الجمعة، 20 سبتمبر 2013

أوباما يلتقي روحاني في نيويورك الأسبوع المقبل

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

وصلت لحظة التسوية الاميركية - الايرانية الكبرى، فعلى عادة مواقف الادارة الاميركية في الآونة الاخيرة، فاجأ البيت الابيض اوساط واشنطن، بمن فيهم كبار المسؤولين في الادارة، بترجيح انعقاد لقاء بين الرئيس باراك أوباما ونظيره الايراني حسن روحاني الاسبوع المقبل في نيويورك، على هامش مشاركة الاثنين في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتزامن حديث الادارة عن اللقاء مع حملة شنها الرئيس الايراني عبر الاعلام الاميركي، فأطل عبر شبكة «ان بي سي» التلفزيونية في مقابلة وصفها الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بالايجابية. واعتبر المسؤول الاميركي ان يد أوباما الى ايران ممدودة منذ انتخابه رئيسا في العام 2008، وان على خطاب الايرانيين الجيد ان يقترن بأفعال.
وعلمت «الراي» ان مستشاري أوباما والعاملين في «مجلس الامن القومي» باشروا في اعداد الملفات التي يتوقع ان يتحدث عنها الرئيسان، في لقاء يعتقد المسؤولون انه سيدوم نصف ساعة على الاقل. وبطبيعة الحال سيتصدر الملف النووي الايراني اي لقاء محتمل، فيما توقعت المصادر الاميركية ان يلي ذلك حوار حول الوضع في سورية «ونية نظام (بشار) الاسد تسليم ترسانته الكيماوية حسب الاتفاق الاميركي - الروسي الذي تم التوصل اليه في جنيف».
وكانت مجموعة دول خمس زائد واحد، رفضت في جولات المفاوضات المتكررة في العامين الاخيرين اقتراح الوفد الايراني الحديث حول سورية، وعللت الوفود رفضها بالقول انها لم تكن مخولة الحديث في شؤون غير الملف النووي الايراني، الا انه في اجتماع على مستوى رؤساء، من المتوقع ان «تتصدر سورية» الحوار بين أوباما وروحاني، حسب مصادر الادارة. وعللت المصادر الاميركية موافقتها الخوض في الموضوع السوري بقولها ان «واشنطن وعواصم العالم مستعدة للحوار مع اي طرف ممكن ان يساهم في التوصل الى تسوية سياسية في سورية»، وان «ايران ليست استثناء، وكما تتحادث اميركا مع روسيا حول سورية، كذلك يمكن لها ان تتحادث مع ايران في الموضوع نفسه».
وكان روحاني استبق لقاءه المرجح مع الرئيس الاميركي بنشره مقالا في صحيفة «واشنطن بوست»، امس، بدا وكأنه اقتراح لجدول اعمال اللقاء، قال فيه ان «العالم تغير، ولم تعد السياسة الدولية مباراة، بل مسرح متعدد الابعاد حيث التعاون والتنافس يجريان في الوقت نفسه، فأيام الثارات الدموية ولت، ومن المتوقع من زعماء العالم ان يقلبوا التهديدات الى فرص». وحدد روحاني الامور التي يبدو انه سيعرض على أوباما تعاون ايران فيها، وهي مكافحة «الارهاب، والتطرف، والتدخل العسكري الخارجي، وتهريب المخدرات، والجريمة المعلوماتية، والتعدي على ثقافات الغير». 
في المقابل، يتوقع روحاني من الاميركيين ان «نشبك ايدينا للسعي البناء لحوار وطني، ان كان في سورية او في البحرين»، مضيفا: «علينا ان نخلق مناخا يمكن فيه لشعوب المنطقة تقرير مصيرها، ولهذه الغاية، اعلن جهوزية حكومتي المساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة». 
وفيما اعتبرت بعض المصادر الاميركية ان قبول ايران الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة مؤشر ايجابي، لفت آخرون الى ان الشيطان يكمن في التفاصيل، وتساءلوا: «من يحدد من هي الحكومة السورية، وهل بشار جزء منها؟ ومن يحدد من هي المعارضة، هل هي الموجودة في الخارج، ام تلك التي يمتدحها بشار في جميع مقابلاته ويقول انها موجودة داخل سورية؟». وفيما كان البيت الابيض يستعد لحوار مع ايران في نيويورك، كان وفد وزارة الخارجية برئاسة جون كيري يعمل في سياق مختلف كليا، في وقت يبدو التناغم منعدما بين الاثنين، رغم ان اقل من كيلومتر واحد يفصل بين مقريهما في العاصمة الاميركية.
كيري دخل على الصحافيين في القاعة المخصصة لهم في وزارته، من خارج جدول اعماله، وراح يفند «ادعاءات روسيا ونظام الاسد» حول الدلائل التي تثبت ان المعارضة هي من نفذت هجوم دمشق الكيماوي في 21 اغسطس الماضي. وقال انه مع صدور تقرير الامم المتحدة، صارت الدلائل اكثر من مؤكدة وكلها تشير الى تورط نظام الاسد، مضيفا، بسخرية: «الا اذا كان المعارضون تسللوا الى مناطق لا يسيطرون عليها، لاستخدام صواريخ لا يملكونها، وتزويدها بمواد كيماوية لا تصل اليها ايديهم، ليطلقوها على مناطق تابعة لهم».
وجدد كيري دعوته مجلس الامن الى اصدار قرار يضع اتفاقيته مع الروس، في جنيف، موضع التنفيذ. وقالت مصادر الوزير الاميركي انه «يعتقد ان مهلة الاسبوع، التي حددتها الاتفاقية للأسد للافصاح عن اماكن وكمية مخزونه من الكيماوي، تنقضي (اليوم) وتحتم على نظام الاسد تقديم اللائحة المطلوبة، او يكون بحكم المتخلف عن الالتزام بالاتفاقية، ما يفرض على مجلس الامن اتخاذ قرار يجيز استخدام القوة لاجباره على ذلك».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق