الاثنين، 30 مارس 2015

تغييرات في قيادة «الديموقراطي» الأميركي تشي بانتقاله من اليسار إلى... الوسط

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أثار إعلان زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي هاري ريد التقاعد بعزوفه عن الترشح لولاية جديدة في 2016 التكهّنات حول التوجّه السياسي للحزب مستقبلا، خصوصا على ضوء اعلان الرجل الثالث في قيادة الحزب السناتور اليهودي الاميركي عن ولاية نيويورك تشاك شومر عزمه الترشح لخلافة ريد.

ويبلغ ريد من العمر 75 عاما، وهو عضو في المجلس عن ولاية نيفادا منذ 1987، وزعيم الديموقراطيين منذ العام 2005. ومنذ ان فاز حزبه بغالبية مجلس الشيوخ في 2006، سيطر ريد على المجلس، ولعب دوراً حاسماً في توجيهه، خصوصا لناحية اقرار «قانون الرعاية الصحية» الذي قدمه الرئيس باراك أوباما. وفي السياسة الخارجية ايضا، لعب ريد دورا كبيرا في منع المجلس من مناقشة عدد من القوانين لطالما عارضها البيت الابيض.

ومن مشاريع القوانين التي قضى عليها ريد، قانون اقرار عقوبات اقتصادية اضافية على ايران في حال عدم التوصّل معها الى اتفاقية حول ملفها النووي. كذلك، قضى ريد على قانون قدمه مشروعون من الحزبيْن كان يهدف الى تصعيد الموقف الاميركي في وجه «حزب الله» اللبناني.

ويعتبر ريد من «اليساريين» في الحزب، وهو الذي رعى صعود نجوم يساريين في مجلس الشيوخ من امثال السناتورة عن ولاية ماساشوستس إليزابيث وارن. وبمساندة من ريد، احجمت وارن عن المشاركة في مواقف داعمة لإسرائيل، كما امتنعت وريد عن التوقيع على عريضة طالبت أوباما بفرض عقوبات جديدة على ايران في حال عدم التوصل لاتفاقية معها الثلاثاء الماضي.

اما شومر، الخليفة الموعود واليد اليمنى في القيادة لريد اثناء فترة زعامته، فهو من المحسوبين على صقور الديموقراطيين، او «يسار الوسط». وشومر من المقربين من اصدقاء اسرائيل، وتصدّر مطالبي أوباما بفرض عقوبات اضافية على ايران في حال فشل التوصّل لاتفاقية نووية معها، ومهر توقيعه على العريضة التي طالبت الرئيس الاميركي بذلك.

ورغم المواقف «اليسارية» لشومر في الشؤون الداخلية، الا انه غالبا ما يتخذ مواقف اقسى من أوباما وريد في السياسة الخارجية، وهو من مؤيدي قيام الولايات المتحدة بموقف أكبر في الأزمة السورية، ومن المطالبين باتفاقية حاسمة مع الايرانيين تؤدي الى تعطيل برنامجهم النووي، بدلا من ترك طهران تقف على عتبة انتاج قنبلة نووية في غضون سنة في حال قررت التمرد على الاتفاق الدولي المزمع التوصل اليه.

ويتمتع شومر بنفوذ واسع داخل الحزب الديموقراطي، ونجح في تحييد الرجل الثاني في الحزب السناتور ديك ديربان، الذي تبنى ترشيح شومر على غرار ما فعل ريد، ما يجعل فوز شومر بالزعامة امرا محسوما مطلع العام 2017.

ومن شأن زعامة شومر، اذا ما اقترنت بوصول رئيس ديموقراطي من «يسار الوسط» كذلك الى البيت الابيض مثل هيلاري كلينتون، ان يقلب موقف الولايات المتحدة في السياسة الخارجية من كونها في يد الحمائم حاليا الى ايدي الصقور، حتى لو لم ينجح الجمهوريون باستعادة الرئاسة في انتخابات العام المقبل.

والتغيير في زعامة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ يشي كذلك بنهاية حقبة من سيطرة أوباما وريد وتبنّيهم سياسات «الانخراط» خارجيا، وينذر بسيطرة ديموقراطيين من طراز مختلف، وهذا النوع من التغيير داخل الحزب الواحد هو من ضمن الانقلاب في المواقف الذي تعيشه البلاد كل عقد تقريباً.

وفور اعلانه نبأ تقاعده، اصدر البيت الابيض مواقف اشادت بريد ودوره في الزعامة، كما وصفه أوباما بالصديق لا «الحليف». بدوره، أثنى زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل على ريد ووصفه بأنه «أبرع الخصوم السياسيين».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق