الخميس، 28 أغسطس 2014

أوباما يحسم موقفه من ضرب «الدولة الإسلامية» في سورية ... غداً أو بعده

واشنطن - من حسين عبدالحسين

تتواصل الاجتماعات في العاصمة الأميركية على أعلى المستويات، وكان آخرها الثلاثاء الماضي، للتباحث في إمكانية توجيه ضربات لأهداف تعود لتنظيم «الدولة الإسلامية» داخل سورية. ومن المتوقع ان يعقد اليوم فريق الامن القومي الموسع، برئاسة الرئيس باراك أوباما، اجتماعا في البيت الأبيض، في وقت يعتقد كثيرون ان الرئيس الأميركي سيحسم موقفه من الموضوع خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وعلمت «الراي» ان اجتماع الثلاثاء، الذي جمع ما يعرف بـ «لجنة الرؤساء»، أي كبار المسؤولين من الوزارات المعنية كالخارجية والدفاع وأجهزة الاستخبارات، شهد نقاشا مستفيضا حول محاسن ومساوئ كل الخطط المطروحة، وتضمن أسئلة حول ان كان لدى القوات الأميركية سلسلة معروفة من الأهداف التي تعود لـ «الدولة الإسلامية» والتي يمكن ضربها.

كذلك، تضمن النقاش تقديم السيناريوات المحتملة على إثر الضربة، من قبيل ان كانت تعطي لقوات الرئيس السوري بشار الأسد تفوقا على «الدولة الإسلامية» وتسمح لها باستعادة أراض خسرتها في الماضي القريب، ام ان ضربة داخل سورية ستدفع مقاتلي الدولة الى مناطق أخرى تسمح لهم بالاستمرار في نشاطهم.

ويقول المطلعون على فحوى اللقاء ان المجتمعين اتفقوا على حتمية عدم اجراء أي تنسيق عسكري او استخباراتي مع الأسد في هذا الشأن، وعدم تحويل الضربة الى فرصة لقواته لاستعادة المبادرة في مواقع خسرتها، وهو ما يعني ان الولايات المتحدة تجد نفسها مجبرة على البحث عن شركاء – كما في العراق – يقومون بمؤازرة الحملة الجوية على الأرض.

وحتى الآن، لم تجر واشنطن أي اتصالات بقيادة «الجيش السوري الحر» او الفصائل التي تصنفها معتدلة حتى تقوم هذه بالاستيلاء على المناطق التي ستطرد واشنطن مقاتلي الدولة منها. لكن مسؤولين أميركيين قالوا انه من المبكر الاتصال بالمعارضة السورية في هذا الشأن قبل ان يحسم الرئيس الأميركي أمره، ويقرر توجيه الضربة فعليا.

والمقربون من الرئيس الأميركي يقولون ان أوباما متردد لأنه يعتقد ان «الدولة الإسلامية» ربما تنكفئ على إثر ضربات العراق بشكل لا يضطر الاميركيين الى توسيع الضربة الى داخل سورية. على ان كثيرين داخل الإدارة وخارجها لا يعتقدون بأن «الدولة الإسلامية» ستخفض من نشاطاتها الحربية، ويشير هؤلاء الى هجومها واستيلائها على مطار الطبقة العسكري في مدينة الرقة السورية، وكذلك شنها هجوما ضد مدينة طوزخورماتو العراقية، على الرغم من العملية الجوية الأميركية.

كذلك، يقول عاملون في الإدارة ان تردد أوباما انسحب على عدد من اركان فريق الأمن القومي، كان في صدارتهم رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، الذي بعدما ادلى بتصريح قال فيه ان وجود «الدولة الإسلامية» في سورية يشكل خطرا على الولايات المتحدة لأن من شأنه ان يتحول مقرا للإرهابيين لشن هجماتهم ضد اهداف أميركية، عاد وتراجع عن تصريحه هذا بالقول ان لا خطر داهماً تشكله الدولة.

وسبب تراجع ديمبسي، حسب مصادر الإدارة، هو حرص الجنرال الأميركي على «عدم فرض واقع» على أوباما يجبر الأخير على تبني تقييم ان الدولة خطر داهم وان على واشنطن توجيه ضربة لها على وجه السرعة.

من المرجح ان يتخذ أوباما قراره حول إمكانية توسيع الضربة الجوية الأميركية ضد اهداف «الدولة الإسلامية» لتشمل سورية غدا أو بعد غد، وان يبلغ اركان فريقه القرار يوم الاثنين بعد عطلة نهاية الأسبوع. وفي حال قرر الرئيس الأميركي توجيه ضربة، وقتذاك سيجد الفريق الرئاسي نفسه مجبرا على وضع خطة متكاملة تشمل اعداد المبررات القانونية، والتواصل مع زعماء الكونغرس من الحزبين، في وقت يقدم له العسكريون أكثر من خطة تحدد حجم الضربة وعدد أهدافها.

وكانت مصادر أميركية نفت في شكل قاطع «وجود أي تعاون مباشر او غير مباشر مع نظام الأسد». ووصفت هذه المصادر لـ «الراي» الحديث عن تعاون مع الأسد لمكافحة الإرهاب في سورية كجزء «من الحملة الإعلامية التي يشنها النظام وحلفاؤه لتصوير نفسه وكأنه أصبح مقبولا لدى المجتمع الدولي».

وبلغة حازمة، أكدت المصادر الأميركية ان «لا تعاون مع الأسد الآن ولا في المستقبل»، معتبرة أن «المجتمع الدولي يعمل على اعداد ملفات لمحاكمة كل من تلوثت أيديهم بالدماء من نظام الأسد امام محاكم دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب»، وان «الأسد جزء من المشكلة، ولا يمكنه ان يكون جزءا من الحل».

وكانت وكالة «اسوشيتد برس» نقلت عن مسؤولين في الإدارة، ان واشنطن زودت نظام الأسد، عن طريق بغداد وموسكو، معلومات استخباراتية حول أماكن وجود مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» داخل سورية ليقوم النظام بضربها.

الا ان المسؤولين الذين تحدثت إليهم «الراي» نفوا الأمر، وقالوا ان واشنطن «لا تشارك لا بغداد ولا موسكو معلومات استخباراتية حول تواجد القوى المختلفة داخل سورية»، وأنه ليس لدى بغداد معلومات حول اماكن تواجد مقاتلي «داعش» حتى داخل العراق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق