السبت، 12 يوليو 2014

مسؤولون أميركيون: إسرائيل ستمضي قدماً في حرب غزة ... وقد تتطلب اجتياحاً برياً جزئياً

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أعرب مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم ان إسرائيل ستمضي قدما في عملية عسكرية محدودة، قد تتطلب اجتياحا بريا جزئيا لقطاع غزة، بهدف تدمير ما أمكن من مخازن الأسلحة والصواريخ التي تعود لحركة «حماس».

وقال المسؤولون في جلسة مغلقة مع الصحافيين انه «يبدو ان الطرفين اعتادا على مواجهات من هذا النوع تتكرر كل سنتين، وتستمر أسبوعا او أكثر، ويحقق كل طرف فيها أهدافا عسكرية وسياسية.

في حالة إسرائيل، يعتقد المسؤولون ان الهدف هو «السعي لتقليص قدرة حماس العسكرية ما أمكن عن طريق العثور على مخازن الأسلحة والصواريخ وتدميرها». على ان المهمة لن تكون سهلة، بحسب هؤلاء، الذين يعتقدون ان «حماس تخبئ أكثر أسلحتها وصواريخها في مناطق مكتظة بالمدنيين، ما يجعل أي توغل عسكري إسرائيلي في غزة مكلفا بشريا للطرفين».

ويضيف المسؤولون ان رئيس حكومة إسرائيل «بيبي (نتنياهو) ليس تحت أي وهم انه يمكن لأي عملية عسكرية ان تنجح في اقتلاع حماس بالكامل من القطاع او تدميرها، لذا فهو سيعمد الى الحد من قدراتها فقط». ويتابع أحد المسؤولين ان «لا مصلحة لإسرائيل أساسا في القضاء على حماس، اذ يتعذر العثور على تنظيم قادر على حكم القطاع الذي يسكنه مليون ونصف المليون فلسطيني، وهو ذات أكبر كثافة سكانية في العالم».

والتصريحات الأميركية هذه تشبه ما كتبه بعض المعلقين الإسرائيليين في الصحف الأميركية، مثل شمويل روزنر، الذي كتب في مجلة سلايت انه «قد لا تتمكن إسرائيل من فهم لماذا تتصرف حماس بالشكل الذي تتصرف فيه، لكن إسرائيل تفضل في الوقت نفسه لا عقلانية حماس على البدائل الأخرى». ويضيف روزنر: «إسرائيل لم تعد تتمنى ان تسقط حماس كما كانت تتمنى في العام 2008».

ماذا يحصل لو انهارت «حماس»؟

يرجح المسؤولون الاميركيون ان يغرق القطاع في فوضى كبيرة وان يتحول الى بؤرة تثير قلق إسرائيل أكثر من الوضع الحالي.

من الجانب الفلسطيني، يبدي المسؤولون الاميركيون عجبهم حول قيام «حماس» بالتصعيد، «فهذا التنظيم معزول أكثر من أي وقت مضى، لا حلفاء له في مصر ولا في معظم الدول العربية، وحتى إيران منهمكة في حربيها في سورية والعراق ومنشغلة عن حماس».

ماذا تجني «حماس» من المواجهة المندلعة مع الإسرائيليين؟ يعتقد الأميركيون انها قد تكسب بعض التعاطف في أماكن ما أو انها «تحاول اثبات وجودها بين الحين والآخر، ولكن ذلك لا يؤثر على ارض الواقع، ولن يؤدي الى انفراج الازمة المالية التي تعانيها الحركة، او الى اقناع المصريين، مثلا، بفتح حدود غزة الجنوبية لتخفيف الحصار الذي يخنق سكان القطاع».

على ان بعض الكتاب الاميركيين، وخصوصا من اليمينيين المؤيدين لإسرائيل، لا يعتقدون ان هذه المواجهة بين إسرائيل و«حماس» هي «تكرار ممل» للمواجهات السابقة او انها ذات نهاية معروفة سلفا.

جول بولاك، كتب في موقع «برايتبارت» المؤيد للحزب الجمهوري، ان هذه المواجهة مختلفة، وانها قد تكون المعركة الأخيرة لـ «حماس».

وعدد بولاك بعض الأسباب التي تدفعه للاعتقاد ان «هذه المرة مختلفة»، وتضمنت ان «بمهاجمتها تل ابيب والقدس»، وهو ما لم يحصل سابقا، بسبب قانون غير مكتوب بين الطرفين، «استدعت حماس الدمار لنفسها».

ويضيف بولاك انه على عكس المرة الماضية التي أنقذ فيها أوباما حماس وفرض هدنة، «هذه المرة أوباما على الجهة الخطأ، وهو لا رأي له أصلا»، كما ان «لا أحد من حلفاء حماس يدعمونها». وختم الكاتب ان هذه المرة، «تؤيد غالبية من الإسرائيليين اجتياح غزة».

في سياق متصل، ابدى خبراء اميركيون أيضا عجبهم حول خطوة «حماس» وتصعيدها في هذا التوقيت، اذ على عكس نوفمبر 2012 يوم كان الرئيس باراك أوباما فاز للتو بولايته الثانية وكان مازال يتمتع بشعبية ورصيد سياسي، يستعد الرئيس الأميركي صاحب الشعبية المتهالكة وحزبه الديموقراطية لانتخابات الكونغرس النصفية المقررة في نوفمبر المقبل، ما يعني ان من شبه المستحيل ان يمارس أي ضغوط على حكومة إسرائيل او رئيسها نظرا لنفوذ اللوبي الموالي للإسرائيليين في الداخل الأميركي وحاجة الديموقراطيين لدعم هذا اللوبي مع اقتراب الانتخابات.

وتأييد أوباما غير المشروط لإسرائيل كان جليا في فحوى المخابرة الهاتفية بينه وبين نتنياهو، اذ ورد فيها، حسب البيان الصادر عن البيت الأبيض، ان «الرئيس كرر ادانة الولايات المتحدة القوية لاستمرار قصف حماس وتنظيمات إرهابية أخرى على إسرائيل بالصواريخ».

وأضاف البيان ان أوباما «شدد على حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات»، كما عبر أوباما «عن قلقه من مخاطر المزيد من التصعيد، داعيا كل الأطراف لفعل ما بوسعها لحماية أرواح المدنيين وإعادة الهدوء».

وختم البيان ان «الولايات المتحدة مستعدة لتسهيل التوصل الى وقف للأعمال العدائية، بما في ذلك العودة الى اتفاقية نوفمبر 2012 لوقف النار»، وهو ما يبدو – كما في الجولات الماضية – سقف المواجهة المندلعة هذه المرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق