الأحد، 6 نوفمبر 2016

3 سيناريوات تقلق كلينتون يوم الاقتراع ومراقبون لا يستبعدون تحقيق ترامب... مفاجأة

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

عشية الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة غدا، وصل المرشحان الرئاسيان الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، خط النهاية، بعدما افرغا ما في جعبتيهما، وبعدما خاضا سنة قاسية من المواجهات، في مناظرات ضد منافسيهما الحزبيين اولا، وضد بعضهما البعض ثانيا، وقدما برامجيهما في مهرجانات انتخابية حاشدة، وفي اطلالات اعلامية، وفي دعايات انتخابية. وقدم كل من كلينتون وترامب وعودا في الحكم، ووجها انتقادات لاذعة لبعضيهما البعض وصلت حد الاهانة.

وعلى مدى العام الانتخابي الماضي، لم يحصل ان سجل ترامب تقدما شعبيا في معدل استطلاعات الرأي على كلينتون، التي حافظت على تقدمها عليه منذ اليوم لاعلانيهما ترشيحيهما، رغم ان تقدم كلينتون في الاستطلاعات تراوح بين ثلاث وسبع نقاط مؤية، وهو اليوم يقف على ثلاثة في المئة. وكما في الاستطلاعات على مستوى البلاد، حافظت كلينتون على تفوقها في الولايات المعروفة بالمتأرجحة، رغم نجاح ترامب في تقليص الفارق في عدد كبير من هذه الولايات، بل اقترابه الى مستويات في شعبيته يصفها الخبراء على انها تجعله «في متناول توجيه ضربة» لكلينتون وتحقيق مفاجأة.

ويتوقع معظم خبراء الاستفتاءات، مثل نايت كوهن في صحيفة «نيويورك تايمز» وناتالي جاكسون على موقع «هافنغتون بوست»، ان تحقق كلينتون فوزا سهلا ومؤكدا على ترامب. الا ان نايت سيلفر، الخبير الذي توقع فوز الرئيس باراك أوباما على منافسه الجمهوري ميت رومني في 2012 واصابت توقعاته في انتخابات كل مقاعد الكونغرس والولايات الباقية، يتمسك بتحفظه على امكانية تحقيق كلينتون فوزا سهلا.

ويقول سيلفر انه عشية انتخابات 2012، اعطت مؤشراته رومني فرص نجاح بلغت تسعة في المئة، وكانت نسبة المقترعين ممن لم يسحموا خيارهم اثنين في المئة. اليوم، يقول سيلفر، يعطي مؤشره ترامب فرصة نجاح تبلغ 35 في المئة، في وقت مازالت نسبة عدد المقترعين غير المحسومين تبلغ 13 في المئة.

حذر سيلفر هذا هو الذي يثير قلق الديموقراطيين ويعطي حملة ترامب بصيص أمل بامكان تحقيقه مفاجأة. الا ان سيلفر نفسه يعتبر ان معدل الفارق بينها وبين ترامب مازال ثابتا على ثلاث نقاط مئوية على مدى الاسبوع الاخير، وهو ما يشي ان ترامب توقف عن تقليص الفارق وبلغ اقصاه. كما يعتبر سيلفر ان تقلص الفارق في استطلاعات الرأي لم يشهد اي تراجع في شعبية كلينتون، بل شهد ارتفاعا في شعبية ترامب، وهذا الارتفاع سببه على الارجح عودة الجمهوريين الى الالتزام بمرشح حزبهم، على الرغم من فضائحه المتكررة.

اما آخر فضائح ترامب، في اليومين اللذين سبقا الانتخابات، فتضمنا الكشف عن حقوق نشر ابتاعتها مجلة اميركية من عارضة «بلاي بوي» اباحية تقاضت اموالا من ترامب لممارسة الجنس معه. الا ان المجلة قررت عدم نشر القصة. الفضيحة الثانية ارتبطت بزوجة ترامب الحالية ميلانيا، وهي الثالثة. وكشفت تقارير اميركية ان المرشحة لموقع سيدة أولى، وهي من سلوفينيا، سبق ان عملت عارضة ازياء في الولايات المتحدة بموجب فيزا سياحية وقبل ان تحوز على اذن عمل او اقامة دائمة، وهو ما يخالف القوانين.

على ان الفضائح المتتالية لا يبدو انها باتت تؤثر في مجرى العملية الانتخابية، خصوصا بالنسبة لمرشح مثل ترامب لم يصرح حتى عن بياناته الضريبية، في سابقة هي اولى من نوعها بين المرشحين منذ 40 عاما.

في الجهة الديموقراطية، يبدو ان السيناريوات المقلقة هي ثلاث: الا يقترع الاميركيون من اصل افريقي بكثافة كما فعلوا في2008 و2012، او ان يقبل البيض ممن لا يحملون شهادات جامعية ويؤيدون ترامب على الاقتراع بكثافة، أو ان يقبل البيض من حملة الشهادات ممن لا يؤيدون ترامب على الاقتراع، وهو ما يشي انهم قرروا التخلي عن بقائهم خارج العملية الانتخابية واختاروا مرشح حزبهم الجمهوري.

ويرى الخبراء انه يمكن لكلينتون النجاح في حال حدوث واحد او اثنين من هذه السيناريوات، ولكن حدوثها جميعها قد ينبئ ان ليلة غد ستكون ليلة طويلة امام كلينتون وحملتها.

بدورها لجأت حملة ترامب، في الايام القليلة الماضية، الى اساليب وصفها الديموقراطيون بـ «القذرة» لثني مناصري كلينتون عن الاقتراع او تشتيت اصواتهم، فدعت حملة ترامب المسلحين من الجمهوريين الى «مراقبة» صناديق الاقتراع للتأكد من عدم وجود اي تزوير في الصناديق او تلاعب. ووجود مسلحين بيض في محيط مراكز الاقتراع من شأنه ان يثير خوف الناخبين من الاقليات ويدفعهم الى الاحجام عن الاقتراع.

كذلك، شن فريق ترامب حملة اعلامية بدت وكأنها اعلان لكلينتون وحمل صورتها، وعليه دعوة للتصويت المبكر عن طريق الاقتراع عبر رسائل «اس ام اس» عبر الهواتف الخليوية. وغني عن القول ان هذا النوع من التصويت ليس معتمدا لا في اميركا ولا في اي من دول العالم، لكن حملة ترامب تأمل ان تشتت به اصوات الديموقراطيين.

على ان مخاوف الديموقراطيين تبدو بسيطة امام الاحباط الذي يصيب الجمهوريين، الذين يعرفون ان فرص نجاح ترامب شحيحة وتتمثل بثلاث سيناريوات: اما ان يقتنص ترامب ولاية بنسلفانيا من كلينتون حتى يحقق الاصوات الـ 270 المطلوبة في «الكلية الانتخابية»، او ان يستولي على ولايات صغيرة محسوبة لمصلحة كلينتون حاليا مثل آيوا ونيفادا وماين ونيوهامبشير فيصل الى رقم 270، او ان يفجّر مفاجأة في انتزاعه ولايات أكبر محسوبة على الديموقراطيين مثل ميشيغان وويسكونسن.

وعلى رغم اظهار استطلاعات الرأي تقاربا بين المرشحين في ميشيغان وويسكونسن، الا ان الاستطلاعات العامة تأتي متأخرة قرابة اسبوع، فيما الاستطلاعات الخاصة التي تجريها الحملات ترصد الاصوات على مدار الساعة. لذا، يعتقد الخبراء ان احجام حملة كلينتون، التي تغرق بالمال، عن الانفاق على الدعاية الانتخابية في هاتين الولايتين هو امر يشي ان الحملة الديموقراطية ادركت تفوقها فيهما، فقررت توفير جهدها للمعارك في ولايات اخرى.

ختاما، يبدو ان معركة السيطرة على الغالبية في مجلس الشيوخ صارت متكافئة بعدما كانت تميل بنسبة 75 في المئة لمصلحة الديموقراطيين، حسب سيلفر. ويعتقد الخبراء ان تحسن وضع الجمهوريين في سباق الشيوخ مرده الى ابتعادهم عن ترامب، الذي يعتبرونه خاسرا، وتركيز تمويلهم ومجهودهم على المعارك الاصغر التي يمكن لهم الفوز فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق