الأحد، 24 نوفمبر 2013

خبراء أميركيون: مخاوف خليجية من انسحاب أميركي من المنطقة

| واشنطن - «الراي» |

لم تكد الانباء حول امكانية التوصل الى اتفاقية اولية بين مجموعة دول خمس زائد واحد وايران تصل واشنطن حتى انكب المراقبون على محاولة تقديم سيناريوات لتأثيرها على الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، وخصوصا في سورية، وعلى سياسات وتصرفات حلفاء اميركا مثل السعودية واسرائيل.
في هذا السياق، يقول الخبير اليميني الرصين والتر راسل ميد ان «السؤال التالي» لتوقيع الاتفاقية هو «هل يدفع خوف السعودية وكرهها لايران، فضلا عن غضبها ضد الولايات المتحدة، الى تقاربها مع قطر من اجل دمج القوات السنية في تنظيم واحد فعّال في الحرب السورية؟»
ويجيب ميد انه اذا لم تنجح السعودية وقطر بتوحيد جهودهما في سورية، «توقعوا ان يستمر تحسن اداء (قوات الرئيس السوري بشار) الاسد، خصوصا بالنظر الى ان اتفاقية نووية موقتة ستمنح ايران المزيد من الاموال»، التي يمكنها ان تنفقها من اجل انقاذ حليفها في دمشق.
تعليقات ميد تأتي وسط تقارير بلغت واشنطن مفادها ان المجموعات الاسلامية المقاتلة في سورية تعمل على انشاء جبهة موحدة لاستعادة الاراضي التي خسرتها امام قوات الاسد على مدى السنة الماضية. وتتضمن هذه الجبهة الفصائل التالية: «جيش الاسلام، واحرار الشام، وصقور الشام، ولواء الحق، ولواء التوحيد، وانصار الشام والجبهة الكردية الاسلامية». وتفيد التقارير نفسها ان هذه المجموعات اسلامية وغالبية مقاتليها من السوريين.
ويكتب المحلل تشارلز ليستر من مركز ابحاث «جاينز» البريطاني للأبحاث الدفاعية ان قوام الجبهة الاسلامية الجديدة يبلغ نحو 45 الف مقاتل، فيما يبلغ عديد مقاتلي «الجيش السوري الحر» التابع لهيئة الاركان برئاسة سليم ادريس 40 الفا. ويعتبر ليستر ان الجبهة الجديدة لا تضم تنظيمي «القاعدة»، اي «جبهة النصرة» و «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، فيما لا يتوقع ان تقوم هذه الجبهة بخوض مواجهة مع اي من هذين الفصيلين بل «قد تنجح في استقطاب المقاتلين السوريين الاسلاميين بعيدا عن تنظيمي القاعدة».
واعتبر المعلق دايفيد اغناتيوس ان «انفتاح الولايات المتحدة على ايران سيؤثر على الانقسام الطائفي السني - الشيعي الذي اراق الكثير من الدماء في الشرق الاوسط». وكتب اغناتيوس، احد ابرز مؤيدي الاتفاقية مع ايران، في «واشنطن بوست» انه من الصعب التكهن بتأثيرها على الوضع في المنطقة، لكنه دعا بلاده الى الحذر في كيفية «ادارة انخراطها مع ايران الشيعية»، اذ من شأن ذلك ان يؤدي الى المزيد من المواجهات بين الفصائل المتطرفة من الجهتين في سورية وفي اماكن اخرى.
وتابع اغناتيوس ان الرئيس باراك أوباما كان محقا في ابتعاده عن الصراع السني - الشيعي، ولكن احدى النتائج غير المحسوبة للتقارب مع ايران ستأتي في حال ساد الاعتقاد ان واشنطن تعمل على «استبدال حلفائها السنة القدامى بشركائها الشيعة الجدد».
ويعتقد المحلل الاميركي ان ما يخيف «عرب الخليج والاسرائيليين هو ان يكون انخراط الولايات المتحدة مع ايران مترافقا بانسحاب اميركا من المنطقة»، اي ان تكون واشنطن تسلم دورها الشرق اوسطي الى الايرانيين. وما يزيد من خوف حلفاء اميركا ان واشنطن تحاول التأكيد لهم على التزامها أمنهم، لكنها في الوقت نفسه تسحب قواتها وتتراجع في اللحظة الاخيرة عن شن ضربة عسكرية ضد قوات الاسد، حسب الكاتب الاميركي، الذي يختم انه على الرغم من ان «اتفاقية مع ايران قد تكون من ابرز نجاحات أوباما، لكن يجب التفكير دائما بشكل غير تقليدي حول العواقب غير المحسوبة، خصوصا في الوقت الذي نحاول الاحتفال بنشوة الانتصار الديبلوماسي».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق