السبت، 13 أكتوبر 2012

تضارب في استطلاعات الرأي وأفضلية لأوباما

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

قبل 24 يوما من الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في 6 نوفمبر المقبل، اظهرت استطلاعات الرأي تضاربا هائلا جعل من شبه المستحيل تحديد من يتقدم من بين الرئيس الديموقراطي باراك اوباما، الذي يسعى للفوز بولاية ثانية، ومنافسه الجمهوري ميت رومني.
على ان الاستطلاعات ما زالت تعكس بشكل عام تقدما ملحوظا لرومني، مقارنة بارقام تأييده المتدنية منذ اقل من اسبوعين، وذلك بسبب ادائه الجيد في المناظرة الرئاسية الاولى في 3 اكتوبر في دنفر، كولورادو. التقدم الذي احرزه رومني اعطى حافزا لقاعدة الحزب الجمهوري، كما اعطى الحزب فرصة لمحاولة اظهار وكأن فوز رومني بالانتخابات صار محققا، وهو نوع من التهويل المعنوي على الديموقراطيين وقاعدتهم الشعبية لاقناعهم بأن مرشحهم اوباما هو ورقة خاسرة، وان من الافضل لهم البقاء في منازلهم يوم الانتخابات.
وفي هذا السياق، ابرز موقع «تقرير دردج» اليميني الجمهوري معدل ارقام كل الاستطلاعات التي اجريت حتى الآن، والذي يقدمه موقع «ريل كلير بوليتيكس». وكتب «تقرير دردج» عنوانا مفاده ان الارتباك يسود صفوف الديموقراطيين بعدما اظهر معدل الاحصاءات تأخرهم في الولايات العشر المتأرجحة جميعها، وذلك للمرة الاولى منذ بدء السباق قبل اشهر.
وبالاضافة الى دردج، ساهم موقع «كومنتاري» اليميني في بث الاخبار التي تشير الى حتمية فوز رومني وهزيمة اوباما. وكتبت محررة الموقع الانا غودمان ان في ولاية فلوريدا المتأرجحة صار رومني يتقدم بواقع سبع نقاط مئوية، حسب احصاء «تي بي تي - هيرالد - مايسون ديكسون»، بعدما كان متأخرا بقارق نقطتين في الاحصاء نفسه قبل شهر.
وتابعت غودمان ان احصاء «راسموسن»، وهو مركز قريب من الجمهوريين ايضا، اظهر تقدم رومني باربع نقاط مئوية في فلوريدا. اما احصائيو جامعة سافولك، حسب غودمان، فقرروا غلق مكاتبهم في فلوريدا وفيرجينيا ونورث كارولاينا بعدما ايقنوا ان هذه الولايات لم تعد متأرجحة، بل صارت في حكم المحسومة لمصلحة رومني.
لكن يبدو ان الجمهوريين يعانون من انحياز فاضح ضد اوباما، وان وسائل اعلامهم ومراكزهم الاحصائية لا تنقل صورة السباق الرئاسي بشكل دقيق تماما.
صحيح ان ارقام اوباما تراجعت بعد ادائه المخيب في المناظرة الاولى، الا ان الخبراء الجديين يشيرون الى استمرار تقدمه على الرغم من تقلص الفارق بينه وبين رومني.
ابرز الخبراء الاميركيين، نايت سيلفر صاحب صفحة «538»، اعتبر ان حظوظ رومني مازالت تتحسن، وان فرص انتخابه ارتفعت من 25 في المئة قبل اسبوعين، الى 39 في المئة اليوم. على ان مؤشرات سيلفر، التي تعتمد حسابات دقيقة ومعقدة جدا، مازالت تشير الى ان اوباما سيحصل على 283 صوتا في «الكلية الانتخابية»، في مقابل 254 لرومني، مع العلم ان المطلوب هو 270 صوتا للفوز بالرئاسة.
اما الدليل الابرز على استمرار اوباما في الطليعة فيأتي من عقل الحزب الجمهوري ومستشار الرئيس السابق جورج بوش كارل روف، الذي يعتبر انه على اثر المناظرة الرئاسية الاولى، تحسنت ارقام رومني وتراجعت ارقام اوباما.
لكن استطلاعات روف، وهي غالبا ما تتمتع بدقة ومصداقية كبيرة، تشير الى ان اوباما يحوز على 201 «صوت كلية» مؤكد، و74 تميل صوبه، فيما في حوزة رومني 156 صوتا مؤكدا و35 تميل لمصلحته، وان 72 «صوت كلية» مازالت غير محسومة حتى الآن.
وبحسب ارقام روف، فان مجموع اصوات اوباما المؤكدة والمرجحة يبلغ 275، وهي كافية لفوزه بولاية ثانية، فيما مجموع اصوات منافسه تبلغ 191 فقط.
ختاما، مازال موقع «غالوب» يشير الى ان رومني يتقدم بنقطتين، 49 مقابل 47، على اوباما على صعيد الولايات الخمسين. لكن استطلاع «غالوب» هذا هو معدل استطلاع يومي للايام السبعة الاخيرة، ما يعني انه لا يأخذ بعين الاعتبار تفوق نائب الرئيس جو بيدن على منافسه عضو الكونغرس بول رايان في المناظرة بينهما يوم الخميس، وما يعني ايضا ان نتائج هذه المناظرة لم تظهر بعد وتحتاج الى ايام قليلة لتنعكس في ارقام استطلاع «غالوب».
ولان الخبراء يعتبرون ان مناظرة نائب الرئيس، على الرغم من تأثيرها على المزاج الشعبي العام وخصوصا لدى المناصرين من الجهتين، يندر ان تحدث تغيرات كبيرة في ارقام استطلاعات الرأي، ذلك يعني ان فرصة اوباما الاخيرة ستنحصر بالمناظرتين المتبقيتين له، يوم بعد غد وفي 22 اكتوبر، فان ابلى البلاء الحسن، قد يستعيد صدارته اعلاميا كما في ارقام الخبراء، وان قدم اداء سيئا، فانه سيذهب الى يوم الانتخابات وكل الاحتمالات مفتوحة، بما فيها خروجه من البيت الابيض بعد ولاية واحدة فقط.
على ان ذبذبة استطلاعات الرأي تبدو وكأنها سيف ذو حدين، فمن ناحية، يحاول الحزب المتقدم الايحاء بالنصر لحث المناصرين المنافسين على عدم التصويت يوم الانتخابات، ومن ناحية اخرى، يخشى الحزب المتقدم من ان يشعر مناصروه ان الفوز صار محققا، وان لا حاجة لتوجههم الى اقلام الاقتراع للتصويت، لذا، يبدو ان الحزبين يحاولان الايحاء عموما انهما متقدمان، فيما يتوجهان دائما الى مناصريهما عبر القنوات الداخلية الحزبية بالمناجاة واظهار الضعف لاستدرار العطف، والحصول على تبرعات مالية، وتحفيز المؤيدين على الخروج والتصويت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق