الثلاثاء، 8 مارس 2016

واشنطن ودول أوروبية تستبعد حرباً إسرائيلية على «حزب الله»

واشنطن - من حسين عبدالحسين

نفت مصادر اميركية ما تناقلته بعض الصحف اللبنانية حول قيام مسؤولين في واشنطن بتحذير زوارهم اللبنانيين من نية اسرائيل شن حرب ضد «حزب الله» في لبنان. وقالت المصادر ان هذا النوع من التقارير «عار عن الصحة جملة وتفصيلا».

ويعتقد المسؤولون الاميركيون ان الاعلام الموالي لـ «حزب الله» عمد على مدى الايام الماضية إلى تكرار فكرة مفادها ان اسرائيل تستعد لحرب ضده، وان الاعلاميين الموالين للحزب نقلوا في تقاريرهم التحذيرات من الحرب على لسان مسؤولين اميركيين وروس واروبيين، وان كل هذه التقارير هي «من باب الدعاية الاعلامية».

بدورهم، يعتقد ديبلوماسيون اوروبيون في واشنطن ان «حزب الله» ربما يحاول التغطية على انغماسه في الحرب في سورية الى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، وهي مشاركة «كلفت الحزب كل رصيده السابق بين العرب واللبنانيين». ويعتقد المسؤولون ان الحزب «على الارجح يحاول تعويض خسائره السياسية الفادحة في سورية بمحاولة التذكير انه الحزب الذي يقاتل الاسرائيليين».

ويؤكد هؤلاء فرضية استبعاد نشوب حرب بين الحزب واسرائيل، ويؤيدون الرأي الاميركي القائل ان «(حزب الله) يحاول التلويح بالحرب للتذكير انه قاتل اسرائيل يوما». ويعتقد الديبلوماسيون الاوروبيون ان «(حزب الله) منهك، وقواعده الشعبية تتململ، والقتلى في صفوفه مرتفعة، وتكاليف الحرب البشرية والمادية كبيرة جدا عليه».

ويقول الأوروبيون ان «عمد الحزب على مدى الاسابيع الماضية الى محاولة اعادة تلميع صورته على الجبهة ضد اسرائيل»، مذكّرين بان امين عام الحزب السيد حسن نصرالله اطل مرارا ليكرر مقولات اسرائيلية مفادها ان ضرب منشآت صناعية في الشمال الاسرائيلي بمثابة استهداف اسرائيل بقنبلة نووية.

ويقول المسؤولون الاوروبيون ان الاجهزة الاستخباراتية الاوروبية والاميركية لم ترصد اي تحركات غير اعتيادية على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، ولا السورية - الاسرائيلية، وان «لا سبب للاعتقاد ان الهدوء السائد منذ العام 2006 في خطر».

ويتابع الاوروبيون ان «قنوات الاتصال بين اسرائيل، من جهة، و(حزب الله) وايران، من جهة ثانية، قد تكون تحسنت في الاشهر الاخيرة، اولا عبر روسيا، التي تقاتل الى جانب الحزب وايران في سورية وتتمتع بعلاقة قوية باسرائيل، وثانيا عن طريق اميركا، حليفة اسرائيل، التي تحسنت علاقتها بايران منذ المصادقة على الاتفاقية النووية في يوليو الماضي».

ويضيفون: «طبعا الهدوء بين (حزب الله) واسرائيل لا يعني ان العدوين تحولا الى اصدقاء، ولكن الارجح ان كل من الطرفين يعرف قوانين اللعبة المفروضة منذ العام 2006، ويحترمانها، ولا مصلحة لأي منهما في الخوض في مواجهة مسلحة في المستقبل المنظور».

يبقى ان التغيير الوحيد منذ العام 2006 يتمثل بانهيار سلطة الأسد في بعض مناطق الجولان المحاذية لاسرائيل. ويختم المتابعون الأميركيون بالقول ان «ايران و(حزب الله) يحاولان ملء هذا الفراغ باقامة بنية تحتية لشن عمليات عسكرية في المستقبل، لكن الاسرائيليين نجحوا عبر ضرباتهم الجوية بابقاء الجنوب السوري منطقة محرمة على الايرانيين والحزب»،مؤكدين ان «قيام اسرائيل بمنع تغيير قواعد اللعبة جنوب سورية لا يعني ذهاب الطرفين الى حرب».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق