الخميس، 21 فبراير 2013

لا تغيير للسياسة الأميركية في لبنان: دعم السيادة... والجيش

| واشنطن - «الراي» |

يبدو ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية حول لبنان ما زالت تسير حسب توصيات الادارة السابقة، والتي تقضي بتكرار لازمة دعم السيادة اللبنانية، واغداق المديح على الجيش اللبناني، الذي يتصوره الاميركيون حليفا لهم. ويكثر المسؤولون الاميركيون الحديث عن المساعدة الاميركية الى الجيش والتي تقدر بـ 76 مليون دولار سنويا. 
وفي هذا السياق، تحدث مساعد وزير الدفاع الاميركي ماثيو سبنس، الذي قال انه زار بيروت اخيرا، والتقى قائد الجيش العماد جان قهوجي، وكان بينهما تبادل للآراء حول موضوعين: الاول هو ازمة اللاجئين السوريين في لبنان، والتي تتفاقم مع مرور الايام، والثاني هو «الشراكة مع الجيش اللبناني والتأكيد على العلاقة القوية والاحترافية» بين العسكر في واشنطن وبيروت.
سبنس قال في ندوة في مركز ابحاث آسبن ان «لبنان مهم بحد ذاته»، وان بلاده تراقب تطور الاحداث في سورية، وتأثيرها على لبنان، وعلى المنطقة عموما، وعلى مصالح الولايات المتحدة.
أما كولن كال، الذي شغل قبل تقاعده من الحكومة قبل نحو العام ونصف العام منصب سبنس، تحدث بحرية اكبر بسبب خروجه من موقع المسؤولية، وقال ان اميركا دعمت الجيش اللبناني واوصلته الى مراحل متطورة، الا ان «حزب الله تطورت قدراته في الفترة نفسها». 
كما تحدث كال عن «الربيع العربي»، وقال ان الثورات ازعجت «محور المقاومة» لانها اظهرته انه لا يتحدث باسم الشارع العربي حسبما كان يزعم في الماضي.
وقال كال ان «سقوط نظام الاسد سيكون ضربة مدمرة لحزب الله»، وتساءل عما ستكون ردة فعل الحزب عليه في حال شعر بالضعف في مرحلة ما بعد الاسد، وقال: «قد يشعر (حزب الله) ان عليه ان يكون اكثر قبولا لرأي الآخرين، او يصبح حزبا من دون رحمة». 
واعتبر المسؤول السابق ان التقارير التي تتحدث تدخل ايران و«حزب الله» في سورية تشير الى «قلق» لدى الحليفين مما يجري هناك. 
وأوضح كال ان «لبنان اكثر هدوءا من بقية المنطقة، وهو عكس ما تعودنا عليه، ولكن هل يكون هذا هدوء ما قبل العاصفة؟» معتبرا ان الجيش اللبناني يقوم بمجهود جيد لناحية «مكافحة الارهاب».
لكن عددا من الحاضرين لم يوافقوا المسؤولين الاميركيين اقوالهم، واعتبروا ان الجلسة تحولت الى جلسة «مديح غير مبرر» بحق المؤسسة العسكرية.
وقال احد الحاضرين ان «الجيش اللبناني يساير حزب الله كثيرا، والدليل هو التطبيق العشوائي للقوانين، فمن يساعد الثوار السوريين من اهالي عرسال يلاحقهم الجيش، فيما هناك مطلوب بحكم الاعدام في بلدة بريتال، التي لا تبعد اكثر من 30 دقيقة بالسيارة، والمطلوب غالبا ما يعطي مقابلات تلفزيونية حية من دون ان يشعر الجيش بضرورة القاء القبض عليه تنفيذا للحكم... كما لا يحاول الجيش القاء القبض على مطلوبين كثر آخرين كالمسؤولين الاربعة في حزب الله الذي صدرت بحقهم مذكرات توقيف من المحكمة الدولية، والمتهم بمحاولة قتل النائب بطرس حرب».
ومما قاله ان «تكاليف الجيش اللبناني تبلغ مليار و100 مليون دولار سنويا، وهو اكثر من ثلث المال الذي تستدينه الحكومة اللبنانية كل عام، وان الجيش لا يتبع لسلطة سياسية معينة، والدليل عدم تدخله في احداث مايو عام 2008 خوفا من تفككه»، واوضح: «اذا كان الجيش اللبناني لا يستطيع وقف حرب اهلية، فماذا يستطيع ان يفعل بالضبط؟».
بدوره، اثنى روبير فاضل، النائب اللبناني الذي صادف حضوره الجلسة، على دور الجيش اللبناني، وروى كيف يتدخل الجيش للفصل بين المتحاربين في منطقتي جبل محسن وباب التبانة في طرابلس، وقال ان الجيش «اتصل بالقادة من الجهتين، وقال لهم انه يجب وقف اطلاق النار في اليوم التالي الساعة الخامسة، وان الجيش سينتشر في هذا الموعد».
وختم فاضل بالقول: «لا اعرف جيشا في العالم يعمل في هكذا ظروف ويتصرف بهذه الطرق».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق