السبت، 5 نوفمبر 2016

الديموقراطيون يعدون بـ «معركة أرضية» لـ «إغراق» ترامب والقضاء على آماله الرئاسية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

يجمع العاملون في الحملة الرئاسية في الحزبين الديموقراطي والجمهوري ان الديموقراطيين ابلوا بلاء حسنا في حشدهم الأصوات اثناء عملية التصويت المبكر للانتخابات الاميركية، المقررة بعد غد.

واظهرت ماكينة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون تفوقا في تنظيمها في الولايات الاحدى عشرة المتأرجحة، فيما اعتمد منافسها الجمهوري دونالد ترامب على الماكينة التقليدية للحزب الجمهوري، وهذه ليست كلها متحمسة لانتخابه، في وقت تأخرت حملته في تنظيم كوادرها «لاخراج الصوت» وحشد التأييد لمرشحها.

وفي وسط تضارب استطلاعات الرأي، التي تشير معظمها الى فوز سهل لكلينتون مع تحسن وضع ترامب على مدى الايام العشرة الماضية، ينفرد ابرز خبراء الاستفتاءات الشعبية نايت سيلفر في حذره. وفي وقت يعطي سيلفر كلينتون حظوظ فوز تبلغ 65 في المئة، مقابل 35 في المئة لترامب، وهو ما يمثل انخفاضا كبيرا منذ وصلت حظوظ المرشحة الديموقراطية الى 87 في المئة قبل اسبوعين، يرى سيلفر ان ارقام كلينتون اسوأ من ارقام استطلاعات الرأي التي كانت تظهر تقدما لمصلحة الرئيس باراك أوباما على منافسه الجمهوري ميت رومني، قبل ايام من الانتخابات الرئاسية الاخيرة في العام 2012.

ويعزو سيلفر تراجع اداء كلينتون، مقارنة بأوباما في العام 2012، الى كتلة عنيدة من المقترعين ممن لم يحسموا خيارهم بعد، وهؤلاء ما زالوا خارج ارقام استطلاعات الرأي وما زال بامكانهم قلب السباق لمصلحة ترامب.

كذلك، يخوض خبراء استطلاعات الرأي الاميركيين في حملة مقارنات حول «هامش الخطأ» الذي يصيب الاستفتاءات الشعبية قبل الانتخابات الرئاسية. وتظهر الارقام ان معدل هامش الخطأ هذا بلغ 2 في المئة في الدورات العشرة الاخيرة، وانه اصاب في العامين 2004 2008، ولكنه اخطأ في العامين 2000 2012. وتشير الارقام الى تقدم كلينتون على ترامب بفارق 3.3 في المئة، وهي نسبة مقبولة اذا ما طرحنا معدل هامش الخطأ، فتصبح متقدمة عليه بفارق 1.3 في المئة. لكن ارتفاع نسبة الناخبين ممن لم يحسموا خيارهم بعد تجعل من السهل الاطاحة بافضلية كلينتون البالغة 1.3 في المئة فقط.

هذه هي الحسابات التي يخوض فيها الخبراء الاميركيون، الذين يكررون انه رغم تقدم كلينتون، الا ان «هامش الخطأ» او اي تغيير قد يصيب موقف غالبية المقترعين «غير المحسومين» قد يؤدي الى تحقيق ترامب مفاجأة وتغلبه على منافسته الديموقراطية.

وفي السياق نفسه كتب سيلفر ان الولايات التي كانت تحتسبها كلينتون في اطار «حزام النار» الذي يمنحها 242 صوتا من اصل 270 مطلوبة في «الكلية الانتخابية»، والذي كان يستحيل على ترامب اختراقه، يبدو انه «اصبح سياجا من الحديد الصدئ»، اذ ان استطلاعات الرأي تظهر تقاربا حادا، وفي بعض الاوقات تفوقا لترامب على منافسته الديموقراطية، مثل في ولاية نيوهامبشير، التي كانت كل استطلاعات الرأي فيها تشير الى تفوق غير قابل للجدل لمصلحة كلينتون، فاذ بأحدث الاستطلاعات تظهر تعادلا بين المرشحين، وبعضها يظهر تقدما طفيفا لمصلحة ترامب.

وكما في نيوهامبشير، خسرت كلينتون التفوق الساحق الذي كانت تتمتع به في ولايات بنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن، في وقت ابتعد ترامب عنها في تصدره ولايات مؤيدة للجمهوريين كانت كلينتون متعادلة معه فيها، مثل تكساس وآريزونا.

داخل حملة كلينتون، يبدو العمل وكأن كلينتون متأخرة خوفا من ان تؤدي الثقة بالنفس الى تراخ، ويبدو انه على الرغم من تفوق الحملة الديموقراطية على نظيرتها الجمهورية في حشد الاصوات المبكرة، الا ان الديموقراطيين قلقون من انعدام الحماس لدى الاميركيين من اصل افريقي، الذي يشكلون 10 في المئة من اجمالي الاميركيين. وكانت هذه الكتلة اقترعت بغالبية ساحقة في العامين 2008 2012 لمصلحة اول رئيس من اصل افريقي في البلاد، وساهمت في تغلب كلينتون على منافسها في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديموقراطي بيرني ساندرز. الا ان الاقتراع المبكر اظهر تقاعسا بين افراد هذه الكتلة وتراجعا عن معدلات الانتخاب التي وصلت اليها في الدورتين الاخيرتين.

وان كان الاميركيون من اصل افريقي متقاعسين، فان الاميركيين من اصول اميركية جنوبية اظهروا حماسة اقتراع لمصلحة كلينتون وصلت معدلات تاريخية. في فلوريدا، الولاية المتأرجحة التي تمنح 29 صوتا في «الكلية الانتخابية» والتي يخوض المرشحان فيها معركة قاسية، بلغ تصويت الاميركين من اصول اميركية جنوبية 30 في المئة اعلى من الدورات الانتخابية السابقة، وهذه اخبار سارة لكلينتون والديموقراطيين.

وفي عطلة نهاية الاسبوع، امس واول من امس، لم تتوقف الماكينات الانتخابية على انواعها، بل راح العاملون فيها يقرعون ابواب الاميركيين في الولايات المتأرجحة لاقناعهم بالخروج بعد غد الثلاثاء للاقتراع. ويقول العاملون في الحملة الديموقراطية انهم اعدوا خطة لخوض «معركة ارضية» يوم الانتخابات، وان من شأن هذه الخطة «اغراق ترامب» والقضاء على آماله في الرئاسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق