الأحد، 15 أبريل 2012

مصادر أميركية لـ «الراي»: تراجع الغرب أحرج الأسد وروسيا وأجبرهما على التجاوب

| واشنطن من حسين عبدالحسين |
جريدة الراي

لم تكن واشنطن السبت ذات الطقس الربيعي الاستثنائي مهتمة كثيرا بشؤون السياسة، ماعدا نفر من العاملين في الكونغرس ممن حضروا الى مكاتبهم بلباس غير رسمي واجروا اتصالات مع البعثة الاميركية في نيويورك تابعوا خلالها صدور قرار عن مجلس الامن بشأن الوضع في سورية، هو الاول منذ اندلاع الانتفاضة المطالبة برحيل بشار الاسد عن السلطة منذ اكثر من عام.
وقال احد العاملين في الكونغرس لـ «الراي»: «اقفلت الادارة جميع الاعذار في وجه روسيا، وتبنينا وجهة نظرها للحل في سورية»، مضيفا: «لم يكن بالامكان افضل مما كان، والقرار هو قرار الحد الادنى الممكن اتخاذه في ظل التوافق الدولي الهش و في ظل الفيتو الروسي الصيني المستمر لقراراتنا».
وكان مجلس الامن صادق على قرار حمل رقم 2042 يتم بموجبه ارسال فريق من نحو 30 مراقبا عسكريا غير مسلحين، على ان يتم لاحقا ارسال كامل بعثة المراقبين التي يمكن ان يصل عدد عناصرها الى 250 حسب تقديرات الامم المتحدة.
القرار لقي ترحيبا ضعيفا لدى دوائر الكونغرس، حيث سبق ان دعا عدد من اعضاء مجلس الشيوخ من امثال جون ماكين وجو ليبرمان، اللذين عادا لتوهما من تركيا بعد عقدهما لقاءات مع المعارضة السورية وقيادات «الجيش السوري الحر» هناك، الى استخدام القوة الجوية لانشاء حزام امني يؤوي السكان السوريين الهاربين من عنف قوات الاسد.
ويقول المتابعون للشأن السوري من الجمهوريين في الكونغرس ان المشكلة في اداء واشنطن تكمن في ان اوباما يعتقد ان اي تحرك ذي طابع عسكري قد يكلفه، «حتى لو القليل القليل»، من رصيده السياسي داخليا، وهو ما يرفضه الرئيس الاميركي، خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، والتي يأمل فيها ان يفوز اوباما بولاية ثانية.
وتابع العامل في الكونغرس: «هذا ما نجنيه من استخدام الديبلوماسية وحدها غير مقرونة بقوتنا المسلحة»، لكنه اضاف انه يعتقد ان «ما حصل لناحية الاجماع الدولي المفاجئ وضع روسيا والاسد في موقف حرج. عندما ينفد من الاعذار، يجبران على الانصياع الى خطة الحد الادنى التي اقترحها الروس اصلا، ولكنهم فعلوا ذلك في الماضي مستندين الى معارضتنا واصرارنا على سقف اعلى... نحن اليوم نزلنا اليهم، وهم اصبحوا في موقع المجبر على تنفيذ النقاط التي طالب بها الروس منذ اليوم الاول لاندلاع الازمة قبل عام».
وفي وزارة الخارجية، التقط ديبلوماسيون اميركيون متابعون للشأن السوري اشارات مفادها ان موسكو اجبرت الاسد، اثناء زيارة وليد المعلم الاخيرة الى موسكو، على القبول بوقف النار وتنفيذ خطة انان. وقال احد الديبلوماسيين: «في تقديراتنا ان الاسد كان يفضل استمرار الانقسام الدولي حتى يستطيع النفاذ من خلاله واستمراره في العمل العسكري لتحقيق ما يعتقده يساهم في القضاء نهائيا على الثورة ضد حكمه».
واضاف الديبلوماسي: «صحيح ان الغرب تراجع عن مواقفه الاصلية المطالبة برحيل فوري للأسد، ولكن في تراجعنا انهينا الانقسام الدولي، وصار الاسد في مواجهة اجماع دولي، وان جاءت المواقف الدولية مخففة».
وتابع الديبلوماسي: «انظر، يوم الجمعة، خرج عشرات الاف السوريين الى الشوارع... تصور ان المجتمع الدولي نجح في تطبيق ثمانين في المئة من خطة انان على الاقل، تصور ان مراقبين محترفين دوليين يراقبون المدن السوريين ويمنعون قوات الاسد من الاعتداء على المتظاهرين السلميين... تصور ان تدخل وسائل الاعلام الاجنبية الى داخل سورية وترسل تقاريرها من هناك».
وقال: «كل هذه النقاط هي مطالب موسكو في الاساس، الرئيس (باراك اوباما) قال اننا نسير خلف قيادة (الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير) بوتين، وهذا ما نفعله، وهذا ما يبدو انه يحقق بعض المطالب الاساسية التي كان السوريون يطالبون بها، اولها التظاهر السلمي للمطالبة برحيل النظام، وهذا ما سيتم تثبيته في مبادرة انان، وبعد ذلك، لكل حادث حديث».

هناك 3 تعليقات: