الأربعاء، 18 مايو 2016

إدارة أوباما تسعى إلى هدنة دائمة وإحالة الحل في سورية إلى خَلَفه

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

تعليقا على انعقاد لقاء دول «مجموعة دعم سورية» في فيينا، أول من أمس، أعربت مصادر اميركية رفيعة المستوى عن أملها التوصّل الى «هدنة دائمة» بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه في الاسبوعين المقبلين، كخطوة على مسار اعادة استنئاف المفاوضات السياسية والتوصل الى تسوية.
إلا أن المصادر نفسها اضافت انها «لا ترى حلاً سياسياً في المدى المنظور في سورية طالما مادامت الاطراف المعنية، الداخلية والخارجية، تتمسّك بمواقفها الحالية»، وهي أقوال عكستها تصريحات أدلى بها وزير الخارجية جون كيري، موضحاً فيها انه «يجب التوفيق بين مصالح عدة متضاربة»، ومعتبراً ان «على المعنيين بالصراع ان يجعلوا اولويتهم التوصّل الى سلام».

وتأتي التصريحات الاميركية في وقت استأنف اللوبي الاميركي المؤيد إبقاء الأسد في الحكم تحرّكاته على نطاق واسع. ويعتقد المعنيّون بالملف السوري في واشنطن انه من المعروف ان الادارات الاميركية تتراخى في الاشهر الاخيرة المتبقية لها في الحكم، وان مؤيدي بقاء الأسد يعلمون ذلك، ولذلك كثّفوا تحركاتهم السياسة في الاسابيع الماضية.

وكان لافتاً ما نشره رئيس مركز «رفيق الحريري» في «مجلس الأطلسي» الديبلوماسي المتقاعد فرد هوف، الذي سبق ان كان مكلفاً الملف السوري في الخارجية حتى العام 2013، لناحية ان معلومات توافرت لديها مفادها ان الحكومة الاميركية قد تتبنّى الحل الروسي القاضي بالتوصّل الى تسوية سياسية في سورية، من دون التطرق الى مصير الأسد. وكتب هوف على موقع المركز أن حلاً من هذا النوع سيولد ميتاً.

أما في سياق نشاط اللوبي الموالي للأسد، فكان لافتاً تحرك مسؤول الشرق الاوسط السابق في مجلس الأمن القومي فيل غوردون، الذي أطل عبر صديقه مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» في البيت الابيض دايفيد سانغر، ليقول إن سياسة الولايات المتحدة في سورية اثبتت فشلها على مدى السنوات الماضية، ومن غير المتوقع ان تحرز اي نجاح في المستقبل، داعياً الى تبنّي سياسة جديدة تقضي بإسقاط الشرط القاضي بخروج الأسد من الحكم للتوصّل الى تسوية سياسية.

وكان سلف غوردون في منصبه في مجلس الأمن القومي وصديقه ستيفن سايمون زار الأسد قبل عام، وأطلق تصريحات أعلن فيها رأيه حول ان الحل يكمن في التعاون مع الأسد للقضاء على الارهاب. أما صديق الاثنين وخلفهما، روبرت مالي، فهو مازال يشغل المنصب نفسه في مجلس الأمن القومي، ويعقد لقاءات متواصلة مع مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتباحث في الأزمة السورية.

ويعتقد المراقبون ان الثلاثي سايمون وغوردون ومالي، هم اصحاب التأثير الاكبر داخل البيت الابيض، لناحية تحسين وضع الأسد، وتقريب واشنطن من وجهة نظر الروسية، القاضية بعدم الإطاحة بالأسد كشرط للتسوية، بل التعاون معه، للتوصّل الى حل يسمح بالقضاء على تنظيمات مثل «الدولة الاسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة».

ورغم حماسة بعض العاملين في ادارة أوباما لتبنّي الرئيس الاميركي الرؤية الروسية في سورية في الاشهر الاخيرة من حكمه، تعتقد المصادر الاميركية ان هدف ادارة أوباما صار ينحصر بتثبيت الهدنة في سورية واحالة الملف السوري الى الرئيس المقبل، على أمل ان تتمكن الادارة المقبلة من البناء على ما تم التوصّل اليه حتى الآن لناحية «شكل التسوية الممكنة».

ولا يبدو أن المسؤولين الاميركيين يعتقدون ان موعد التوصّل الى التسوية القاضية بإقامة هيئة حكم انتقالية - حسبما كان مقرراً، في الاول من اغسطس المقبل - يلوح في الافق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق