الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

هايلي وبومبيو الأوفر حظاً لتولي وزارة الخارجية الأميركية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

بات من شبه المؤكد خروج وزير الخارجية ريكس تيلرسون من منصبه بعدما بلغ التوتر في علاقته مع الرئيس دونالد ترامب ذروته. وكان تيلرسون تفادى، في مقابلته الإعلامية الثالثة على التوالي، نفي وصفه الرئيس بالمغفل، متمسكاً برده الأولي الذي قال فيه إنه لا يدخل في هذه التفاهات. لكن يبدو أن ترامب يعشق التفاهات، فهو كان رد على وزير خارجيته بتحديه في «مباراة ذكاء».

ويقول المتابعون إنه على عكس وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي وجد موقعاً وسطياً يحافظ فيه على استقلال آرائه من دون أن يبدو متعارضاً مع آراء الرئيس، لم ينجح تيلرسون في ذلك، بل ان الآراء بينه وبين ترامب تكاد تكون متضاربة منذ اليوم الأول لتوليه منصبه في الخارجية، إنْ كان لناحية معارضة تيلرسون تقويض الاتفاقية النووية مع إيران، أو لناحية قول وزير الخارجية ان ما قاله ترامب في تأييده تظاهرات العنصريين البيض تمثل آراء الرئيس وحده.

ولأن عملية خروج تيلرسون صارت شبه محسومة، اندلع سباق بين المرشحين المحتملين، تتصدرهم المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، على أن تحل عضو مجلس الأمن القومي دينا حبيب باول مكانها. كذلك، تداولت أوساط البيت الابيض اسم مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي) مايك بومبيو، على أن يحل محلّه السيناتور الجمهوري اليميني المتطرف تيم كوتن. والاثنان، هايلي وبومبيو، هما من الصقور، ومن المرجح أن يدفعا ترامب في اتجاه مواجهات دولية أكثر من تيلرسون، الذي شكّل مع ماتيس ومستشار الأمن القومي هنري ماكماستر جبهة من الحمائم التي كبحت جماح ترامب وأبقت الولايات المتحدة «بعيدة عن الفوضى»، حسب تعبير رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر.

أما كوتن، وهو من الشيوخ المقربين من ترامب ويتحادث معه ثلاث الى أربع مرات أسبوعياً، فهو من أكثر الصقور تطرفاً، وسبق له أن خدم في العراق، ويعد من أبرز معارضي الاتفاقية النووية مع ايران، ومن الداعين للانخراط في مواجهة أوسع مع الايرانيين.

على أنه بعيداً عن الأسماء المتداولة، تشي عملية المناقلات، إنْ حصلت، لا بضعف تيلرسون وخروجه، بل بضعف إدارة ترامب، التي تعاني من أكبر نسبة تعيينات واستقالات في مناصبها العليا، وهو ما يشير إلى اهتزاز، ويمنع الاستقرار والتخطيط على المدى الطويل، ويفتح باب المنافسة والدسائس و«مؤامرات القصر»، في وقت يبدو أن ترامب نفسه يعشق هذا النوع من سياسات القصر، ويحرض العاملين لديه على بعضهم البعض، ويطلب ولاء غير مسبوق من كل واحد منهم، فيما هو لا يبادل من يوالونه أي ولاء مماثل.

على الصعيد الداخلي، ورغم إطلالة ترامب مع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في مؤتمر صحافي مشترك، في خطوة أراد بها الرجلان القول إنهما طويا صفحة الخلاف العلني بينهما، وعلى الرغم من إعلانهما نيتهما العمل على اقرار قانون تخفيض للضرائب، ما زال المتابعون يشككون في قدرة ترامب على خلق جبهة متكاملة في «الشيوخ» للحصول على غالبية يحتاجها لقانونه الضريبي.

وفي حال فشل ترامب في إقرار قانون ضرائب، يكون قد فشل في استصدار أي تشريع داخلي مهم، وتنحصر إنجازاته هذا العام بسلسلة من «المراسيم التشريعية»، التي يوقعها بوتيرة فاقت وتيرة كل أسلافه، وهي إشارة على فشل الرئيس في بناء تحالفات سياسية لتطبيق رؤيته في حكم البلاد وإدارتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق