء.
ووصف احد الحاضرين لـ «الراي» الاجتماع على الشكل التالي: «عكست ملاحظات المصريين تصريحاتهم التي نقرأها في الصحف منذ اشهر، وهي تركزت على موضوع النمو الاقتصادي في مصر، والحاجة الى خلق وظائف جديدة في البلاد، والعمل على استقطاب استثمارات اجنبية».
واضاف: «في الواقع، ركز الوفد المصري على نقطتين، الاولى هي محاولة استقطاب 150 الى 200 استثمار اجنبي في حقول السياحة والصناعة الغذائية والطاقة والطب والكومبيوتر، والثانية تقضي بانشاء وتفعيل (اس ام ايز) الاعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة».
وفي معرض الاجابة عن اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية، علمت «الراي» ان اجابة الوفد المصري جاءت على الشكل التالي: «لن نكون نحن الحزب الذي يكسر اية اتفاقية دولية». واضاف الوفد ان حزبهم سيلتزم كل الاتفاقيات التي وقعتها الحكومات المصرية في الماضي، وانه سيحترم كل تفاصيل اتفاقية كامب دايفيد للسلام بين مصر واسرائيل.
على ان الشخص الحاضر للجلسة المغلقة ادلى لـ «الراي» بالملاحظة التالية: «لم يتلفظ الوفد المصري بكلمة اسرائيل ولا مرة واحدة». كما لاحظ ان اعضاء الوفد المصري حرصوا على مصافحة الجميع بمن فيهم «كل سيدة من المشاركات في الجلسة».
وفي تعليق لصحيفة «فري برس» الكندية، وصف الناطق باسم «غرفة التجارة الاميركية» بوبي مالدونادو اللقاء بانه كان «حوارا مفتوحا وبناء سعى لتطوير فرص العمل بين الولايات المتحدة مصر»، وبانه انعقد بهدف «الحديث حول فرص العمل والاستثمار بين مصر والغرب». وشدد مالدونادو على ان «المعتقدات السياسية لم تلعب اي دور في اللقاء».
وشارك الوفد المصري قبل يومين في مؤتمر عقده مركز ابحاث «كارنيغي للسلام الدولي» بعنوان «الاسلاميون في السلطة: رؤى من الداخل». ومن القيمين على المؤتمر وزير الخارجية الاردني السابق ونائب رئيس المركز مروان المعشر، وهو احد الاصوات الداعية الى التعامل بايجابية مع وصول حكومات اسلامية الى الحكم في الدول العربية.
وانقسم المؤتمر الى 3 جلسات، ترأس المعشر اولها التي جاءت بعنوان «بناء انظمة جديدة بعد ال انتفاضات». اما الثانية، فكان عنوانها «كتابة دستور جديد»
والثالثة «تحديات اقتصادية في المرحلة الانتقالية». وشارك في المؤتمر، الذي استمر طوال اليوم، وزير الاتصالات المغربي مصطفى الخلفي، وعضو «الاخوان المسلمين» في الاردن نبيل الكفاحي، وعضوا حزب النهضة والجمعية الوطنية التونسية صحبي عتيق واسامة الصغير، وعضو «الاخوان المسلمين» في ليبيا محمد جعير، فضلا عن افراد الوفد المصري المذكور.
موضوع رائع وممتاز جداا
ردحذف