الخميس، 27 سبتمبر 2012

أوباما إلى مخيمه التدريبي الأحد استعداداً للمناظرة الرئاسية الأولى

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

يندر ان يصدر أي تصريح او ان يدلي اي سياسي اميركي بمقابلة او ان يعقد مناظرة مع منافسيه بعفوية. كل الكلمات الصادرة عن كل السياسيين الاميركيين يجري التدرب عليها بعناية مرارا وتكرارا قبل صدورها، ويعمل مساعدو هذا السياسي او ذاك على التأكد ان السياسي لا يشت عن «نقاط الكلام» المتفق عليها مسبقا. 
وفي بعض المواقع التي سبق ان شت فيها سياسيون عما هو متفق عليه مع مستشاريهم مسبقا واطلقوا تصاريح عفوية اوتعبر عن رأيهم بصراحة، تحولت تصاريحهم الى كوارث سياسية ارتدت عليهم في الغالب.
في هذا السياق، من المتوقع ان يشهد شهر اكتوبر المقبل اربع مناظرات، ثلاث منها بين الرئيس باراك اوباما ومنافسه المرشح الرئاسي من الحزب الجمهوري ميت رومني، وواحدة فقط بين نائب الرئيس جو بيدن ومنافسه عضو الكونغرس بول رايان. 
ويقول الخبراء ان المناظرات ستشكل الفرصة الاخيرة لرومني، الذي تظهر احدث استطلاعات الرأي تأخره شعبيا، لقلب تأخره تقدما وازاحة اوباما عن الرئاسة. لذلك، يقول مساعدو رومني ان مرشحهم بدأ تدريباته على هذه المناظرات قبل نحو اسبوعين، وانه اجرى اكثر حتى الان اكثر من ثماني مناظرات تجريبية، امتدت كل واحدة منها الى قرابة الساعتين، لعب فيها صديقه السناتور الجمهوري عن ولاية اوهايو روب بورتمان دور اوباما.
المناظرة الرئاسية الاولى ستنعقد في مدينة دنفر في ولاية كولورادو يوم الاربعاء، وستمتد لساعة ونصف الساعة، وتنقسم الى ستة اقسام، طول كل واحد منها 15 دقيقة. يسأل المحاور، وهو في المناظرة الاولى الاعلامي جيم ليهرر، سؤالا، ويعطي كل من المرشحين دقيقتين للاجابة، ثم يخوض في حوار مع الاثنين لاستكمال الوقت المتبقي.
ومن المقرر ان تتركز المناظرة الاولى حول شؤون الولايات المتحدة، فيما تتركز الثانية، التي تنعقد في نيويورك في 16 اكتوبر وتديرها الاعلامية في قناة «سي ان ان» كاندي كراولي، حول السياستين الداخلية والخارجية. اما المناظرة الثالثة، التي تتناول السياسة الخارجية حصرا، فتنعقد في 22 اكتوبر في ولاية فلوريدا ويديرها الاعلامي بوب شيفر.
بدورها، تنعقد مناظرة نائب الرئيس في 11 اكتوبر في ولاية كنتاكي، وتديرها الاعلامية مارثا راداتز، وتتناول شؤونا داخلية وخارجية.
وعلى الرغم ان اوباما متحدث بارع، ومعروف عنه بداهته وسعة اطلاعه، وهو سبق ان عمل بروفيسورا للقانون في اهم الجامعات الاميركية في مدينته شيكاغو، الا ان مساعدي الرئيس يخشون انه -- وبسبب غزارة معلوماته -- يشت احيانا عن الموضوع ويتحدث بتفصيل قد يدفع المتابعين الى الملل من دون ان تصلهم الفكرة.
مساعدو اوباما كانوا اعلنوا مرارا انهم يرجحون ان يقدم رومني اداء جيدا في المناظرة، وان مهمة اوباما لن تكون سهلة. 
وفي خضم حديثهم عن تاريخ المناظرات الرئاسية، يستعيد مساعدو اوباما تلك التي حصلت بين المرشح الرئاسي الديموقراطي السابق السناتور جون كيري، الذي كان يتفوق بما لا يقاس بمعلوماته على الرئيس السابق جورج بوش صاحب المعلومات الشحيحة والهفوات الكلامية الكثيرة. الا ان بوش استعد للمناظرات جيدا، وتاليا لم يمنح كيري فرصة للتقدم عليه شعبيا.
وفي كتابة «جرأة الفوز»، يروي اليد اليمنى لاوباما دايفيد بلوف انه اثناء حملة العام 2008، امضى اوباما اياما في اوتيل في فلوريدا حيث تدرب على المناظرات طيلة يوم بأكمله لمواجهة المرشح الجمهوري السناتور جون ماكين. وليل ذلك اليوم، اجرى اوباما تدريبا على مسرح متطابق للذي كان يستعد لمبارزة ماكين عليه، وكانت الحملة اعدت المسرح التدريبي المتطابق خصيصا حتى «يألف اوباما» الصورة قبل دخوله المناظرة الفعلية.
ذلك كان العام 2008، عندما كان من الايسر للسناتور اوباما الاعتكاف عن حملته لساعات، او يوم او اكثر، والتفرغ للتدرب على مناظرته الرئاسية. اما اليوم، فاوباما يعمل رئيسا للولايات المتحدة، وهو واحد من اكثر الاعمال المتطلبة في العالم.
انشغالات الرئيس هذه عطلت اوباما عن تدريباته للمناظرة الرئاسية الاولى، على حد قول الناطقة الاعلامية باسم حملته جن باساكي، التي قالت للصحافيين ان اوباما يعمل على ايجاد توازن بين « ادارة شؤون العالم، وحكم (البلاد)، والقيام بحملته الانتخابية». وتابعت باساكي ان هذه الانشغالات «تسببت في تقليص الوقت المخصص للرئيس لتركيز اجاباته وتقصيرها والابتعاد عن عادته في اعطاء اجابات مستفيضة ومفصلة».
هكذا، من المتوقع ان يتوجه اوباما الى مخيمه التدريبي في احدى ضواحي لاس فيغاس، بعد غد الاحد،حيث سيعقد بعض الاجتماعات الرئاسية الضرورية، مثل اطلاعه اليومي على تقارير الاستخبارات وتقارير حول الاقتصاد، ولكنه عدا عن ذلك من المقرر ان يجري ثلاث مناظرات تدريبية، هذا في حال لم تطرأ اي ازمات، على حد قول باساكي، التي قالت انه في الايام الماضية، اضطر الرئيس الى تعطيل جلساته التدريبية بسبب «احداث في الشرق الاوسط».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق