الأربعاء، 9 مارس 2016

ساندرز يربك كلينتون بفوزه في ميشيغن وترامب يتقدم رغم الهجمات الجمهورية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

اجتاز المرشح الديموقراطي للرئاسة بيرني ساندرز امتحانا صعبا واسقط منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في ولاية ميشيغن، التي كانت تشير فيها استطلاعات الرأي الى تقدم كلينتون، خصوصا بسبب وجود مجموعة كبيرة من السود الذي يأيدون كلينتون في شكل كاسح.

وبانتصاره في ميشيغن، احيا ساندرز آماله للبقاء في السباق، وعرقل امكانية فوز كلينتون السريع والحاسم ضده. وتمنح الولاية 130 موفداً، تقاسمها ساندرز مع كلينتون بسبب تقارب نتائجهما اذ بالكاد تغلب ساندرز بفارق 25 ألف صوت من اكثر من مليون ناخب ديموقراطي اقترعوا في الولاية.

وكان لافتا ان ساندرز اكتسح مدينة ديربورن، حيث يعيش 70 ألفا من العرب الاميركيين من اصل سكان المدينة البالغ عددهم ١٠٠ ألف مواطن.

وكانت كلينتون استهلت حملتها بفوز سهل وكاسح على ساندرز في ولاية ميسيسيبي الجنوبية، لتؤكد تفوقها عليه في الجنوب بأكمله، ولتؤكد انه يتعذر حتى الآن على ساندرز الحصول على أي تأييد يذكر خارج كتلة الاميركيين البيض والعرب (وهؤلاء كتلة صغيرة نسبيا مقارنة بالسود او اللاتينيين).

في المحصلة، حصدت كلينتون، اول من امس، 86 موفدا انتخابيا، ليصبح مجموعها 759، فيما فاز منافسها ساندرز بـ 69 ليتوقف رصيده عند 546. ويحتاج المرشح الديموقراطي الى 2383 موفدا لنيل ترشيح حزبه.

وتتجه انظار كلينتون وساندرز الى الثلاثاء، حيث تقيم خمس ولايات انتخاباتها التمهيدية، اكبرها فلوريدا مع 246 موفدا، والينوي 182، واوهايو 159، ونورث كارولاينا 121، وميزوري 84 موفدا انتخابيا.

في الحزب الجمهوري، جاءت النتائج من دون مفاجآت. فرغم ادائه الباهت في المناظرة الرئاسية الاخيرة، ورغم اتهام كثيرين له بمساهمته بانحطاط الخطاب السياسي الاميركي واقحام البذاءة فيه، ورغم اظهار بعض استطلاعات الرأي تراجعا في شعبيته، واصل المرشح الجمهوري للرئاسة الملياردير دونالد ترامب زحفه نحو اقتناص بطاقة حزبه الى الانتخابات المقررة في نوفمبر، وحقق فوزين سهلين في ولايتي ميشيغن الشمالية وميسيسيبي الجنوبية كما فاز في أوهايو.

وكان ترامب افتتح المناظرة الرئاسية قبل ايام بالقول ان البعض ألمح الى ان صغر يديه يشي بصغر عضوه التناسلي، «الا اني أؤكد لكم ان لا مشكلة هناك بتاتا».

ولم تكد صناديق اقتراع الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري تغلق ابوابها حتى اعلنت الشبكات الاميركية فوز ترامب في ميسيسيبي، وهو فوز وجه به صفعة قاسية الى سناتور ولاية تكساس الجنوبية ومنافسه تد كروز، الذي كان حاز على تأييد محافظ الولاية فل براينت، والذي خصص اموالا دعائية ضخمة وزار الولاية مرات متعددة، لكنه حل ثانيا في الولاية التي تمنح 40 موفدا انتخابيا. وقال 75 في المئة ممن ادلوا بأصواتهم من الحزبين الجمهوريين انهم من المسيحيين الانجيليين.

وفاز كروز بولاية آيداهو التي تمنح 32 موفدا، تلاه ترامب، فماركو روبيو ثم محافظ ولاية اوهايو السابق جون كايسك.

كذلك وجه ترامب صفعة ثانية للمرشح الجمهوري الآخر كايسك، الذي حاول الفوز بولاية ميشيغن، القريبة من اوهايو، وكانت استطلاعات الرأي في الايام الاخيرة شهدت ارتفاعا ملحوظا في شعبية المحافظ السابق.

الا ان ترامب اقتنص بسهولة ميشيغن، التي تمنح 59 موفدا انتخابيا، وترك كايسك يتنافس على المركز الثاني مع كروز. وقال نصف الجمهوريين ممن اقترعوا في الانتخابات التمهيدية للحزب في ميشيغن انهم من الانجيليين، في وقت اعرب نصف الناخبين عن احباطهم وغضبهم من اداء الحكومة الفيديرالية في واشنطن.

ويعتقد المراقبون ان ترامب بدأ يظهر نزعات ديكتاتورية، فهو ينشر جواسيس بين المشاركين في فعالياته للعثور على معارضيه او اي مشاغبين محتملين واخراجهم من القاعة، وهو يعاقب اي صحافي يدلي بآراء سلبية عنه بحرمانه من دخول القاعات التي يعقد فيها مؤتمراته الصحافية. وفي لقاءات حشد التأييد، صار ترامب يطلب من الحاضرين رفع ايديهم واداء قسم الالتزام بالتصويت له وتأييده، في مشهد صار يذكر الكثيرين بجماهير النازية والفاشية التي كانت ترفع ايديها تحية للزعيم.

اما الخاسر الاكبر في انتخابات الحزب الجمهوري اول من امس، فكان مرشح المؤسسة الحاكمة داخل الحزب السناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، الذي حل رابعا في كل من ميسيسيبي وميشيغن، ولم يحز على ادنى عدد مطلوب من الاصوات حتى يفوز بأي عدد من الموفدين في الولايتين اللتين تعتمدان الانتخابات النسبية لتوزيع الموفدين على المرشحين.

وصار طريق روبيو الى الرئاسة الاميركية شبه مقفل، في وقت يقول المقربون منه ان اهتمامه ينصب على الفوز بولايته فلوريدا في انتخاباتها الحزبية الثلاثاء المقبل لحفظ ماء الوجه والخروج من السباق.

وبعد اعلان نتائج ولايتي ميسيسيبي وميشيغن، وقبل البدء بفرز اصوات صناديق ولايتي آيداهو وهاواي، أطل ترامب على مؤيديه في احتفالاته الفريدة من نوعها التي تخلط التجمع الاحتفالي والمؤتمر الصحافي في وقت واحد وقاعة واحدة. وكرر ترامب تبجحه بثرائه، والشعبية التي يتمتع بها والتي تساعده على هزيمة منافسيه بفوارق كبيرة. وكرر حديثه عن نيته تعديل الموازين التجارية السلبية للولايات المتحدة من الصين والمكسيك واليابان، وكرر نيته بناء جدار مع المكسيك لوقف تدفق العمالة غير الشرعية، وكرر وعده الغاء قانون أوباما للرعاية الصحية، وتقليص الدين، وخفض الانفاق الحكومي.

واصبح رصيد ترامب 446 موفدا انتخابيا قبل انتهاء الفرز في هاواي وآيداهو، يليه كروز بـ 347، وروبيو بـ 151، وكايسك بـ 54. ويحتاج مرشح الحزب الجمهوري الى 1237 موفدا لنيل ترشيح حزبه الى الانتخابات الرئاسية.

ويتطلع المرشحون الجمهوريون الاربعة الى الثلاثاء المقبل، حيث تقيم خمس ولايات انتخاباتها التمهيدية هي فلوريدا مع 99 موفدا، ونورث كارولاينا مع 72، والينوي مع 69، واوهايو مع 66، وميزوري مع 52.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق