الخميس، 28 أبريل 2016

ترامب: حلفاؤنا سيدفعون ثمناً لحمايتهم وإلا فليدافعوا عن أنفسهم

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

هيلاري: إن كان القتال لمنح المرأة حقوقها لعباً بورقة المرأة... فأنا في هذه اللعبةحقق الملياردير الأميركي دونالد ترامب فوزا كاسحا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في خمس ولايات شمالية شرقية اميركية، بفارق كبير متقدماً على منافسيْه السيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز ومحافظ ولاية اوهايو جون كايسك.

والولايات حسب عدد موفديها لدى الحزب الجمهوري، هي ميريلاند (38 موفدا)، كونيتيكيت (28)، ورود آيلاند (19)، وبنلسفانيا (18)، وديلاوير (16). واقام الحزب الديموقراطي انتخاباته التمهيدية في الولايات الخمس نفسها، والمعروفة بولايات «آسيلا» حسب اسم خط القطار الذي يمر عبرها، إلا ان اهمية هذه الولايات تختلف عند الديموقراطيين، فتمنح بنلسفانيا اكبر عدد من موفدين يبلغ 189، تليها ميريلاند 95، فكونيتيكيت 55، فرود آيلاند 24، وديلاوير 21.

وولايات الشمال الشرقي تمهد للجمهوريين الساحة لمنافسة كبرى في إنديانا الأسبوع المقبل. ويحرز ترامب تقدما ضئيلا في استطلاعات الرأي في الولاية لكن كروز يبدو في موقف أقوى هناك. ويحتاج ترامب للفوز ليقترب من عدد المندوبين المطلوب لفوزه بالترشيح وهو 1237 مندوبا.

في الحزب الجمهوري، تألق ترامب واكتسح منافسيه بمعدلات فاقت الخمسين في المئة، فقارب عدد موفديه الألف من اصل 1237 الرقم المطلوب لنيل ترشيح الحزب.

وكان معارضو ترامب داخل الحزب يأملون في حرمانه من تحقيق عدد الموفدين المطلوب لنيل الترشيح التلقائي، ما يفتح الباب امام مفاوضات بين الموفدين يوم المؤتمر الحزبي يمكنها ان تفضي الى انتخاب مرشح آخر.

حرمان ترامب الترشيح هو الذي حرك معارضيه كروز وكايسك لإبرام اتفاقية تقضي بإنشاء تحالف ضد ترامب، وتأييد واحدهما الآخر في الولايات المتبقية، وفْق من تظهر استطلاعات الرأي تقدمه.

إلا ان اكتساح ترامب الولايات الخمس، أظهر انه قد يحصد الموفدين المطلوبين قبل انعقاد المؤتمر المقرر في يوليو، وهو ما دفع المعلّقة المعروفة في شبكة «إم إس إن بي سي» راشيل مادو، المؤيدة للديموقراطيين، إلى القول ان «كل الثرثرة عن بلوغ ترامب سقفه الشعبي وتعذّر وصوله الى عدد الموفدين هو هراء… والسقف الذي تحدثوا عنه والذي سيرتطم به ترامب تبين انه سقف مصنوع من سكر وطحين».

وعقب الفوز الكاسح لترامب، تبادل والمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، التي فازت بالانتخابات في أربع ولايات، النقد اللاذع.

وقال ترامب في احتفالية أمام برج «ترامب» الشهير في نيويورك: «هذا انتصار اكبر من الذي توقعناه، والنسب جاءت عالية جدا ووصلت حد 60 و70 في المئة، ومع احترامي للمراقبين، هذه النسب في سباق مثلث الاطراف يعني اني أكتسح».

وانتقد ترامب سجل كلينتون أثناء عملها كوزيرة للخارجية وتصويتها لدعم حرب العراق عندما كانت عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، قائلاً إن ميزتها الوحيدة هي أنها امرأة تسعى لأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة. أضاف: «بصراحة، لو كانت هيلاري كلينتون رجلا فلا أعتقد أنها كانت ستحصل على 5 في المئة من الأصوات».

وفي تصريحات تنم عن شدة الثقة، أفاد ترامب بأن الوقت حان كي ينسحب «السيناتور كروز والحاكم كايسيك من السباق» . اضاف: «البارحة اخبروني عن تحالفهما (كروز وكايسك)، قلت انه يدل على ضعفهما، والحزب الجمهوري يحتاج الى من هو افضل منهما»، داعياً الناخبين المؤيدين للسيناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز إلى دعمه.

وردا على سؤال لصحافي، أجاب الملياردير الأميركي انه يعتبر نفسه «المرشح الطبيعي» للحزب الجمهوري، قائلاً: «حتما اعتبر نفسي المرشح الطبيعي»، قبل ان يتوجه الى ولاية انديانا.

وفي خطاب رئيسي حول السياسة الخارجية ألقاه أمس، اعتبر ترامب أن «أيام تنظيم الدولة الإسلامية باتت معدودة»، مضيفا أنه لن يتردد في نشر قوات أميركية في الخارج إذا لم يكن هناك بديل من ذلك.

وقال إنه إذا انتخب رئيسا فسيجعل حلفاء الولايات المتحدة يتحملون جزءا أكبر من العبء المالي للدفاع عنهم، مضيفا أنه سيزيل الصدأ عن السياسة الخارجية ويعيد بناء الجيش الأميركي.

وانتقد ترامب بشدة الدول الحليفة التي قال إنها تستفيد من المظلة الدفاعية الأميركية ولا تدفع النصيب العادل من التكلفة، مضيفا: «الدول التي ندافع عنها يجب أن تدفع ثمن هذا الدفاع. واذا لم تفعل فإن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لترك هذه الدول تدافع عن نفسها. ليس لدينا خيار آخر».

عند الديموقراطيين، واصلت كلينتون تفوقها على منافسها ساندرز، وفازت عليه في بنلسفانيا، أكبر الولايات الخمسة انتخابياً، وفي ميريلاند ثانيها، وفي كونيتيكيت ثالثها، وفي ديلاوير أصغرها، ولم تترك له إلا ولاية رود آيلاند، ذات الموفدين الاربع والعشرين، وحتى هؤلاء فازت كلينتون بعشرة منهم، نظراً إلى النسبية في القانون الانتخابي للانتخابات التمهيدية الحزبية.

وفي كلمة ألقتها في فيلادلفيا، هاجمت كلينتون ترامب لاتهامه لها بمحاولة «اللعب بورقة المرأة»، قائلة: «حسنا. إن كان القتال من أجل توفير الرعاية الصحية للمرأة وأخذ عطلة مدفوعة الأجر لرعاية الأسرة ومن أجل المساواة في الأجور لعباً بورقة المرأة... فأنا في هذه اللعبة».

ولم تبدر من ساندرز، في كلمة ألقاها في هنتينغتون في ولاية ويست فرجينيا، وفي بيان أدلى به بعد ذلك، أي علامة تدل على انسحابه من السباق.

ولكن للمرة الاولى منذ اعلانه ترشحه للرئاسة الصيف الماضي، قال ساندرز انه ينوي دراسة الاستمرار في ترشيحه. وتناقلت الاوساط الاميركية انه عقد لقاء لكبار اركان حملته الانتخابية، أمس، وأن المجتمعين ناقشوا جدوى الاستمرار في الحملة، في وقت صار يبدو من شبه المستحيل نيل ساندرز الترشيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق