الخميس، 30 نوفمبر 2017

تيلرسون خارج إدارة ترامب قريباً وبومبيو خلفاً له

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» ما سبق لـ «الراي» أن أوردته في عددها الصادر يوم 19 أكتوبر الماضي، لناحية أن البيت الأبيض ينوي إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون واستبداله بمدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) مايك بومبيو، الذي سيحل محله السيناتور الجمهوري المتشدد تيم كوتن، وهو ما يعني أن مندوبة أميركا الدائمة الى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي سبق لمصادر البيت الابيض أن رددت اسمها كبديل لتيلرسون، باقية في منصبها.

وإن صحت توقعات «نيويورك تايمز»، التي نقلتها عن مصادر في البيت الأبيض مقرّبة من رئيس الموظفين الجنرال جون كيلي، فذلك يعني أن ترامب لا يعمل على إخراج تيلرسون من الإدارة فحسب، بل إن الرئيس الأميركي يسعى لإحكام قبضته على ملفات السياسة الخارجية، بعد أن سلّمها إلى نائبه مايك بنس، عرّاب هايلي.

وبومبيو سبق أن كان عضواً في الكونغرس عن الحزب الجمهوري، وهو من المقربين من ترامب، لا سياسياً فحسب، بل شخصياً أيضاً، إذ تتناقل مصادر واشنطن أنباء مفادها أن مدير الاستخبارات سعى، خلال توليه منصبه اعتباراً من مطلع هذا العام، إلى تقويض فرع الاستخبارات الآخر، أي مكتب التحقيقيات الفيديرالي (اف بي آي)، الذي كان يجري تحقيقات في إمكانية تورط ترامب ومساعديه مع موسكو أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية.

أما كوتن، فهو من الشيوخ المقربين من ترامب، ويتحادث معه ثلاث الى أربع مرات أسبوعياً، وهو من أكثر الصقور تطرفاً، وسبق له أن خدم في العراق. كما يعتبر كوتن من أبرز معارضي الاتفاقية النووية مع ايران، ومن الداعين للانخراط في مواجهة أوسع مع الايرانيين، بما في ذلك مواجهة عسكرية مسلحة.

وقد يؤدي تسليم «سي آي إي» لكوتن إلى قيامه بإعادة تنشيط الهجمات الاستخباراتية ضد من تعتبرهم واشنطن أعداءها، وفي طليعتهم إيران والميليشيات التابعة لها في منطقة الشرق الاوسط.

وخروج تيلرسون، الذي يجمع كثيرون على أنه من الحمائم ومن المقربين من وزير الدفاع جيمس ماتيس، يعني أن إدارة ترامب تعمل على استبدال الحمائم بالصقور، مع ما يعني ذلك من تغيير في السياسة الخارجية الاميركية وتحويلها الى أكثر عدائية واعتماداً على القوة.

ومن شأن استبدال تيلرسون أيضاً تقويض صوت «المؤسسة الحاكمة»، التي رفضت الانصياع لمواقف ترامب، مثل في وقوفها على الحياد أثناء أزمة الخليج. ومن المرجح أن تنتقل إدارة ترامب، مع حصول تغييرات من هذا النوع، لاتخاذ مواقف صارمة، على غرار المواقف التي يعلنها الرئيس الأميركي، غالباً في تصريحاته وتغريداته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق