الخميس، 3 ديسمبر 2015

أصدقاء إسرائيل في أميركا: الخليج ينفتح علينا... والكويت ما زالت عصيّة

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

سارع أصدقاء إسرائيل من الأميركيين إلى استغلال خبر فتح إسرائيل ممثلية ديبلوماسية لها في أبوظبي للحديث عن «دفء في العلاقات» بين دول الخليج والدولة العبرية، مدفوعاً بخوف مشترك لدى الطرفين من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة.

وكانت تل أبيب وأبو ظبي أعلنتا رسمياً، الأسبوع الماضي، افتتاح ممثلية ديبلوماسية لإسرائيل في الإمارات، على أن نشاط هذه البعثة ينحصر بتمثيل إسرائيل في «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة»، التي تستضيف مقرها الإمارات، على غرار استضافة أميركا للأمم المتحدة ومنحها تأشيرات وإقامات لديبلوماسيي دول لا علاقة لأميركا بهم، مثل إيران أو كوبا.

وافتتاح إسرائيل ممثلية ديبلوماسية لها في الإمارات لا يعني إقامة علاقة ديبلوماسية بين البلدين، أو افتتاح ممثلية إماراتية في إسرائيل. لكن على الرغم من محدودية التعاطي الديبلوماسي بين الإمارات، كدولة مضيفة لوكالة دولية، وإسرائيل كعضو في هذه الوكالة، إلا أن أصدقاء إسرائيل في واشنطن سارعوا إلى اعتبار أن للخطوة دلالات أبعد بكثير مما تبدو، وأنها خطوة تأتي على إثر تحسن في العلاقات بين السنة في المنطقة وإسرائيل... مع ما تبع ذلك من تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن لقائه عدداً من المسؤولين الخليجيين على هامش قمة المناخ التي استضافتها العاصمة الفرنسية باريس قبل أيام.

وعنونت مجلة «نيوزويك» غلافها بعبارة:إسرائيل تفتتح أول بعثة ديبلوماسية في الإمارات في وقت تستمر علاقاتها مع السنة بالتحسن.

مراكز الأبحاث بدورها، مثل الإعلام الأميركي، لم تعمل على تضخيم الخبر الإماراتي الإسرائيلي فحسب، بل ذهبت إلى حد الحديث عن علاقات ديبلوماسية سرية قائمة بين العواصم الخليجية وتل أبيب لم تنقطع منذ عقود.

وكتب في هذا السياق المبعوث الرئاسي السابق إلى المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية السفير دينيس روس في «يو اس نيوز» مقالة دعا فيها الإدارة الأميركية إلى استغلال الخوف الخليجي- الإسرائيلي المشترك من إيران، والطلب إلى الخليجيين المزيد من التقارب في سياق الحماية الأميركية التي تقدمها الولايات المتحدة للطرفين.

كذلك، انبرى زميل روس في «معهد سياسات الشرق الأدنى» سيمون هندرسون إلى التعليق على افتتاح الإسرائيليين بعثة ديبلوماسية لهم في الإمارات. وكتب هندرسون ان «الاختراقة الإسرائيلية-الخليجية» هي «حادثة علنية نادرة تدلّ على توجه أوسع».

وحدها الكويت مازالت عصيّة على التطبيع الخليجي- الإسرائيلي، حسب أصدقاء إسرائيل أنفسهم، إذ على الرغم من المقالة الداعية إلى تطبيع العلاقة بين الكويت وتل أبيب، إلا أن السياسات الكويتية مازالت تدل على إصرار على مقاطعة الإسرائيليين.

وفي هذا السياق، ذكر مؤيدو إسرائيل أنه في المؤتمر الذي انعقد لتدارس إقامة «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» في العام ٢٠١٣، انسحب الوفد الكويتي من القاعة إبان صعود ممثلي إسرائيل إلى المنصة لإلقائهم كلمة بلادهم.

ومقاطعة الوفود الكويتية لإسرائيل في المحافل الدولية عملية غالباً ما تكررها الوفود الكويتية في المناسبات والمؤتمرات، من قبيل خروج الكويتيين من القاعة عند بدء ممثلي إسرائيل بالحديث. كذلك رفضت «الخطوط الجوية الكويتية» السماح لمواطن إسرائيلي بركوب إحدى طائراتها في رحلة متوجّهة من نيويورك إلى لندن... هكذا، اشترى إسرائيلي تذكرة نيويورك - الكويت، وطلب النزول في لندن أثناء وقفة الاستراحة، فرفضت الخطوط السماح له بدخول الطائرة، ما حدا به إلى تقديم شكوى رسمية ضد الخطوط أمام وزارة النقل الأميركية. وبررت الخطوط الكويتية منعها السماح للإسرائيلي بالطيران على متن طائرتها بالقول إن لا علاقات ديبلوماسية بين الكويت وإسرائيل، وإن القانون الكويتي يحظر على الكويتيين التعامل مع الإسرائيليين، أفراداً وشركات.

لكن وزارة النقل الأميركية لم تقبل الدفاع الكويتي، وقالت إن لا سلطة للكويت في منع سفر أي مواطن من نيويورك إلى لندن. وهدّدت الوزارة بمنع نزول الطائرات الكويتية في المطارات الأميركية.

هكذا، في وقت يروّج مؤيدو إسرائيل لتطبيع مقبل بين تل أبيب والعواصم الخليجية، يقوم هؤلاء باستثناء الكويت من هكذا تطبيع، مع تعبيرهم الدائم عن حيرة في فهم هذا العداء الكويتي لإسرائيل ومواطنيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق