الخميس، 28 أبريل 2016

سوزان رايس سعت إلى تأخير صفقة المقاتلات إلى الكويت وقطر

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

كشفت مصادر في الكونغرس لـ«الراي» أن مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس سعت الى تأخير صفقة مقاتلات «F/A-18E/F Super Hornet» للكويت و«F -15» لقطر. وحاولت «الراي» الاستفسار من البيت الابيض حول موقف رايس من الصفقة، الا ان مصادره رفضت التعليق.

وعلمت «الراي» ان مسؤولاً خليجياً زار العاصمة الأميركية، مطلع الشهر الجاري، والتقى رايس في مكتبها في «المبنى التنفيذي» المجاور للبيت الابيض، كما أجرى لسلسة من اللقاءات في وزارة الخارجية ومع اعضاء في الكونغرس.

وتقول المصادر الخليجية ان سفارة بلاد المسؤول المذكور واجهت صعوبة في تحديد موعد له مع مستشارة الأمن القومي، وان الموعد لم يتم تأكيده إلا في اليوم السابق للقاء.

وحسب مصادر الكونغرس والمصادر الخليجية، لم يفرج البيت الأبيض عن صفقة المقاتلات، التي يتوقع ان تتم قريباً، الا بعد قيام عدد من كبار أعضاء مجلس الشيوخ بتوجيه رسالة إلى الرئيس باراك أوباما.

ويعتقد ديبلوماسيون خليجيون في واشنطن ان حجم الطلبين الكويتي والقطري أثار تحفظات بعض السياسيين الأميركيين، على خلفية ان الدولتين الخليجيتين لا تملكان اساطيل جوية كبيرة.

وحاول المسؤول الخليجي الذي زار واشنطن حسم الأمر اثناء لقائه رايس، الا ان ذلك بقي متعذراً الى ان تدخل اعضاء في مجلس الشيوخ.

وتقول المصادر الخليجية انه اثناء اللقاء، بدا اهتمام رايس منصباً على ملف ليبيا، اذا صار يبدو ان أوباما يقلق من ان تلطخ الحرب الوحيدة التي شنها في ولايتيه صورته في التاريخ، بسبب عدم الاستعداد مسبقاً لمرحلة ما بعد سقوط العقيد معمر القذافي.

وتتابع المصادر الخليجية القول ان رؤية البيت الأبيض للأوضاع في ليبيا مشوشة وخاطئة، وان المسؤول الخليجي سعى الى تصحيح المفاهيم الأميركية الخاطئة والمزاعم الأميركية حول دور سلبي لبعض دول الخليج في ليبيا.

في اللقاء مع وزير الخارجية جون كيري، استحوذ الوضع في ليبيا على جزء يسير من الاجتماع، وشكر المسؤول الأميركي ضيفه الخليجي على دور بلاده في دعم الجهود الساعية لانشاء حكومة ليبية تحظى بشرعية وقبول جميع فصائل الشعب الليبي، حيث رأى الوزير كيري بأن نجاح تلك الجهود سيقوض فاعلية تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) وسائر التنظيمات الارهابية في ليبيا.

وأكد المسؤول الخليجي موقف بلاده والخليج عموما حول «داعش» والأزمة في سورية، معتبراً ان «القضاء على التنظيم الارهابي يتطلب محاربة العقيدة المتطرفة التي تجتاح منطقة الشرق الاوسط«، فضلاً عن «ازالة مصدر من مصادر العنف والمحرض الرئيسي على التطرف في سورية»، أي الرئيس السوري بشار الأسد.

في الكونغرس، التقى الضيف الخليجي مجموعة من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ هم رئيسا لجنة الشؤون الخارجية والقوات المسلحة الجمهوريان بوب كوركر وجون ماكين، واعضاء المجلس بن كاردين، وتوم كين، وإدوارد ماركي، وكريس كونز، ورون جونسون، وماركو روبيو، وجيف فليك. واستغرقت اللقاءات يومين.

وفي الرسالة التي وجهها اعضاء مجلس الشيوخ إلى أوباما، حض ماكين وكبير الأعضاء الديموقراطيين في لجنة الشؤون المسلحة السناتور الديموقراطي جاك ريد، فضلاً عن كوركر والسناتورة كلير ماكاسكيل، الرئيس على الموافقة على الصفقات العسكرية الخليجية، وخصوصاً للكويت وقطر، مبينين بأن هذه الصفقات»تخدم المصالح القومية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة».

وسرد المشرعون ما اعتبروه ايجابيات الصفقات العسكرية الخليجية، وهي تعزيز العلاقات العسكرية الخليجية - الأميركية، وتوسيع افق التعاون بين الخليج والولايات المتحدة، وبناء رادع عربي أكثر فاعلية في مواجهة ايران، التزاماً بتعهدات أميركا التي قدمتها في قمة كامب ديفيد في مايو الماضي.

وذكر كاردين أنه يعتقد «أننا قد نسمع اخباراً سارة في الأيام المقبلة عن الصفقات الخليجية».

وتلقى المسؤول الخليجي استفساراً من السناتور روبيو، الذي خرج من السباق على نيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، عما اذا كان من الأجدر ان يتم التعامل مع سورية بمنظور دويلات حتى يتمكن الشركاء الدوليون من ايجاد حل لهذه الازمة، فرد المسؤول بالتأكيد على أهمية التمسك بالوحدة السورية لتجاوز الأزمة التي تعصف بهذا البلد.

ويلاحظ أن فترة زيارة المسؤول الخليجي ومحادثاته قد تثير التساؤلات لا سيما أن زيارته إلى واشنطن سبقت الاجتماع بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم الأميركي في المنامة للتمهيد لقمة الرياض ببضع ساعات (انتهت الزيارة في مطلع ابريل وانعقد الاجتماع الوزاري في اليوم التالي).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق