الأحد، 24 نوفمبر 2013

الاتفاق الإيراني - الغربي بـ «الشروط الفرنسية» وبيرنز أدار قناة خلفية مع طهران أتاحت التوصل إليه

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

يقول الاعلاميون العائدون من جنيف انه ابان مغادرته فندق «انتركونتيننتال» حيث كانت تجري المفاوضات، نظر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نحوهم ورفع ابهامه في اشارة الى التوصل الى اتفاق بين مجموعة دول خمس زائد واحد وايران حول ملفها النووي. 
بعدها بقليل، وكانت الساعة قد اصبحت الثالثة بعد منتصف الليل بتوقيت جنيف، خرج المجتمعون ليعلنوا اتفاقهم امام العالم، الذي جاء مطابقا للشروط الفرنسية كما اوردتها «الراي» قبل ايام: اغلاق مفاعل آراك، وشبه تعطيل لمنشأة فوردو، واكسدة كل مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وحصر التخصيب الايراني بمنشأة ناتانز وبنسبة لا تتعدى الخمسة في المئة، والسماح للمفتشين الدوليين بمراقبة النشاطات الايرانية النووية عن كثب ويوميا.
في المقابل، تحصل ايران على قرابة 10 مليارات دولار، منها 4.2 مليار فورا من عائداتها النفطية المجمدة في بنوك دولية، والباقي على شكل مبيعات ذهب وبتروكيماويات. 
وكان البيت الابيض توقع ان تبلغ العائدات الايرانية من التعليق المحدود للعقوبات 7 مليار دولار، فيما سبق ان قدرت مستشارة الامن القومي سوزان رايس الرقم بنحو 10 مليارات. اما اصدقاء اسرائيل في واشنطن، فيقدرون العائدات الايرانية من الاتفاقية المؤقتة بين 20 و50 مليارا.
الرئيس باراك أوباما لم ينتظر عودة واشنطن الباردة من عطلة نهاية الاسبوع، فجمع الصحافيين في العاشرة والنصف مساء في غرفة الطعام في البيت الابيض، وكشف ضمنا ان قناة سرية بين الاميركيين والايرانيين ساهمت في التوصل الى الاتفاقية. 
خلف أوباما وقف رئيس موظفيه دينيس ماكدنو بحذاء رياضي وثياب غير رسمية وكأنه كان تم استدعاؤه على عجل لترتيب المؤتمر الصحافي.
وقال الرئيس الاميركي: «لقد لجأنا الى ديبلوماسية مكثفة ثنائية مع الايرانيين، وبالاشتراك مع شركائنا في مجموعة دول خمس زائد واحد»، في وقت كشفت مصادر في واشنطن ان وكيل وزير الخارجية وليام بيرنز يقود قناة خلفية مع الايرانيين منذ انتخاب حسن روحاني رئيسا في يونيو. 
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» اول من لفت الى وجود هذه القناة قبل اشهر، وتلاها امس موقع «آل مونيتور»، الذي نقل عن مسؤولين اميركيين قولهم ان بيرنز هو الذي رتب اجتماع وزيري الخارجية جون كيري ومحمد جواد ظريف الاول في نيويورك في سبتمبر الماضي، وهو الذي رتب مكالمة أوباما - روحاني، وهو كان يحضر دوما الى جنيف سرا، ويقيم في فندق غير الذي تنزل فيه الوفود المشاركة. ونقل الموقع ان بيرنز اقام قناة خلفية مع الايرانيين بمساعدة مسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي بانيت تالوار، الذي لمحه صحافيون اكثر من مرة في محيط فندق «انتركونتيننتال». 
يذكر ان اسم بيرنز لم يرد ولا مرة في البيانات التي اصدرتها وزارة الخارجية حول اسماء الوفد الاميركي الذي شارك في جولتين من المفاوضات في جنيف.
في الساعت الاخيرة قبل ابرام الاتفاق، كانت المصادر الاميركية تقول ان الوفد الايراني برئاسة ظريف اصر على ان يتضمن بيان الاتفاق عبارة تشير الى «حق الامة الايرانية» في تخصيب اليورانيوم، لكن القوى الدولية رفضت هذا المطلب، واعتبرت ان في الموافقة على التخصيب بنسبة 5 في المئة اعترافاً دولياً ضمنياً بهذا الحق. 
وتقول المصادر الاميركية ان كيري وعد الايرانيين بالحديث عن حقهم في التخصيب في التصريحات الاميركية، بما يكفل هذا الحق وان من دون نص، وهو ما يبدو ان أوباما تطرق اليه في خطابه المسائي.
واوضح أوباما: «في الاشهر الستة المقبلة. سنعمل من اجل التوصل الى حل شامل، وسوف نقارب هذه المفاوضات من مفهوم اساسي هو ان ايران، مثل اي دولة، يجب ان تصل الى طاقة نووية سلمية، ولكن بسبب تاريخها في تجاوز التزاماتها، على ايران ان تقبل شروطا مشددة على برنامجها النووي بطريقة تجعل من المستحيل تطوير سلاح نووي». واضاف أوباما ان الكرة في ملعب ايران كي «تبرهن للعالم ان برنامجها النووي سيكون لغايات سلمية حصرا»، معتبرا انه «في حال تلقفت ايران هذه الفرصة، سيستفيد الشعب الايراني من اعادة الانضمام الى المجتمع الدولي، ويمكننا التخلص من انعدام الثقة بين دولتينا، وهو ما سيعطي ايران الفرصة من اجل البدء من جديد في اقامة علاقات مع العالم». 
وكرر أوباما تعبير روحاني في الامم المتحدة في اشارته الى ان العلاقات الاميركية - الايرانية الجديدة ستكون «مبنية على الاحترام المتبادل».
وختم بالقول: «في وقت سنمضي قدما (في المفاوضات مع ايران)، ستقف الولايات المتحدة بحزم، وكذلك ستكون التزاماتنا لاصدقائنا وحلفائنا بمن في ذلك حلفاؤنا في الخليج، الذين لديهم اسباب موجبة للتشكيك في نوايا ايران». وفي البيت الابيض، وزع المسؤولون بيانا حول ما ورد في اتفاق جنيف من ان ايران التزمت بوقف اي تخصيب يتعدى الخمسة في المئة، وانها التزمت ابطال مفعول مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في فترة الستة اشهر المقبلة، وان ايران وافقت على «وقف تقدمها لناحية مقدرتها على التخصيب» وذلك بعدم اضافتها طرود مركزية من اي نوع، وعدم استخدامها اي طرود من الجيل الثاني في التخصيب، وعدم تشغيل نصف الطرود في ناتانز، وعدم تشغيل ثلاثة ارباع الطرود في فوردو.
واضاف البيان ان ايران تلتزم انتاج طرودا مركزية جديدة فقط لاستبدال اي طرود ممكن ان تتعطل، وانها وافقت على عدم بناء اي منشآت تخصيب جديدة. واضاف البيان ان ايران وافقت على عدم زيادة مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة في فترة الاشهر الستة، واكسدة اي مخزون جديد.
عن مفاعل «آراك»، يقول البيان ان ايران التزمت عدم تشغيله، وعدم تزويده بالوقود، ووقف انتاج الوقود للمفاعل، وعدم اجراء اختبارات على الوقود، وعدم اضافة اي اقسام الى المفاعل، وعدم نقل اي وقود ومياه ثقيلة اليه، وعدم تشييد اي منشأة قادرة على اعادة التكرير، التي من دونها لا يمكن لايران فصل البلوتونيوم عن الوقود المستهلك.
وختم البيان ان طهران وافقت على زيارات يومية للمفتشين الدوليين لمفاعلي ناتانز وفوردو، ونصب كاميرات مراقبة، ومراقبة معامل انتاج الطرود المركزية واماكن تخزينها، والكشف عن خريطة تصميم مفاعل آراك للمرة الاولى منذ انشائه، والسماح «بالتفتيش بوتيرة اكبر لمفاعل آراك»، وتطبيق البروتوكول الاضافي من معاهدة حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق