الأربعاء، 22 مارس 2017

باسيل: منذ مئة عام واللبنانيون يحاربون عقيدة «داعش»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أعلن وزير خارجية لبنان جبران باسيل ان اللبنانيين يحاربون تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) منذ مئة عام، أي منذ ما قبل قيام دولة لبنان.

وفي ندوة في «معهد وودرو ولسن» في العاصمة الاميركية أول من امس، قال باسيل ان «داعش عقيدة موجودة منذ وقت طويل، وان بسببها هاجر ثلث اللبنانيين الى بلاد الاغتراب في الولايات المتحدة وحول العالم، وقضى الثلث الثاني تحت حصار الحلفاء في الحرب العالمية الاولى. اما الثلث الاخير من اللبنانيين، فهم الذين بقوا في لبنان ومازالوا يحاربون داعش حتى اليوم. لقد واجهنا داعش عبر تاريخنا، لذلك نحن حلفاء طبيعيون في الحرب ضده».

وقال الوزير اللبناني ان بلاده «تدفع ثمنا غاليا لما يجري في سورية، بما في ذلك تدخل حزب الله» في الحرب الدائرة هناك. واوضح ان السياسة الرسمية اللبنانية، حسب البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية القائمة حاليا، تقضي بوقوف لبنان بعيدا عن كل صراعات المنطقة.

وقال باسيل انه لا يتحدث باسم الحزب، وانه ممكن توجيه الاسئلة للحزب حول تدخله في سورية او اي من دول المنطقة.

وأمام إصرار المحاور على القول ان تدخل لبنانيين، اي مقاتلي «حزب الله» في العراق واليمن، يقوّض سيادة لبنان، قال باسيل ان لا علم لديه عن نشاطات لـ «حزب الله» في العراق، لكن سورية هي موضوع معقد وأكبر من لبنان وحكومته، وانه «في سورية، كل واحد في لبنان تدخل، وكذلك تدخلت دول اخرى، وان هذه التدخلات والحرب الدائرة هي التي تكلف لبنان غاليا».

باسيل، الذي زار العاصمة الاميركية للمشاركة في «مؤتمر مكافحة داعش» الذي عقدته وزارة الخارجية الاميركية بحضور ممثلين عن 68 دولة تشكل «التحالف الدولي» للحرب ضد التنظيم المذكور، قال ان لبنان «يواجه خطرين: اسرائيل، التي تتعدى في شكل مستمر على لبنان وعلينا الدفاع عن لبنان، وعليه، لدينا اتفاقية مع حزب الله… اي اننا نحتاج الدفاع عن لبنان لا مهاجمة احد».

الخطر الثاني، الذي يواجه لبنان حسب الوزير اللبناني، «هو الارهاب الذي يأتي من سورية او من داخل لبنان، ومسؤولية الجيش اللبناني مواجهة التحديات لتثبيت الأمن الداخلي، بما في ذلك محاربة الارهاب»، مضيفا ان «حزب الله يعرفون ان دورهم ليس تطبيق القوانين داخل لبنان».

واشار باسيل الى ان «لبنان شكّل حتى الآن النموذج الامثل لمواجهة داعش»، وقال ان «التعددية والتعايش في لبنان هما اكبر عدو للتنظيم، الذي يعتاش على الفوضى». واعتبر وزير الخارجية اللبناني ان «حكومة لبنان وجيشه ابليا بلاء حسنا في مواجهة الارهاب، في وقت انهارت بعض جيوش الدول المجاورة». وتابع ان «داعش هو عقيدة تنتقل مثل الفيروس، ولا يهمه مكان تواجده، ويمكنه ان يأخذ صورا واشكالا واسماء متعددة».

وعلى رغم اغداق باسيل المديح على نموذج «التعايش» و«التعددية» بين «الاديان الثمانية عشر» المشكلة للبنان، الا انه اعتبر ان الحل في سورية يقضي «ببقاء سورية موحدة وعلمانية»، معتبرا ان «اي بديل سيكون التطرف الذي نراه اليوم». وقال ان الحل الوحيد في سورية هو حل سياسي، وقيام «نظام يمكنه التعاون مع كل الاطراف».

وشنّ باسيل هجوما على «العدالة الدولية»، معتبرا انها لا تتحرك في وجه داعش و«لا تدينه». وفيما بدا وكأنه هجوم ضد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي اتهمت خمسة من «حزب الله» في التورط بمقتل رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري في العام 2005، قال باسيل: «كل العدالة الدولية هي موضع مساءلة… ما دور محكمة الجنايات الدولية؟ نحن لسنا موقعين على الانضمام اليها لكننا ابلغنا المدعي العام الدولي عما جرى في الموصل (تهجير داعش للأقليات)، ولم نر اي (رد فعل)».

ودعا باسيل اللاجئين السوريين في لبنان الى العودة الى المناطق التي انحسرت فيها الحرب في سورية، مثل المناطق المجاورة للحدود مع لبنان او الى مدينة طرطوس في شمال سورية الغربي، التي يعتقد باسيل ان لا حرب تجري فيها، وانه لا مبرر لوجود سوريين لاجئين من طرطوس في لبنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق