الاثنين، 14 مارس 2016

«ثلاثاء عظيم» آخر حاسم لترامب الليلة

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

يستعد المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية الملياردير دونالد ترامب لحسم معركته الليلة ضد منافسيه الثلاثة في «ثاني ثلاثاء عظيم» يقيم فيه الحزبان انتخاباتهما التمهيدية في خمس ولايات في عموم البلاد.

ورغم احداث الشغب بين مناصري ترامب ومعارضيه، والتي رافقت خطابه الذي كان مقررا في مدينة شيكاغو مساء الجمعة الماضي، قبل ان يقوم بالغائه، لا يبدو ان الصورة العنيفة التي صارت ترافق المرشح الجمهوري تؤثر سلبا على شعبيته، بل هي على العكس تظهره «قائدا للبيض» ومحرضا لهم ضد ما يعتقدونه «حقوقهم المهدورة في وجه الاقليات العرقية والمهاجرين».

وبعد انتخابات وايومنغ والعاصمة واشنطن، قلّص السناتور عن ولاية تكساس تيد كروز الفارق بينه وبين المتصدر ترامب الى 90 موفدا، مع 460 لترامب و370 لكروز و163 للسناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، و63 لمحافظ ولاية اوهايو جون كايسك.

ويحتاج المرشح الى 1237 موفدا للفوز التلقائي بترشيح حزبه، وفي حال لم يحز اي من المرشحين العدد المطلوب، لا يتأهل المتصدر، بل يعمد الموفدون الى عملية مقايضة للتوصل الى ترشيح احد المتنافسين.

ويقيم الحزبان اليوم انتخابات تمهيدية في خمس ولايات يبلغ مجموع موفديها 358 للجمهوريين و691 للديموقراطيين، وهو ما حدا بالمعلقين الى اطلاق تسمية «ثاني ثلاثاء عظيم»، تيمنا بـ «الثلاثاء الاول» الذي شهد اقامة الانتخابات في 12 ولاية لكل من الحزبين.

وتشير استطلاعات الرأي الى تقدم ترامب في اربع من الولايات الخمس. والولايات المقرر اجراء الانتخابات فيها هي فلوريدا، وهي الاكبر وتمنح 99 صوتا للفائز وحده، تليها نورث كارولاينا بـ 72، فالينوي بـ 69، فاوهايو بـ 66 موفدا فميسوري بـ 52.

ومن اللافت ان استطلاعات الرأي تشير الى تقدم ترامب في فلوريدا بأكثر من 40 في المئة من الاصوات، امام روبيو الثاني وابن الولاية الذي لا تتعدى اصواته 22 في المئة، يليه كروز بـ 21 في المئة. كما يبدو ترامب متقدما في نورث كارولاينا والينوي وميسوري. وحدها اوهايو تبدو في متناول محافظها كايسك، الذي تظهر استطلاعات الرأي تقدمه على ترامب بأكثر من سبع نقاط مئوية. ويبدو ان كايسك يفيد من تأييد رئيس الكونغرس السابق له وابن الولاية نفسها جون باينر، الذي وعلى رغم تقاعده، لايزال يتمتع بشعبية واسعة يحضّها على التصويت للمحافظ بدلا من ترامب.

وفي الحزب الديموقراطي، تشير استطلاعات الرأي الى تقدم لكلينتون على منافسها السناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز في الولايات الخمس. ويبدو تقدم كلينتون كبيرا وحاسما ما عدا في ولاية الينوي الشمالية، ذات الغالبية البيضاء التي تؤيد ساندرز، فيما تحوز كلينتون على تأييد الاقليات العرقية والمهاجرين. وتتقدم كلينتون على ساندرز في الينوي بأقل من 5 نقاط مئوية في استطلاعات الرأي، وهو ما يحسبه المراقبون تقدما «اصغر من نسبة الخطأ الحسابي الذي يرافق كل استطلاع».

وتحاول كلينتون استعادة ثقتها بنفسها بعد المفاجأة التي فجرها ساندرز بتغلّبه عليها في ولاية ميشيغان الثلاثاء الماضي، فاستطلاعات الرأي هناك كانت تشير - عشية الانتخابات - الى تقدم كبير وحاسم لوزيرة الخارجية السابقة، قبل ان تنجح اصوات الديموقراطيين البيض والعرب الاميركيين في منح ساندرز الفوز بالولاية بنسبة أقل من اثنين في المئة من اجمالي الاصوات، فتقاسم المرشحان موفدي الولاية، لكن الفوز المعنوي راح ناحية ساندرز.

هكذا، تسعى كلينتون اليوم الى استعادة بريقها وتحقيق اربعة انتصارات ساحقة على الاقل ضد ساندرز، وهي ان نجحت في ذلك، ستقطع شوطا كبيرا نحو الفوز بترشيح حزبها.

ويبلغ رصيد كلينتون من الموفدين العاديين 748، فيما يبلغ رصيد ساندرز 542. واذا ما اضفنا الموفدين «السوبر»، وهؤلاء هم موفدون تلقائيون من كبار الحزبيين مثل اعضاء الكونغرس ومحافظي الولايات، يصل رصيد كلينتون الى 1231 مقابل 576 لساندرز. ويحتاج المرشح الديموقراطي الى 2383 موفدا لنيل ترشيح الحزب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق