الخميس، 28 سبتمبر 2017

الأزمات تُحاصر ترامب وتظهره كـ «إمبراطور بلا ثياب»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

عاش الرئيس دونالد ترامب أسبوعاً عصيباً، تصدرته خسارة مرشحه في الانتخابات الحزبية الفرعية في ولاية ألاباما الجنوبية السيناتور الجمهوري لوثر ستراينج، أمام مرشح اليمين المتطرف روي مور، المدعوم من مستشار ترامب السابق ستيف بانون ومساعده سباستيان غوركا.

ترامب، الذي لا يتحمل الخسارة أبداً، زار ألاباما قبل الانتخابات في محاولة لحشد التأييد لمرشحه، لكنه أثناء خطاب أدلى به بحضور ستراينج، قال انه ربما ارتكب غلطة بدعمه السيناتور الحالي.

ومع صدور النتائج التي أظهرت فوزاً ساحقاً لمور بواقع 56 في المئة، مقابل 43 في المئة فقط حازها ستراينج، ثارت ثائرة ترامب أمام مساعديه في البيت الابيض، وراح يصرخ ويشتمهم، وأقسم أنه سيطيح بزعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل، الذي كان هو من بادر إلى دعم ستراينج، فتبعه ترامب.

ومع الخسارة، بدا ترامب كالامبراطور بلا ثياب، إذ إن حشده التأييد لمرشحه لم يثمر حتى داخل حزبه، فيما وجّه ستيف بانون صفعة لترامب، ووجه إليه رسالة مفادها أن لا شعبية ولا نفوذ لترامب من دون اليمين المتطرف، ومن دون بانون نفسه.

أما ماكونل، فهو يغرق في أزمة عميقة، إذ لم ينجح حتى الآن، أي بعد مرور تسعة اشهر على الانتخابات وسيطرة الجمهوريين على غالبية مجلس الشيوخ، في تمرير تشريع واحد. وتجلّت آخر خسارات ماكونل في فشل الغالبية الجمهورية في حيازة غالبية لإلغاء قانون الرعاية الصحية المعروف بـ «أوباما كير»، داخل مجلس الشيوخ، وذلك للمرة الثالثة في شهرين.

ترامب وجد كعادته كبش فداء لفشله الانتخابي، هذه المرة في ماكونل، فبدأ البيت الابيض يتصل بأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لإقناعهم بضرورة استبدال زعيم الغالبية الحالي بسيناتور آخر، علماً ان زوجة ماكونل، ايلين تشاو، تشغل منصب وزيرة المواصلات في حكومة ترامب، وهو ما يعني أن توتر العلاقة بين الرئيس وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ قد ينعكس توتراً داخل الحكومة الاميركية.

على أن أولى هزائم ترامب الانتخابية لم تكن خاتمة مصائبه، إذ ترددت أنباء مفادها أن وزير الصحة توم برايس قام باستئجار طائرة خاصة من الأموال العامة، للقيام برحلاته داخل البلاد، بما في ذلك رحلة للقاء ولده على موعد غداء، وأخرى للمشاركة مع اصدقائه في لعبة الغولف.

ولا تقدم الولايات المتحدة لوزرائها طائرات خاصة، باستثناء وزيري الدفاع والخارجية. وتزامنت الأنباء عن سوء استخدام برايس لأموال دافعي الضرائب مع أنباء أفادت ان وزير المالية ستيف منوشن طار وزوجته على متن طائرة عسكرية ليتفقد مخزون الاحتياطي من الذهب الاميركي في ولاية كنساس الجنوبية، ليتبين في ما بعد ان رحلة وزير المالية تزامنت مع كسوف الشمس، الذي طار مئات آلاف الاميركيين لمشاهدته كاملاً في الولاية نفسها.

وفي ظل الفساد الشائع في إدارة ترامب، سأل الصحافيون الرئيس الاميركي إن كان سيطرد وزير الصحة بسبب تبذيره الاموال الحكومية واستخدامها لغايات شخصية، فأجاب ترامب: «سنرى».

على صعيد متصل، يمضي المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق في إمكانية تورط ترامب مع مسؤولين روس ومساعدته لهم في التدخل بالانتخابات الاميركية الماضية، في تشديد الخناق على ترامب والعاملين في البيت الابيض. وكانت آخر التقارير الاعلامية اشارت الى تباين في أقوال ترامب حول معرفته باللقاء الذي عقده نجله دونالد الابن، وصهره جاريد كوشنر، ومدير حملته السابق بول مانوفورت، مع مجموعة من المسؤولين الروس المقربين من الكرملين.

وكان ترامب أكد انه لم يسمع باللقاء إلا من الإعلام الأميركي، أي بعد أكثر من عام على حصوله، إلا أن خطابات ترامب أثناء حملته الانتخابية أظهرت أنه، بعد يوم من اللقاء الاميركي - الروسي، وعد ترامب الاميركيين بتقديم فضائح عن منافسته المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، وهو ما كان الروس وعدوا به فريق ترامب أثناء الاجتماع.

أمام هزيمته الانتخابية الاولى، ووسط غرق وزارئه في الفساد، وفي ظل الانقسامات داخل حزبه وحكومته، ومع تشديد الطوق في التحقيقات حول عنق بعض العاملين في البيت الابيض، اظهرت احدث استطلاعات الرأي ان 60 في المئة من الاميركيين لا يرون ترامب صادقاً، وان نسبة مماثلة ترغب في رؤيته يتوقف عن التغريد عبر موقع «تويتر»، وان غالبية الاميركيين تشعر بالاحراج أن ترامب هو رئيسها.

وحسب استطلاع أجراه معهد «كوينيبياك»، قال 56 في المئة ممن شملهم ان ترامب «ليس أهلاً» للرئاسة مقابل 42 في المئة اعتبروا أنه أهل لها. وانقسمت هاتان الفئتان بشدة حسب الانتماء السياسي للمستطلعين وجنسهم ولون بشرتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق