الأحد، 4 نوفمبر 2012

أوباما يستعد لولاية ثانية و«معسكره» بدأ «الحملة البرية»

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

من المتوقع ان يتوجه غدا قرابة 140 مليون ناخب اميركي في 50 ولاية الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم، واعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435، و33 عضوا في مجلس الشيوخ من اصل 100، ومسؤولين محليين اذ تنتخب 11 ولاية محافظا لها، فضلا عن انتخاب مديري شرطة ومدارس ودوائر اطفاء ومدعين عامين وقضاة، والاجابة عن عدد كبير من الاسئلة المتنوعة التي تضاف الى دفاتر الاقتراع وتتحول اجابات الناخبين عنها الى استفتاء شعبي.
مرشح الحزب الديموقراطي للرئاسة، الرئيس باراك اوباما، يتمتع بافضلية في وجه منافسه مرشح الحزب الجمهوري ومحافظ ولاية ماساشوستس السابق ميت رومني.
وعشية الانتخابات، اعتبر ابرز الخبراء نايت سيلفر ان فرص الرئيس الاميركي للفوز بولاية ثانية تقارب الـ 85 في المئة. ورشح سيلفر في صفحته «538» فوز اوباما بنحو 303 من اصل 535 صوت «كلية انتخابية»، ويحتاج اي من المرشحين الى 270 من هذه الاصوات للفوز.
اما حسابات سيلفر فمبنية على معادلة معقدة تأخذ في عين الاعتبار نتائج معظم الاحصاءات التي تجري في عموم البلاد، فضلا عن المؤشرات الاقتصادية، والتي كان آخرها - يوم الجمعة - ايجابيا لمصلحة اوباما، وظهر فيه ان سوق العمل اضافت اكثر من 17 الف وظيفة في شهر سبتمبر الماضي.
ويقول سيلفر انه من اصل 22 استطلاعا اجريت الجمعة الماضي في «الولايات التي يتوقع ان تحصل فيها معارك انتخابية»، اظهر 19 منها تقدم اوباما، فيما اظهر اثنان تعادلا وتقدم رومني في استطلاع واحد فقط.
خبير مرموق آخر هو تشارلي كوك اعتبر كذلك ان حظوظ اوباما تبدو افضل من حظوظ منافسه رومني.
واعتبر كوك ان لرومني 22 ولاية مضمونة، وهي الولايات ذات الغالبية الجمهورية المؤكدة والتي فاز بها جون ماكين العام 2008، فضلا عن ولاية انديانا الجمهورية ذات الاصوات الـ 11 والتي اقتنصها اوباما في 2008. مجموع «اصوات كلية» هذه الولايات الـ 23 هو 191، ما يجعل رومني بحاجة الى 79 صوتا للوصول الى عتبة 270، وهو ما سيدفع رومني الى محاولة اقتناص عدد من الولايات المتأرجحة، وسيحاول المرشح الجمهوري ضمان الفوز اولا في الولايات التي تظهر استطلاعات الرأي تقدمه فيها، ثم يسعى في الولايات الاكثر صعوبة.
الولايات الاسهل لرومني هي نورث كارولاينا (15 صوت كلية) وفلوريدا (29 صوت كلية) وفيرجينيا (13 صوت كلية)، رغم ان احدث الاستطلاعات اظهرت تقدم اوباما في فلوريدا بنقطتين مئويتين، وهو اقل من هامش الخطأ البالغ ثلاث نقاط، فيما اظهرت الاستطلاعات تعادلا في فيرجينيا. وان خسر رومني احدى هذه الولايات الثلاث، يمكن اعتبار ان خسارته السباق صارت شبه محققة، ولكن ان فاز بها، يضيفها الى اصواته المضمونة، لتصبح حصيلته 248، ويبقى بحاجة الى 22 «صوت كلية» للفوز.
في هذه المرحلة، يعتبر الخبراء انه سيكون امام رومني طرق متعددة للفوز، وان عليه جمع 22 صوتا من بقية الولايات المتأرجحة وهي كولورادو (9 اصوات)، ونيو هامبشير (4 اصوات)، وآيوا (6 اصوات)، ونيفادا (6 اصوات) واوهايو (18).
ويقول كوك: «المطلوب من رومني الفوز بالولايات الـ 23 المتوقع فوزه بها، ثم نورث كارولاينا وفلوريدا وفيرجينيا، حيث تبدو المنافسة متقاربة جدا وحامية، ثم عليه الفوز في ولايات يتقدم فيها اوباما مثل كولورادو، ونيوهامبشير وآيوا، واما نيفادا او اوهايو». ويختم: «الولايات التي كانت متأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن هي خارج متناول رومني، وفوزه في كولورادو اونيوهامبشير او آيوا او نيفادا او اوهايو يبدو صعب جدا».
لكن على رغم صعوبة موقف رومني، لم يظهر الجمهوريون تراجعا، بل استمرت ماكينتهم الدعائية في محاولة قلب الصورة، فقدمت امس استطلاعا صادرا عن مركز مغمور يظهر تعادل المرشحان في بنسلفانيا (18 صوت كلية)، المعتبرة محسومة لاوباما.
ولاحقا بثت وسائل اعلام الجمهوريين تقارير تتحدث عن «تعادل» في التصويت المبكر، ولفتت الى انه في مهرجانه الانتخابي الاخير في ولاية اوهايو، جذب رومني وبول رايان 30 الف مؤيد (قدرت شرطة الولاية الرقم الفعلي بـ 15 الفا). وقال الجمهوريون ان اوباما عقد لقاء انتخابيا مماثلا في الولاية نفسها لم يجذب الا الفي مؤيد.
على ان الصورة تبدو مختلفة تماما في المعسكر الديموقراطي، حيث اعلن القيمون على حملة اوباما بدء «الحملة البرية»، على غرار ما يحصل في الحروب العسكرية.
وزعم ميتش ستيوارت، احد كبار مسؤولي اوباما، ان ناشطيهم نجحوا في تسجيل قرابة مليون و800 الف ناخب جديد، وان 28 في المئة من هؤلاء اقترعوا في التصويت المبكر، وان ناشطي الحملة افتتحوا 5117 مكتبا مخصصا لمرافقة الناخبين الديموقراطيين الى صناديق الاقتراع غدا.
وقال ستيورات ان الناشطين خصصوا قرابة 700 الف «فترة مناوبة» منذ يوم امس، يعملون خلالها على التأكد من ان قاعدتهم تقترع. وختم ان هدف الحملة في الساعات المتبقية هو «توسيع قاعدة الناخبين بتسجيل ناخبين جدد، واقناع الناخبين المترددين بالاقتراع، والتأكد من اقتراع مؤيدينا».
في انتخابات الكونغرس، تشير الترجيحات الى ان الديموقراطيين قد يعززون عدد المقاعد التي يشغلونها بفوزهم بحوالي عشرة مقاعد جديدة، الا ان هذا الفوز لن يكون كافيا لانتزاعهم اغلبية 218 من الجمهوريين.
وكما النواب، كذلك في الشيوخ، حيث يتوقع المراقبون ان يزداد عدد مقاعد الجمهوريين من 47 الى 49، ولكن ذلك يبقى اكثرية 51 في يد الحزب الديموقراطي.
وفي حال صدقت كل التوقعات، يفوز اوباما بولاية ثانية ويحافظ حزبه على الغالبية في مجلس الشيوخ، فيما يحافظ الجمهوريون على غالبيتهم في مجلس النواب، ما يعني ان توزيع القوى الاميركية، ابتداء من صباح الاربعاء، سيكون مطابقا للتوزيع الحالي، ما يعني ان المشهد السياسي سيبقى، الى حد كبير، على حاله، مع فارق ان الرئيس عادة ما يكون اكثر جرأة في ولايته الثانية والاخيرة اذ لا يسعى الى أي مناصب بعد نهايتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق