الاثنين، 8 أغسطس 2016

إدارة أوباما تقترب من موقف كلينتون الأكثر حزماً تجاه الأسد

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

تتصرف إدارة الرئيس باراك أوباما وكأنها صارت خارج الحكم فعلياً، خصوصا تجاه الأزمة السورية، وعلى الرغم من الحديث عن جولة مقبلة من المفاوضات، بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه، إلا أن غالبية المسؤولين الأميركيين يجمعون على أنها «جولة شكلية، ولن يخرج عنها اي نتائج اكثر من إضاعة الوقت».

وينشغل مسؤولو أوباما في تقديم تصوّر لما ستكون عليه سياسة أميركا الخارجية في عهد الرئيس المقبل، خصوصاً في حال وصول مرشحة الحزب الديموقراطي وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الى البيت الابيض، في الانتخابات المقررة 8 نوفمبر المقبل.

ويعتقد هؤلاء ان «كلينتون ستظهر حزما أكبر في التعاطي مع روسيا والأسد، وستلجأ إلى استخدام القوة العسكرية الاميركية، على الأقل لتعطيل مقدرة الأسد على شن هجمات ضد معارضيه»، مردفين أن «السياسة المتوقعة لكلينتون تجاه سورية هي النتيجة الطبيعية لقيام موسكو بإفشال المساعي الاميركية الديبلوماسية للتوصل الى حل» وانه «لو قيّض لأوباما البقاء في الحكم لمارس ضغطا اكبر، بما في ذلك اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية الاميركية، لفرض حلول في سورية».

على ان المواقف المستجدة لمسؤولي الادارة الاميركية تبدو في غالبها محاولة لتبييض صفحة الرئيس الاميركي، بعدما صار من شبه المؤكد أن سورية تحولت لطخة على سجله الرئاسي، فأوباما من الرؤساء القلائل الذين يخرجون من الحكم واستطلاعات الرأي تشير الى تأييد شعبي كبير لهم.

ولأن المحللين يعتقدون ان شعبية المسؤولين السابقين تزداد بعد خروجهم من الحكم - مثل بوش، الذي خرج بشعبية بالكاد تتعدى العشرين في المئة، وصارت اليوم تناهز الخمسين، وكذلك بلوغ شعبية كلينتون، مابين خروجها من وزارة الخارجية وترشحها للرئاسة، معدلات قياسية لامست الثمانين في المئة - فإن أوباما ضمِن لنفسه شعبية شبه أسطورية بعد خروجه من البيت الابيض.

لكن شعبية أوباما هذه يعكّرها فشله في التعاطي مع الأزمة السورية، التي تحولت الى مأساة تطال العالم. لذا، شنت حملة أوباما «حملة جاذبية» تهدف من خلالها الى تعديل صورته في هذا المجال، وهو ما يتطلب اقترابه اكثر من الموقف الذي صار يجمع عليه الاميركيون، وهو القيام بمجهود اكبر لوقف المجازر في سورية ولوضع حد لتحول بعض اراضيها الى مرتع للارهابيين، الذين صاروا يعودون منها الى اوروبا لشن هجمات ارهابية مميتة.

ولأنه من المتوقع ان تظهر سياسة كلينتون الاكثر حزماً في سورية، مع مرور ايام حملتها الانتخابية الرئاسية، ولأن أوباما اعلن تأييده كلينتون والمساهمة في حشد الشعبية لها، فهو سيحتاج الى الاقتراب من موقفها، بما في ذلك تجاه سورية، حتى لا يبدو تأييده لها شكلياً فحسب.

لكن اقتراب أوباما من موقف كلينتون في الموضوع السوري لن ينعكس فعلياًعلى سياسته الخارجية في الاشهر الخمسة المتبقية له في الحكم، فالرئيس الاميركي صار يتصرف كصاحب الولاية المنتهية، وهو يفوّض وزير خارجيته جون كيري الاستمرار بالديبلوماسية التي دأب على القيام بها مع روسيا على مدى السنتين الماضيين.

وعلى الرغم من ان واشنطن تعتبر ان لا جدوى للديبلوماسية مع الروس - خصوصاً في الموضوع السوري - إلا انه لا خطط اميركية بديلة، ما يجعلها سياسة إضاعة وقت، بسبب غياب الخيارات الاخرى.

وحول نجاح المعارضة في كسر حصار قوات النظام لأحياء حلب الشرقية، يكرر المسؤولون الاميركيون موقفهم بأنه «لا حسم عسكرياً لأي طرف في سورية»، وان «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واهمٌ، إن كان يعتقد أن في امكانه مساعدة الأسد في عملية الحسم»، بل إن التقارير الاميركية تشير الى «تزايد التورط الروسي في الحرب السورية، مع تكلفة مالية وبشرية ترتفع مع مرور الاسابيع، من دون نتائج تذكر».

ووفق المسؤولين الاميركيين، فإن «كسر المعارضة الحصار على حلب يجب ان يكون الدليل الابرز امام بوتين على أنها نجحت في التكيف مع القوة الجوية الروسية التي تشارك في المعارك الى جانب النظام، وان الدفع الذي قدمه الروس للأسد انتهى، وان القوة الروسية تحولت الى مجرد واحدة من القوة الاخرى المتعددة التي تقاتل على الساحة السورية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق