الثلاثاء، 12 يوليو 2016

ساندرز يؤيد كلينتون وتأييد ترامب يؤذي رئيس الكونغرس

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

قبل اقل من ١٢٠ يوما على الانتخابات الرئاسية المقررة في ٨ نوفمبر، وقبل ١٠ ايام على المؤتمر الحزبي العام للحزب الديموقراطي المقرر بين ٢٥ و٢٨ الجاري، وبعد شهر وخمسة ايام على هزيمته في الانتخابات التمهيدية الحزبية، أعلن السناتور عن ولايـــــة فيرمونت بيرني ساندرز انسحابه من سباق الرئاسة وتأييده لمنافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وجاء اعلان ساندرز في حفل في ولاية نيوهامبشير، وهي اولى الولايات التي فاز بانتخاباتها التمهيدية، بحضور كلينتون. وقال ساندرز: «انوي فعل كل ما بوسعي للتأكد من انها ستصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة».

واعتبر ساندرز ان ترشيحه للرئاسة لم يكن ترشيحا لمنصب فحسب، بل كان «ثورة سياسة» بدأت مع ترشيحه وستستمر. ويكرر ساندرز ان تأجيله الانسحاب كان لغرض تعديل البيان الحزبي للمؤتمر العام، وهو نجح في تعديل بعض البنود في مواضيع البيئة وتشريع الماريوانا.

لكن ساندرز فشل في تضمين البيان الحزبي اي معارضة لاتفاقية «الشراكة عبر الاطلسي»، وهي اتفاقية تجارة حرة تضم ١٢ دولة اكبرها اقتصاديا الولايات المتحدة واليابان واستراليا، وتمثل مجموع اقتصاداتها ٤٠ في المئة من الاقتصاد العالمي. ويعتبر ساندرز ومؤيدوه ان اتفاقيات التجارة الحرة تؤدي لاقفال المعامل الاميركية، وتاليا ترفع من نسب البطالة بين عمال المصانع. بدورها، كانت كلينتون اعلنت تأييدها للاتفاقية، على غرار الرئيس باراك أوباما، لكن الاندفاعة السياسية «اليسارية» لساندرز اجبرتها على التراجع عن الدعم واعلان معارضتها لها.

ومع انضمام ساندرز لمجموعة مؤيدي كلينتون، تصبح المرشحة الديموقراطية في موقع جيد، اذ هي تعول على ساندرز والسناتور وارن بافيت للفوز باقصى اليسار والتقدميين في الحزب، وخصوصا الفئات الشبابية. وتلجأ كلينتون الى نائب الرئيس جو بايدن، الذي يجوب الولايات لتحفيز البيض الوسطيين على تأييدها. اما زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وأوباما، فهما يتمتعان بكاريزما خطابية هائلة وبتأييد واسع: الاول بين الاميركيين من اصول اميركية جنوبية والثاني بين الاميركيين من اصول افريقية.

ومع اكتمال نصاب القيادات الديموقراطية واصطفافها خلف كلينتون، ومع تقارير تبرعاتها المالية المرتفعة، ومع انتهاء تحقيقات «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (اف بي آي) في موضوع استخدامها ايميلها الخاص اثناء خدمتها في وزارة الخارجية من دون توجيه اي تهم لها، تكون كلينتون في موقع جيد جدا لخوض معركة الفوز بالبيت الابيض، وهي معركة تكون صعبة عادة بالنسبة للحزب (الديموقراطي هذه المرة) الذي يحاول الاحتفاظ بالرئاسة لولاية ثالثة، بعد انتهاء ولايتي أوباما.

وفيما يتراصف الحزب الديموقراطي خلف كلينتون ويستعد للمؤتمر الحزبي العام ولخوض المواجهة الانتخابية، الرئاسية وعلى صعيد انتخابات الكونغرس، يعاني الجمهوريون من انقسام حاد في صفوف حزبهم بسبب فوز رجل الاعمال المثير للجدل دونالد ترامب بالترشيح، قبل ايام من بدأ اعمال مؤتمرهم الحزبي العام، الذي يفتتح اعماله الاثنين، ويستمر حتى الخميس.

ومازالت القيادة الحزبية الجمهورية تعاني من تفشي العداء في صفوفها ضد مرشحها ترامب، فالرئيسان السابقان جورج بوش الاب والابن، والمرشحان السابقان السناتور جون ماكين والمحافظ السابق ميت رومني، يرفضون المشاركة في المؤتمر والادلاء بخطابات تأييد لترامب، على جاري عادة المؤتمرات الحزبية التي تنعقد لترشيح مرشح لمنصب رئيس البلاد.

وحده رئيس الكونغرس بول رايان اعلن، بعد تردد علني، تأييده ترشيح ترامب، وموافقته الادلاء بخطاب. لكن رايان، الذي كان يتمتع بشعبية واسعة حتى الأمس القريب، وجد نفسه يعاني شعبيا بسبب قبوله دعم ترامب.

وكان ترامب حضر الى الكونغرس الاسبوع الماضي لعقد لقاء مع الاعضاء الجمهوريين فيه. وتحول اللقاء الى مادة للتندر اذ ظهر ان ترامب لا يعرف مواد الدستور الاميركي، وبدا انه لم يسمع قبلا بمبدأ فصل السلطات.

ويقول الخبراء الاميركيون ان فوز ترامب في الانتخابات الحزبية الجمهورية لا يعني بالضرورة ان شعبيته مرتفعة في عموم البلاد.

كيف يحول ترامب شعبيته من ١٤ مليونا الى ٧٠ مليونا في وقت لا يجد من يؤيده بين قياديي حزبه؟ السؤال مازال يؤرق المرشح الجمــهوري الذي تــــشــــير ارقام استطلاعات الرأي الى تأخره عن منافسته في الولايات المتأرجحة السبعة، ما يعني ان العمل امامه مازال شاقا ليتحول الى منافس جدي لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق