الاثنين، 18 يناير 2016

أوباما يعلّق العقوبات على إيران... فهل تعاد العلاقات المقطوعة منذ 1980؟

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
جريدة الراي

بعدما وقع الرئيس باراك أوباما مرسوما رئاسيا الغى بموجبه اربعة مراسيم سابقة تنص على فرض عقوبات مالية على ايران بسبب برنامجها النووي، عقد المسؤولون في البيت الابيض لقاء مغلقا مع الصحافيين. ولم يكد ينتهي اللقاء، حتى أعلم «الحرس السري» المولج حماية أوباما ان على الصحافيين المرافقين للرئيس الاستعداد لمغادرة البيت الابيض «في دقيقة واحدة».

كان الصحافيون يعلمون ان أمس يصادف عيد ميلاد السيدة الاولى ميشيل، وأن الرئيس كان ينوي الخروج بموعد برفقتها احتفالا بالمناسبة، فراهن الصحافيون على ان أوباما، وبمناسبة رفعه العقوبات عن ايران، سيصطحب ميشيل الى «مطعم فارسي رومنطيقي». وانطلق الموكب الرئاسي يجوب شوارع العاصمة الاميركية، الفارغة نسبيا بسبب عطلة نهاية الاسبوع، ليتوقف امام مطعم مكسيكي اختاره الزوجان أوباما للاحتفال بالمناسبة، فخسر صحافيون الرهان، وفاز آخرون.

واليوم «الايراني» الطويل، الذي توّجه أوباما بعشاء مع السيدة الاولى، بدا مبرمجا مسبقا لاجتياح وسائل الاعلام الاميركية بـ «اخبار حسنة» حول العلاقة مع ايران، اذ افتتحت الوسائل الاعلامية نشراتها الاخبارية الصباحية بأنباء عن افراج ايران عن اربعة اميركيين منهم مراسل «واشنطن بوست» جايسون رضيان، مقابل افراج الولايات المتحدة عن ايرانيين تسجنهم بسبب اختراقهم العقوبات المالية التي كانت مفروضة على طهران.

وبدا خبر الافراج عن الاميركيين منسقا مع وصول وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى فيينا، ثم اعلان الوكالة الدولية للطاقة النووية تجاوب ايران في تفتيش منشآتها النووية والتزامها بمفاعيل اتفاقية فيينا، المكرسة بقرار مجلس الأمن رقم 2231. ولأن أميركا كانت على وشك رفع العقوبات المالية عن الجمهورية الاسلامية، بدا من نافل القول ان سبب ابقاء ايرانيين في سجونها بسبب العقوبات انتفى، فكان افراج اميركا عن ايرانيين وافراج ايران عن اميركيين.

وجاءت اخبار الافراجات المتبادلة بعد يوم على افراج ايران عن 10 بحارة كانت اعتقلتهم الخميس لدخولهم مياهها الاقليمية خطأ. وبعد الافراج عن البحارة، توجه وزير الخارجية دون كيري برسالة الى طهران ابرز ما جاء فيها «شكرا ايران».

تصاعد الود بين واشنطن وطهران دفع المصادر الاميركية، لا الى الاشادة بحنكة الرئيس أوباما وديبلوماسيته فحسب، بل للبدء بالحديث عن امكانية استئناف العلاقات بين البلدين للمرة الاولى منذ العام 1980. وعندما سأل الصحافيون عن استمرار ايران في بعض الاعمال الاستفزازية، مثل اختراقها مفاعيل القرار 2231 بتجربتها صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية، حسب خبراء الامم المتحدة في اكتوبر، ثم قيامها باطلاق صواريخ في المياه الدولية بالقرب من سفن حربية اميركية وفرنسية، أكدت المصادر الاميركية ان هذه الخطوات الاستفزازية الايرانية هي «للاستهلاك الداخلي»، وانها «لن تؤدي الى حرف مسار تحسن العلاقات المستمر بين الولايات المتحدة وايران».

في البيت الابيض، وعملا بالدستور، وقع أوباما على رسالتين وجههما الى رئيس الكونغرس بول ريان ورئيس مجلس الشيوخ نائب الرئيس جو بايدن. والرسالتان بمثابة تبليغ من الرئيس الى الكونغرس قيامه بالغاء المراسيم التنفيذية رقم 13574، و13590، و13622، و13645، وتعديل المرسوم 13628، وكلها مراسيم متعلقة بايران وتفرض عليها، وعلى المتعاملين معها، عقوبات مالية بسبب برنامجها النووي.

ومما جاء في نص أوباما الى الكونغرس: «انا، باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الاميركية، قررت ان تطبيق ايران للاجراءات المتعلقة بالشؤون النووية… حسبما جاء في خطة العمل المشتركة الشاملة في 14 يوليو 2015، بين مجموعة دول خمس زائد واحد والاتحاد الاوروبي وايران، وكما أكدت وكالة الطاقة الذرية الدولية، يمثل انعطافة اساسية في الظروف المتعلقة ببرنامج ايران النووي. التزاما بوعود الولايات المتحدة، قام أوباما بالغاء المراسيم التنفيذية المذكورة اعلاه».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق