الثلاثاء، 1 مارس 2016

تشكيك أميركي بفوز المعتدلين في الانتخابات الإيرانية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

متشددون فازوا على لوائح الإصلاحيين نتيجة رفض الكثير من ترشيحات الأخيرينبعد اعلان التلفزيون الرسمي الايراني فوز المتشددين الأحد، ثم اعلانه فوز المعتدلين، الاثنين، اهتمت الاوساط الاميركية بتحديد هوية الفائزين في الانتخابات الايرانية، وتحديد اي من التيارات كسب تأييدا شعبيا، واي منها سيطر على البرلمان.

وفي وقت أبدت وسائل الاعلام البريطانية، مثل صحيفة «غارديان» وتلفزيون «بي بي سي»، ثقة أكبر في منح المعتدلين انتصارا لا يبدو أنه محقق بعد، ابدى الاعلام الاميركي حذرا اكبر في تغطيته للانتخابات الايرانية. فـ «غارديان»، على سبيل المثال، عنونت: «الانتخابات الايرانية تسدد ضربة للمتشددين فيما يكسب الاصلاحيون». اما «بي بي سي»، فكان عنوانها: «الاصلاحيون يفوزون بمقاعد طهران الثلاثين». بدورها، عنونت صحيفة «نيويويرك تايمز» الاميركية ان الرئيس الايراني حسن روحاني والمعتدلين «يبدو انهم حققوا مكاسب قوية في الانتخابات».

خلف العناوين الاعلامية، سرت في العاصمة الاميركية تقارير تشير الى ان عددا لا بأس به من المتشددين الايرانيين فازوا على لوائح اصلاحيين. وفي هذا السياق، قال الباحث في مركز ابحاث «الدفاع عن الديموقراطيات» سعيد قاسمي نجاد ان «رجال الدين الذين عينهم (مرشد الجمهورية علي) خامنئي - والذين دققوا في طلبات المرشحين الى مجلس الخبراء للتأكد من صفائهم العقائدي - قاموا اصلا برفض ترشيح 80 في المئة من بين نحو 800 متنافس، كذلك رفضوا ترشيح اكثر من نصف المرشحين للبرلمان، معظمهم من الاصلاحيين».

واضاف قاسمي نجاد انه في المحصلة، تنافس 161 مرشحا فقط على مقاعد «مجلس الخبراء» الـ 88، اي بمعدل 1.8 مرشح للمقعد، «ولبعض المقاعد لم يكن هناك الا مرشح واحد» فاز بالتزكية.

وحسب قاسمي، فان من تم رفض ترشيحهم يمثلون في غالبيتهم «عناصر براغماتية عملانية من النخبة الحاكمة، مثل حسن الخميني، حفيد روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية ومرشدها الاول». في نفس الاثناء، تم السماح لمرشحين متشددين مؤيدين لخامنئي ويتمتعون بعلاقات وثيقة بـ «الحرس الثوري الايراني» بالترشح. ويقول قاسمي: «من المستحيل حسابيا ان تفوز الفصائل الاقل تشددا في صناديق الاقتراع».

وبسبب نقص اعداد المعتدلين ممن تم السماح لهم بالترشح، اضطروا الى اكمال لوائحهم الانتخابية من دون معتدلين، فلم يجدوا الا المتطرفين ليملأوا بهم هذه اللوائح، فنجح متشددون على لوائح معتدلين.

وتداولت الاوساط الاميركية، على سبيل المثال، اسماء ستة مرشحين من الفائزين بمقاعد برلمانية المفترض انهم من المعتدلين، واشارت الاوساط الى ان هؤلاء الستة هم من المعروفين بتشددهم، منهم قربانلي ضري - نجف ابادي، وهو وزير استخبارات سابق ويشتبه بتورطه بعدد من التصفيات ضد ناشطين ومثقفين معارضين للجمهورية الاسلامية.

وزير استخبارات سابق آخر من المتشددين الناجحين على لوائح المعتدلين هو محمد ريشاري، الذي يعتقد البعض انه مسؤول عن تصفيات بحق سجناء سياسيين.

كذلك، تداول اميركيون اسم علي موحدي كرماني، وكاظم جلالي، الذي سبق ان دعا لانزال حكم الاعدام بحق قياديي الثورة الخضراء مير حسين موسوي ومهدي كروبي. ورجل الدين يوسف طبطبائي نجاد، الذي سبق ان دعا الى ممارسة العنف بحق الايرانيين ممن لا يلتزمون بالزي الاسلامي في الاماكن العامة. والى هؤلاء، تداول الخبراء في العاصمة الاميركية اسم محمد امامي كشاني كمتشدد فاز على لوائح المعتدلين وتم احتسابه من بينهم.

وكانت الحسابات الاولية اشارت الى فوز الاصلاحيين بـ 85 مقعدا، والمحافظين المعتدلين بـ 73، مقابل 68 للمتشددين. وعلق احد الخبراء الاميركيين بالقول انه «لو اضفنا ستة من الاصلاحيين الى المتشددين، لاصبح للمتشددين 74، ولاصبحوا تلقائيا ثاني اكبر كتلة برلمانية، وهذا اول الغيث، وعندما تتكشف اسماء اخرى، سيبدو ان التلفزيون الايراني كان على حق، وان الفائز الفعلي بالانتخابات هم المتشددون في ايران، وان حاول النظام اسباغ صبغة المعتدلين عليهم».

في «مجلس الخبراء»، اعتبر الباحثون ان المعتدلين والاصلاحيين نالوا اصواتا متساوية، اذ حصدت كتلة كل منهما نحو 30 في المئة من مقاعد المجلس. اما الـ 40 في المئة المتبقية، فهي تتألف من وسطيين تلقوا دعما من الجهتين، مع ارجحية للمتشددين.

واعتبر الخبير الايراني الاميركي نادر اسكوي ان «انجاز المعتدلين في مجلس الخبراء يتمثل في رفعهم نسبة تمثيلهم من 7 الى 30» في المئة، متقدمين تقدما طفيفا على المتشددين.

وتمتد ولاية «مجلس الخبراء» حتى 2024، ما يعنى ان هذا المجلس على الارجح سيختار خلفا لخامنئي، البالغ من العمر 76 عاما والذي يعاني من حالة صحية غير مستقرة. ويعتقد اسكوي ان الانتخابات الحالية، التي فاز فيها الرئيس السابق المعتدل هاشمي اكبر رفسنجاني بـ 2.3 مليون صوت، وهي نسبة تاريخية، صار في موقع يخوله اما تولي منصب المرشد بعد خامنئي، او ان يلعب دور «صانع الملك» باختياره المرشد المقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق