الثلاثاء، 12 مايو 2015

واشنطن عشية القمة مع قادة الخليج: الحل ليس بإضعاف إيران

واشنطن - من حسين عبدالحسين

أكد مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي، كولن كال، ان ما يجري في سورية والعراق «سببه ضعف مؤسسات الدولة فيهما، وهو ما أعطى إيران المقدرة على توسيع نفوذها، ما يعني ان الحل ليس بالضرورة اضعاف إيران، بل (إيجاد) شركاء أقوياء».

بدوره لخّص منسّق الشرق الأوسط والخليج في مجلس الأمن القومي روبرت مالي هدف «قمة كامب ديفيد» التي تجري غدا بين الرئيس باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي بانها «لتعزيز ثقة دول مجلس التعاون الخليجي بنفسها حتى تنخرط مع إيران لحل مشاكل المنطقة، وهي مشاكل يمكن حلّها فقط من خلال ترتيبات أمنية (بين العرب وإيران) من شأنها ان تثبّت الوضع في سورية واليمن والعراق وأماكن أخرى».

كلام المسؤوليْن الأميركييْن جاء أثناء حوار هاتفي مع صحافيين، تحدث فيه أيضا مساعد مستشارة الأمن القومي بن رودز، وكان هدفه الإضاءة على «قمة كامب ديفيد»، التي تنعقد غدا ويسبقها عشاء في البيت الأبيض مساء اليوم، ويستضيف فيها الرئيس باراك أوباما سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي الخمس الأخرى أو من ينوب عنهم.

حديث المسؤوليْن الاميركييْن جاء في وقت اندلع جدال في العاصمة الأميركية حول «التوبيخ» السعودي للإدارة الأميركية، من خلال غياب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن القمة.

وحاولت الإدارة الأميركية تدارك الموقف الحرج الذي تسبب به غياب العاهل السعودي، فعمّمت على الصحافيين ان أوباما والملك سلمان تحاورا هاتفيا حول شؤون ثنائية وحول ما سيتم التباحث به في القمة.

وأظهرت أسماء المسؤولين الاميركيين المشاركين في القمة ان واشنطن تركّز اهتمامها على أمريْن: الحصول على موافقة زعماء الخليج على الاتفاقية النووية المزمع توقيعها مع إيران نهاية الشهر المقبل، والتنسيق بين اميركا ودول الخليج في شؤون مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والإرهاب.

واضافة الى وزيريْ الخارجية والدفاع جون كيري وآش كارتر، من المتوقع ان يشارك في القمة وزير الطاقة ادوارد مونيز، وهو المسؤول عن الجوانب التقنية للاتفاقية مع إيران، وكذلك سيشارك مدير «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي أي) جون برينان، وهو المولج مكافحة الإرهاب، وخصوصا تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، منذ ان كان مستشارا للرئيس لشؤون الإرهاب، كما يشارك من الجانب الاميركي مدير «مركز مكافحة الإرهاب» نك راموسن.

وكان رودز افتتح الحوار مع الصحافيين بالقول ان «قمة كامب ديفيد» مخصصة للتباحث مع الحلفاء الخليجيين في «الصراع مع (داعش)، والوضع في سورية والعراق بما يتعلق بهذا الصراع، والوضع في اليمن، والمفاوضات الدائرة مع إيران».

وفي حوار استمر قرابة خمسين دقيقة، لم يتلفّظ المسؤولون الثلاثة باسم الرئيس السوري بشار الأسد.

بدوره، وصف مالي ما سماه مقاربة إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه إيران منذ اليوم الأول لانتخابه. وقال ان المقاربة الأميركية تجاه طهران مبنيّة على «وضع دول مجلس التعاون في موقع يكون لديها ثقة بالنفس وقوة للتعامل مع إيران، لا للاستمرار بصراع غير منته، بل للانخراط مع إيران لحل مشاكل المنطقة، وهي التي يمكن حلّها فقط من خلال ترتيبات أمنية من شأنها ان تثبّت الوضع في سورية واليمن والعراق وأماكن أخرى».

وكان هناك جدال أميركي واسع حول كلمة «توبيخ» التي سيطرت على وصف توتر ممكن في العلاقة بين البلديْن، جهد المسؤولون الأميركيون والسعوديون في نفيه.

وفي هذا السياق، أطل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عبر قناة «سي إن إن» ليقول: «اريد ان انهي الاعتقاد القائل بأن (غياب الملك) هو توبيخ او سببه مشكلة في العلاقات بين البلديْن».

وتلقّفت الناطقة باسم الخارجية ماري هارف تصريح الجبير، وقالت في الموجز اليومي للصحافيين المعتمدين في الوزارة ان اعتبار ان الخطوة السعودية «هي نوع من التوبيخ، حتى استخدم عبارة احدى القنوات التلفزيونية، هو أمر بعيد عن الحقيقة جدا». وتابعت ان «الملك سلمان اتخذ قراره نظرا لما يجري في اليمن».

بدوره، شارك الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست في عملية مواجهة كلمة «توبيخ»، وقال في موجزه الصحافي اليومي ان «الأهم في الموضوع هو ان السعودية نفسها قالت ان (خطوة الملك) ليست توبيخا».

لكن نفي الجبير وهارف وارنست لم يقنع المشككين، الذين تساءل أحدهم: «إذا كان الملك سلمان مجبرا على الاشراف على الهدنة الإنسانية في اليمن بنفسه في وقت يرسل وزير دفاعه الى خارج البلاد، ما الذي دفع ملك البحرين (حمد بن عيس آل خليفة) على مقاطعة القمة كذلك؟»

وتصدر منتقدو أوباما من المصرّين على ان الخطوة السعودية - البحرينية هي بمثابة «توبيخ» للإدارة الأميركية السناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين، الذي لم يترك مناسبة في الخفاء او في العلن للتعبير عن اعتقاده ان غياب العاهل السعودي هو «توبيخ» مؤكد للرئيس الأميركي.

وهاجم ماكين، في مقابلة بثتها شبكة «إم إس إن بي سي» المقربة من أوباما، وزير الخارجية جون كيري، وقال ان الأخير «يفسر أحيانا الأشياء كما يريدها ان تكون لا كما هي في الواقع». وقال ماكين ان الديبلوماسية الأميركية، بزعامة كيري، فشلت في «كسب ثقة» الدول الخليجية كحليفة للولايات المتحدة، معتبرا ان أولوية البيت الأبيض هي التوصل لاتفاقية نووية مع إيران.

بدوره، اعتبر العميل السابق في (سي آي أي) بروس ريدل، الذي يعمل اليوم مدير «مشروع الاستخبارات» في مركز أبحاث بروكنغز، ان السعودية قامت بـ «توبيخ ملكي» لأوباما. وكتب ريدل على موقع المركز ان توقيت الإعلان السعودي كان مقصودا بهدف التسبّب بإحراج للإدارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق