الثلاثاء، 30 يونيو 2015

الأميركيون باقون في فيينا حتى الحصول على اتفاق أو انسحاب الإيرانيين

واشنطن - من حسين عبدالحسين

تقول مصادر أميركية رفيعة المستوى، ان تعليمات الوفد الاميركي المفاوض هي «البقاء في فيينا» حتى تحقيق هدف من اثنين: إما الحصول على توقيع ايران على اتفاقية نووية صارت تجمع عليها مجموعة دول «خمس زائد واحد»، او انسحاب ايران من فيينا ومن المفاوضات لعدم قدرة وفدها على التوقيع بسبب الانقسامات الداخلية في ايران والمواقف المتشددة الاخيرة التي أطلقها مرشد الثورة علي خامنئي.

بكلام آخر، تقول المصادر لـ «الراي» انه «إما نحصل على اتفاقية نووية مع ايران، او نظهر للعالم من هو الطرف الذي انسحب وأفشل التوصل لاتفاقية، وهو هذه المرة سيكون من دون شك ايران».

وينقل الاميركيون المتابعون للمفاوضات في فيينا ان الوفد الاميركي يعتقد ان نظيره الايراني «تراجع حتى عن المواقف التي سبق ان ابدى موافقته عليها في لوزان». ويضيف هؤلاء انه «في لوزان، توصلنا الى احتفاظ ايران بستة آلاف طرد مركزي من الجيل الاول، واقل من 60 كيلوغراما من اليورانيوم المنخفض التخصيب، والابقاء على كل المنشآت النووية الايرانية مفتوحة رغم تغيير وظيفة بعضها الى مراكز بحثية فقط».

ومقابل المكاسب الايرانية، وافقت طهران في لوزان - حسب الاميركيين - على توقيع البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل.

ويقول الخبراء الاميركيون انه تم وضع هذا البروتوكول بعد عدد من التجارب التي أظهرت ان «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» كانت تحصر مراقبتها للمواقع التي تعلن عنها الدول، لتكتشف في وقت لاحق ان هذه الدول نفسها كانت تقيم منشآت خفية نووية في مواقع سرية، وان هذا ما دفع الوكالة على تبني سياسية مفادها انه يحق لمفتشيها تفتيش «اي مكان، في اي وقت»، بما في ذلك القواعد العسكرية.

وحسب الاميركيين، سبق ان وافق الوفد الايراني على «دخول متفق اليه الى موقع بارشين العسكري، لكن يبدو اننا نواجه اليوم تراجعا بعد خطاب خامنئي».

كذلك، فرض خطاب المرشد الايراني تراجعا عن السماح لمفتشي الوكلة بمقابلة علماء نوويين ايرانيين للاطلاع منهم على اجمالي جهودهم ولتكوين فكرة متكاملة حول نوعية وحجم البرنامج النووي الايراني.

«لا نعرف لماذا انسحب (وزير الخارجية الايراني جواد) ظريف، فهو عقد لقاءات ثنائية مع وزراء خارجية الدول الكبرى، ثم عاد فجأة الى ايران تحت مبرر ضرورة التشاور مع القيادة»، يقول مسؤولون اميركيون، ويتساءلون: «مر 90 يوما منذ كتابة تفاهم لوزان، اذا لم يتوصل ظريف الى اتفاق مع قيادته حول هذا الاتفاق، على غرار ما فعلنا نحن مع الكونغرس، فما الذي كان يفعله على مدى الاشهر الثلاثة الماضية؟».

ويبدو ان الاميركيين توصلوا الى قناعة مفادها ان «ظريف وصل الى خط النهاية، وان كل وعوده السابقة اظهرت انها كانت مناورات اعلامية، وانه عندما حان وقت الجد والتوقيع، لم يقو ظريف على الالتزام باتفاقية نهائية».

«الوفد الاميركي باق في فيينا حتى وصول الامور الى خواتيمها»، حسب قول احد المواكبين للوفد في فيينا، «فإما التوقيع، أو الاظهار للعالم من هو الذي يعرقل اتفاقية نووية سلمية بين ايران والعالم، ومن هو الذي يحبّذ خيار المواجهة الديبلوماسية وربما العسكرية على حساب التسوية السياسية»، تختم المصادر الاميركية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق