الثلاثاء، 12 فبراير 2013

طهران تملك 135 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بينما تحتاج القنبلة النووية إلى 225 كيلوغراماً

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

تتضارب الرسائل الايجابية والسلبية بين واشنطن وطهران، فبينما دعا نائب الرئيس الاميركي جو بيدن الى حوار مع نظام ايران وعبّر وزير الخارجية الايراني علي صالحي عن تفاؤله حول المفاوضات النووية المقررة في 26 الجاري، اطل مرشد الثورة علي خامنئي ليحكم سلفا بان الحوار مع الغرب عقيم، فيما اتخذ الرئيس محمود احمدي نجاد موقفا بين الاثنين بقوله ان الغرب «اصلح لهجته» ولكن لا حوار قبل ازالة «الاسلحة عن جبين الشعب الايراني».

بدورها، استغلت واشنطن حادثة ضبط السلطات اليمنية سفينة «جيهان» المحملة باربعين طنا من الاسلحة الايرانية والمتجهة الى المتمردين الحوثيين في شمالي البلاد، فأثنت وزارة الخارجية الاميركية على الحكومة اليمنية لما وصفته «نجاحا» في «مواجهة التهديدات لسيادة (اليمن)، ولعمليته السياسية الانتقالية، ولاستقرار المنطقة»، واعلنت دعم طلب اليمن من مجلس الامن ارسال بعثة دولية للتحقيق، والتأكد من ان ايران تلتزم بالعقوبات الدولية المفروضة عليها والقاضية بمنعها من تصدير اي اسلحة.

عن سر التضارب في الموقف الايراني حول المفاوضات، اعتبر الباحث الاميركي من اصل ايراني في «معهد كارنيغي للسلام» كريم سادجادبور ان «احد ابرز التحديات امام واشنطن في التعامل مع ايران يكمن في ان الايرانيين الذين يودون الحوار، من امثال صالحي وربما احمدي نجاد، لا يمكنهم تقديم اي شيء، فيما اولئك الذين يمكنهم تقديم شيء، كخامنئي، لا يريدون الحوار مع اميركا».

وقال سادجادبور في مقابلة اجرتها معه «الراي» انه «ليس غريبا ان تقوم الديكتاتوريات الشرق اوسطية بتعيين وزراء خارجية لبقين ويتحدثون الانكليزية بهدف تقديم صورة جيدة امام العالم». واضاف: «نظام صدام كان لديه طارق عزيز، ومعمر القذافي كان لديه موسى كوسى، وايران اليوم لديها صالحي». وتابع ان شخصيات كهذه «لا تعكس واقع حكوماتها، وليس لديها اي سلطة في الملفات المهمة، ووظيفتها الوحيدة خداع العالم».

واعتبر سادجادبور ان القرار الايراني بيد خامنئي ودائرة صغيرة تحيط به، وان شخصيات حكومية كصالحي من الممكن انهم لا يعرفون تفاصيل البرنامج النووي الايراني، وان صالحي «يتمتع بالذكاء الكافي ليعرف ان السياسات الايرانية التي يذهب الى الخارج للدفاع عنها، وخصوصا سجل ايران المزري في حقوق الانسان، هي قضايا لا يمكن الدفاع عنها»، كما «اشك ان يكون صالحي من المؤمنين بأن ايران يجب ان يحكمها مرشد اعلى يدعي انه ممثل الرسول على الارض... ولكني اعتقد ان صالحي يبرر دوره باسم وطنيته».

في هذه الاثناء، تعكف دوائر القرار في الادارة الاميركية على دراسة «كل السيناريوات الممكنة» لجلسة الحوار المقبلة بين دول مجلس الامن والمانيا، من جهة، وايران، من جهة اخرى، والمقرر عقدها في كازاخستان في 26 من الشهر الجاري، خصوصا على اثر ابلاغ طهران وكالة الطاقة الذرية، قبل اسبوع، نيتها تحديث اجهزة الطرد المركزي في مفاعل نطنز الدولي، الامر الذي دفع برئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، اول من امس، الى اعتبار ان طهران قلصت المدة الزمنية المطلوبة للتوصل الى صناعة قنبلة نووية بنحو الثلث.

على ان خبراء اميركيين رفضوا الربط بين تحديث اجهزة الطرد الايرانية والتسريع في صناعة القنبلة النووية. 

وقالت الباحثة في «معهد العلوم والامن الدولي» كريستينا والروند ان «ايران اعلنت نيتها تركيب اجهزة الطرد المركزي في مفاعل نطنز لتخصيب الوقود، وهو منشأة تحت الارض ولكنها ليست محصنة بعمق مثل مفاعل فوردو لتخصيب الوقود».

وقالت والروند لـ «الراي» ان «ايران تستخدم نطنز حصريا لتخصيب اليورانيوم الى درجة 5 في المئة» وانه على الرغم من انه يوجد في نطنز منشأة قريبة فوق الارض فيها جهازان يمكنها التخصيب الى درجة 20 في المئة، لكن «على حد علمي، لم يصرح الايرانيون انهم ينوون استخدام هذين الجهازين المتطورين للبدء بانتاج مادة مخصبة بدرجة 20 في المئة في هذه المنشأة».

«الراي» سألت والروند عن اين اصبح المجهود الايراني في التخصيب، فاجابت الخبيرة الاميركية بالقول انه حسب التقرير الفصلي، الذي يصدر كل ثلاثة اشهر عن وكالة الطاقة، بلغ مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة 134 كيلوغراما و900 غراما في شهر نوفمبر الماضي. 

واضافت: «هذه الكمية لا تتضمن اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة الذي ارسلته ايران الى منشأة التحويل في اصفهان لتحويله الى يورانيوم مؤكسد (على شكل قضبان للطاقة)، او كمية اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة الذي تقوم ايران بتخفيض درجة تخصيبه».

كم من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة تحتاج ايران لتخصيبه الى درجات اعلى لانتاج قنبلة نووية؟ تقول والروند انه «يصعب الاجابة لانها تعتمد على عوامل متعددة، ولكن معهد العلوم والامن الدولي يقدّر ان ايران تحتاج الى 225 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة لانتاج المطلوب لصناعة قنبلة واحدة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق