الأحد، 3 يونيو 2012

كتاب يلقي الضوء على شخصية أوباما المترددة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

فيما صارت الديبلوماسية العقيمة التي يتمسك بها الرئيس باراك اوباما، خصوصا في الموضوعين الايراني والسوري، مدعاة سخرية في الاوساط الاميركية، اظهر كتاب جديد من المتوقع صدوره في الاسابيع المقبلة ان اوباما صاحب شخصية مترددة، يكره المواجهات، وينظر الى الحياة ببرودة وكأنها لوحة شطرنج، ما يجعله في الغالب متأخرا عن اللحاق بركب الاحداث او مستبقا لها.
وأنهى دايفيد مارانيس، مؤلف سيرة حياة الرئيس السابق بيل كلينتون في كتاب بعنوان «الاول في صفه»، كتابة سيرة الرئيس الحالي التي سيصدرها بعنوان «باراك اوباما: القصة». ويكشف ان عملية الكتابة استغرقته 4 سنوات، وتضمنت سفرات الى كينيا واندونيسيا وهاوايي، اجرى خلالها 350 مقابلة.
ويقول مارانيس في مقدمة كتابه: «عندما كتبت سيرة بيل كلينتون، الخلاصة التي برزت امامي لدى دراستي لماضيه هي تكرار خساراته وتعافيه من الخسارات». ويتابع: «مع اوباما، الخلاصة المماثلة هي تصميمه على تفادي الافخاخ التي قد توقعه بها الحياة... اولا نجا من فخ قصة حياة عائلته غير المألوفة وتحدياتها على صعيد استقراره ووضعه السيكولوجي». في ما بعد، «نجح اوباما في تفادي فخ ولادته في ولاية هاوايي، وهي ابعد جزيرة معزولة عن قارات العالم، تلتها اربع سنوات في الجهة الاخرى من العالم، اي اندونيسيا»، وختاما، نجح اوباما في تجاوز الفخ الاخير، «وهو فخ العنصرية في اميركا» الذي غالبا ما يصاحبه رفض للاشخاص ذات البشرة الداكنة.
ويعتقد مارانيس ان مجمل المجهود الذي تطلب ان يقوم به الرئيس الاميركي للتغلب على كل هذه الافخاخ ساهم في رسم شخصيته، و«هو ما يفسر حذره، وترويه، وتفحصه للحياة وكأنها لوحة شطرنج، وتحسبه للخانات التي قد يقف بها ويواجه حركة كش ملك، وهو ما يدفعه الى تحليل افعاله التي غالبا ما تسبق الآخرين بخطوتين او ثلاث».
ويضيف: «اظهرته مقاربته للحياة وكأنه شخص بعيد، وبطيء، ومتردد باتخاذ القرارات، وغير واقعي». ويتابع: «في اوقات كان هذا الوصف دقيقا، وفي اوقات اخرى لم يكن كذلك». 
وحسب مارانيس، فان «محاولة اوباما استباق الامور، او بطأه في التعامل معها، ادت في جعله يتصرف اما باستباقية، واما متأخر»، ولكنه «يندر ان يتصرف مع الامور في وقتها، باستثناء بارز هو في حملته الانتخابات الرائسية في العام 2008 حيث كان مواكبا للامور في الوقت الصحيح».
ثم يقوم الكاتب بمحاولة تفسير الاسباب الكامنة خلف حذر الرئيس، ويقول ان نجاح اوباما في تخطي ازماته في صغره طورت في داخله «محاولة الصبو نحو الكمال والوحدة» في داخله، وداخل محيطه، ما يجعل تحت «الواجهة الباردة لاوباما» غليان يمنعه من المواجهة. ويضيف ان «المواجهة تؤدي الى الانقسام، والخلاف، وعدم الكمال»، وهي كلها امور حاول اوباما تفاديها منذ صغره.
كتاب مارانيس يأتي في وقت قام منافس اوباما الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة ميت رومني بـ «منح» الرئيس الاميركي «درجة راسب» في السياسة الخارجية، خصوصا لناحية تردده في التعامل مع «الخطر الايراني» ومع «الازمة في سورية». 
وتلقف الجمهوريون كتاب مارانيس بشغف، واطلوا عبر وسائل الاعلام المؤيدة لهم، مثل محطة فوكس الاخبارية، ليرددوا مقاطع منه، وليشيروا الى ضعف اوباما وحذره غير المبرر. ويتوقع الجمهوريون فشل المحادثات النووية بين الولايات المتحدة ودول الخمس زائد واحد، من ناحية، وايران، من ناحية اخرى، والمقررة في موسكو في 17 الشهر الجاري.
ويقول الجمهوريون ان اوباما صار يختبئ خلف المفاوضات لعدم القيام بتحركات جدية لمواجهة طهران، وكذلك لعدم «التعامل بمسؤولية» لمنع ارتكاب بشار الاسد «لمجازر بحق شعبه في سورية».

هناك تعليقان (2):