الأربعاء، 28 أغسطس 2013

الضربة ضد الأسد ستستمر 3 أيام وتشارك فيها المقاتلات بعد المدمرات

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

ان صحت التقارير الاميركية حول الحوار الذي دار في اسطنبول بين سفير اميركا السابق في سورية روبرت فورد ورئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا، والتي افادت ان فورد ابلغ الجربا ووفدا من الائتلاف بنية الولايات المتحدة توجيه ضربة الى قوات بشار الاسد في الايام المقبلة، وان عليهم الاستعداد للذهاب الى «مؤتمر جينيف 2» بعد الضربة، تكون الادارة الاميركية قد تبنت الخطة التي قدمها وزير الخارجية جون كيري، مطلع يوليو الماضي، والتي تقضي بتوجيه ضربة الى الاسد تؤكد له ان لا افق لاستمراره في الحكم، وتجبره على التنحي، وعلى قبول مشاركة نظامه من بعده في التسوية.
ومع ان كيري صرح الاثنين ان توجيه ضربة الى قوات الأسد لا تتعلق بالمواجهة المندلعة في سورية، بل بالحفاظ على الاستقرار العالمي والاصرار على معاقبة اي طرف يعمد الى استخدام اسلحة الدمار الشامل، كما حصل في هجوم غوطة دمشق الاسبوع الماضي، الا انه يبدو ان وزير الخارجية الاميركي يعتقد ان الفرصة سانحة لربط التسوية السياسية التي دأب على المطالبة بها، بنتائج «الضربة العقابية» المتوقعة.
وكان كيري قد حاول في يوليو، على اثر الهزيمة التي الحقتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد و«حزب الله» بثوار سورية في القصير، تسويق خطته اثناء اجتماع لفريق الامن القومي ترأسه باراك أوباما، وتم تخصيصه لسورية. 
شهد الاجتماع في حينه انقساما حادا بين كيري ومستشارة الامن القومي سوزان رايس، من جهة، ووزير الدفاع تشاك هيغل ورئيس الاركان الجنرال مارتن ديمبسي، من جهة اخرى، الى حد دفع أوباما الى الطلب الى وزيريه كيري وهيغل عقد اجتماع ثنائي بينهما في اليوم التالي للتوصل الى اتفاق. وعقد الرجلان اجتماعا، ولم ينجحا في تذليل الخلافات في وجهات النظر، وتعززت كفة هيغل بتردد أوباما في الدخول في حرب في سورية لا مصلحة اميركية واضحة فيها، وبتصريحات ديمبسي الرافضة للحرب، والتي تتمتع بمصداقية كبيرة بين السياسيين الاميركيين والرأي العام.
وكان من الممكن استمرار الوضع في سورية على ما هو عليه، واستمرار ديمبسي في ترداد ان «لا اصدقاء لاميركا بين الاطراف في سورية»، وانه تاليا لا مصلحة اميركية في ترجيح كفة اي منهم. لكن المفارقة تكمن في ان تغيير الموقف الاميركي لمصلحة التدخل جاء من الأسد نفسه، فالادلة التي تشير الى استخدام - لا قواته فحسب وانما فرق النخبة التابعة له - الاسلحة الكيماوية في هجوم الغوطة دامغة، حسب الاستخبارات الاميركية.
هكذا، عندما ترأس أوباما اجتماعا لفريق الامن القومي نفسه السبت الماضي، بدأ اللقاء بالاستماع الى تقييم مسؤولي الاستخبارات الحاضرين، والذين عبّروا عن «ثقة عالية جدا» بأن تكون قوات الأسد هي التي شنت الهجوم. ذلك التقييم، اعطى كيري ورايس الفرصة للقول ان الهجمات بالأسلحة الكيماوية لم تحصل الا مرات قليلة جدا، منذ الحرب العالمية الثانية، وان من مصلحة اميركا والعالم انزال أشد العقوبة بمن يستخدمها، بغض النظر عن الموقف السياسي منه، وهو ما يعني ان اي ضربة لقوات الأسد «لا تتعلق بمجريات المواجهة في سورية، بل بمعاقبة من اقدم على استخدام الكيماوي»، وهو رأي وجد هيغل وديمبسي نفسيهما مجبرين على قبوله والموافقة عليه، فقدم ديمبسي مطالعة حول الخيارات العسكرية الممكنة. «اما الباقي، فللتاريخ»، على حسب القول الاميركي.
هكذا، اتخذ أوباما قرارا بشن ضربة في سورية، وطلب من كيري وهيغل حشد التأييد الدولي، وطلب من رايس والباقين حشد التأييد الداخلي بين قيادات الكونغرس.
وفي هذا السياق، تشير آخر التكهنات الى ان الضربة الاميركية ضد قوات الأسد ستستمر ثلاثة ايام، وصار من المرجح ان تشارك فيها المقاتلات بعد «الضربة الاولى» التي تشنها المدمرات المتمركزة في البحر الابيض المتوسط. اما هدف الضربة، فاضعاف قوات الأسد الى درجة لا تتمكن فيها هذه من شن هجمات ضد الثوار، ما يبقيها في حالة دفاعية دائمة، وهو ما يبدو ان كيري يعتقد ان من شأنه ان يدفع الأسد الى اعادة حساباته، او «قراءة الكتابة على الحائط»، على حسب التعبير الذي استخدمه كيري في جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ التي ادت الى تثبيته وزيرا، مطلع فبراير الماضي.
«خطة كيري» هذه تضع هدفا سياسيا للعمل العسكري الاميركي المتوقع، على عكس حربي العراق وافغانستان عندما ذهبت اميركا اليهما مع اهداف مفتوحة تتضمن «بناء امم» وانشاء ديموقراطيات. اما اذا رفض الأسد الذهاب الى تسوية وأصر على القتال، وان دفاعيا فقط، تقول مصادر كيري ان في تلك الحالة، يمكن له ان يستمر لفترة، ولكنه سيعرف ان اي هجمات كيماوية مستقبلية ستكون مكلفة كثيرا له ولنظامه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق