الأحد، 24 ديسمبر 2017

دراسة أميركية تحذّر من مخاطر هيمنة إيران على المنطقة

واشنطن - من حسين عبدالحسين

بدأت سياسة دونالد ترامب تجاه إيران تأخذ شكلاً أكثر جدية، مع توقيع الرئيس الأميركي، في وقت سابق من هذا الشهر، مرسوم تزويد «المعارضة السورية المعتدلة» بأسلحة وعتاد حربي ومعدات بقيمة 393 مليون دولار، مستفيداً من مبلغ نصف تريليون دولار كان سلفه باراك أوباما رصده لهذا الغرض.
وجاء قرار ترامب تسليح مقاتلي «المعارضة السورية المعتدلة» شرق الفرات في وقت نشر مركز أبحاث «راند»، المحسوب على وزارة الدفاع (البنتاغون)، عدداً من الدراسات عن التطورات العسكرية حول العالم، وما تفرضه من تعديلات وتطويرات على جهوزية وقدرات الولايات المتحدة.
واعتبرت إحدى هذه الدراسات أن إيران ستهيمن على منطقة الشرق الاوسط، وقدمت سيناريوهات متعددة عن كيفية مواجهة الإيرانيين في احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين أميركا وحلفائها، من جهة، والجمهورية الاسلامية، من جهة أخرى. 
واضافت انه «مع العدد الكبير لسكانها وتعبئتهم السياسية، ومع إظهارها قدرتها على استخدام أدواتها العسكرية والميليشيوية بشكل فعّال للتأثير في مجرى الأحداث، يمكن اعتبار إيران الدولة صاحبة الحظ الأوفر لتصبح (القوة) المهيمنة في منطقة» الشرق الاوسط.
وأشارت إلى أنه «فيما عمدت دول مجلس التعاون الخليجي إلى شراء معدات عسكرية حديثة، طوّرت إيران قدرات (الحرس الثوري)، وهي تتمتع بأكبر ترسانة صواريخ بالستية في المنطقة، وسعت، حسب بعض الادعاءات، الى حيازة قدرات أسلحة نووية». 
لكن طهران وقعت اتفاقية مع المجتمع الدولي لتجميد وتفكيك بعض أجزاء برنامجها النووي، وهي إذا ما التزمت بالاتفاقية، «سيصبح بإمكانها شراء أسلحة تقليدية مع بدء العام 2020، وشراء صواريخ بالستية في 2023». ومع حيازتها تقنية عسكرية متقدمة، «مثل صواريخ (سام) متطورة وصواريخ موجهة عن بعد وطويلة المدى، قد تتقلص الفجوة قدرات دول مجلس التعاون الخليجي وايران بشكل كبير»، وفق الدراسة.
ويعتقد خبراء مركز «راند» أن إيران برهنت في سورية أنها «قادرة على إقحام عناصر من (الحرس الثوري) في صفوف الميليشيات الموالية لها، وقيادة هذه الميليشيات نحو النصر على أرض المعركة، وهذه مقدرة تعكس إمكانيات إيران على فرض نفوذها». 
النجاحات الايرانية في لبنان وسورية والعراق، حسب الدراسة الاميركية، أثارت «قلق دول الخليج لجهة أنه يمكن لإيران دعم مجموعات داخل حدودهم لزعزعة الاستقرار الداخلي وبث الفرقة» في بعض الدول.
ولفت مركز «راند» إلى الأهمية المستمرة لمضيق هرمز، الذي يمر عبره 17 مليون برميل نفط يومياً، ومن شأن إغلاقه أن يؤدي إلى كارثة في أسواق النفط العالمية، وتداعيات على كبرى اقتصادات العالم، وفي طليعتها الاقتصاد العالمي الاكبر، أي الاميركي. 
وبعدما لفتت إلى أن المضيق يحدد سياسة أميركا تجاه الخليج منذ الثمانينات، قدمت الدراسة سيناريوهات لأي محاولات إيرانية لإغلاقه، في حال شعور طهران بالخطر ومحاولاتها إجبار العالم على دفع تكلفة عالية لأي مواجهة مسلحة معها.
وحسب السيناريوهات الأميركية، يقتضي إبقاء المضيق مفتوحاً قيام الولايات المتحدة وحلفائها باحتلال نقاط أساسية على الساحل الايراني المشرف على الخليج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق