الخميس، 27 سبتمبر 2012

أوباما يتقدم في ولايات الجمهوريين أيضا

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

في حال السباق الرئاسي، وقبل 39 يوما من الانتخابات الرئاسية و«الكونغرسية» المقررة في 6 نوفمبر المقبل، اظهرت احدث استطلاعات الرأي الاميركية ان الرئيس باراك اوباما بات يتقدم على منافسه من الحزب الجمهوري ميت رومني حتى في الولايات المحسومة عادة لمصلحة الجمهوريين، مثل ولايات الجنوب الاباما واريزونا وكنتاكي ونبراسكا واوكلاهوما وتينيسي وساوث كارولينا. 
في ساوث كارولينا، التي فاز بها المرشح الجمهوري جون ماكين بفارق 8 نقاط مئوية في عز صعود نجم اوباما في انتخابات العام 2008، تظهر الارقام ان الرئيس الاميركي اليوم اقترب من تفجير مفاجأة، وانه صار يتقاسم اصوات الولاية مناصفة مع رومني، ما دفع الماكينة الانتخابية الجمهورية الى المسارعة لشراء كمية كبيرة من الوقت الاعلاني لبث دعاية الحزب الانتخابية ومحاولة الحفاظ على اصوات الولاية في مصلحتهم.
بدروه، يقول ابرز المتابعين للارقام الانتخابية المعلق في صحيفة «نيويورك تايمز» نايت سيلفر ان «الاسبوع الحالي هو الذي سيظهر ان كان تقدم اوباما شعبيا في الاسابيع الماضية هو نتيجة للمؤتمر الديموقراطي وتاليا سينحسر، ام ان التقدم اكثر ثباتا وسيستمر من تلقاء نفسه».
سيلفر، الذي يكشف انه بنى برنامجا خاصا على الكومبيوتر يلقنه احدث الارقام، يقول ان البرنامج يظهر ان حظوظ فوز اوباما بالانتخابات هي 80 في المئة، مقابل 20 بالمئة فقط لرومني. وبلغة مكاتب المراهنات الرياضية، حسب سيلفر، «اوباما مرشح للفوز على رومني بنسبة اربعة الى واحد».
كذلك اجرى سيلفر مقارنة تاريخية مستخدما كل ارقام استطلاعات الرأي المتوافرة في الانتخابات الرئاسية والتي تعود الى العام 1936، وجد بموجبها ان في 17 من اصل 18 مسابقة انتخابية، فاز المرشح الذي كانت ارقام الاستطلاعات تظهر تقدمه على منافسه قبل 40 يوما من العملية الانتخابية.
ويعزو بعض الخبراء التراجع السريع في شعبية رومني الى التحسن الاقتصادي الذي يطرأ على الاقتصاد الاميركي، فيوم اول من امس، اظهر «مقياس ثقة المستهلك» في الولايات المتحدة ارتفاعا غير متوقعا، الى اكثر من سبعين نقطة، وذلك للمرة الاولى منذ سبعة اشهر. وكان المقياس نفسه سجل 61 نقطة الشهر الماضي.
ويعزو «المقياس» الارتفاع في الثقة الى علامات تحسن بدأت تطرأ على قطاع المنازل، في وقت اظهرت التقارير الفيديرالية ارتفاع اسعار المنازل التي تم بيعها في شهر يوليو بنسبة صفر فاصلة اثنين في المئة، تضاف الى ارتفاع في الشهر الذي سبقه بواقع صفر فاصلة ستة في المئة.
كذلك تحدث الخبراء الاقتصاديون عن تحسن كبير في سوق الاسهم، وعزوا ذلك الى اعلان «بنك الاحتياطي الفيديرالي» نيته شراء 40 مليار من سندات الاسهم شهريا «حتى اشعار آخر، وهذه خطوة متوقع ان تؤدي الى خفض في نسبة البطالة التي تبلغ 8 في المئة حاليا. وبسبب هذا الاعلان، شن الجمهوريون حملة سياسية عنيفة على رئيس البنك بن برنانكي، واتهموه باعلان خطوته على خلفية سياسية من اجل تحسين حظوظ اوباما الانتخابية.
التحسن الاقتصادي كان دفع رومني الى اعلان «بداية جديدة» لحملته، ورفض حصر تركيزها من الآن وصاعدا بالشأن الاقتصادي فحسب. 
لكن حملة رومني لم تكد تحقق اي تغيير في استراتيجيتها حتى انهالت عليها المصائب الواحدة تلو الاخرى، معظمها بسبب شخصية رومني نفسه وكثرة هفواته، التي كانت اولها في شريط يعود الى شهر مايو ظهر فيه المرشح الجمهوري وهو يقول ان 47 في المئة من الاميركيين يعيشون على ظهر الحكومة، ولا يدفعون الضرائب، وانهم تاليا لن يصوتوا له، وانه بدوره لن يعمل على اقناعهم عكس ذلك.
تلا الشريط مقابلة اطل بها رومني عبر برنامج «ستون دقيقة» الشهير، مطلع هذا الاسبوع، وتعثر خلالها اثناء اجابته حول سؤال «اي من الاعفاءات الضريبية» هي التي سيتخلص منها من اجل سد عجز الموازنة، خصوصا ان رومني يعد، في حال انتخابه رئيسا، بتخفيض ضرائب دخل جميع الاميركيين الى 20 في المئة فقط. 
في برنامج «60 دقيقة»، قال رومني انه لا ينوي الخوض في تفاصيل «اغلاق الثغرات» في الاعفاءات الضريبية، وتابع انه سيتخذ قراره بعد استشارة الديموقراطيين في الكونغرس، وهو ما دفع بالمعلّقين الجمهوريين الى مهاجمته بعنف، اولا لعدم المامه بتفاصيل الخطة التي يقترحها، وثانيا لاعلانه انه ينوي «المساومة» مع الديموقراطيين، وهو امر يعده الجمهوريون من «كبائر» الخطايا في السياسة التي ينتهجونها.
كذلك، يبدي الجمهوريون، وخصوصا المحافظين من بينهم، امتعاضهم من «تمييع» اوباما للمرشح على لائحته لمنصب نائب الرئيس عضو الكونغرس بول رايان. ويقول الجمهوريون انهم توقعوا ان ينجح رايان في دفع رومني نحو تبني سياسة اكثر يمينية وتقديمها بالتفصيل للناخبين، الا ان ما حدث هو فرض رومني نفسه على نائبه، الذي تراجع حضوره المحبب لدى معظم اليمينيين.
في وسط هذا الغضب اليميني ضد رومني، يتواصل هجوم اكثر الجمهوريين شهرة، مثل صاحب مطبوعة «الجمهورية الجديدة» بيل كريستول، وهو يعتبر «الاب الروحي للمحافظين الجدد». ويكرر كريستول هجومه ضد رومني وحملته لاعتقاده ان الاثنين لا يتمتعان بالكفاءة الكافية للخوض في معركة انتخابية رئاسية، وانهما لم يقدما للناخبين الاميركيين، وخصوصا الجمهوريين منهم، خطط عمل واضح ومفصلة، وان ذلك سيكلف الحزب الانتخابات برمتها، وسيلطخ صورة الحزب عموما، وسيضعف من تأييده في الشارع الاميركي.
في وسط كل هذه الاخبار السيئة في معسكر رومني، لا يأتي تقدم اوباما شعبيا حتى في الولايات «الحمراء»، اي المحسوبة على الجمهوريين مفاجئا، وينقلب الحديث حول الانتخابات من محاولة معرفة من سيكون رئيس البلاد للسنوات الاربع القادمة، الى محاولة تنبؤ «حجم المذلة» التي سيلحقها اوباما وحزبه الديموقراطي برومني وحزبه الجمهوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق