الأربعاء، 14 فبراير 2018

واشنطن متمسكة بخروج الأسد عبر «جنيف» ... ولو على جثث المقاتلين الروس

واشنطن - من حسين عبدالحسين

أكدت مصادر حكومية أميركية لـ«الراي» صحة ما نشرته وكالة «بلومبرغ» حول مقتل أكثر من 100 من المقاتلين الروس المرتزقة في صفوف قوات الرئيس السوري بشار الأسد، أثناء الهجوم الذي تصدت له القوات الأميركية وحلفاءها في دير الزوور شرق سورية، يوم 7 فبراير الجاري.
وجاءت الأنباء عن مقتل هذا العدد الكبير من الروس في وقت كرر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون، من الكويت، موقف سياسة بلاده تجاه الأزمة السورية، لناحية ان الولايات المتحدة وحلفاءها متمسكون بما يعادل 30 في المئة من إجمالي مساحة سورية، شرق البلاد، حيث الغالبية الكردية، وحيث منابع النفط.
وقال تيلرسون ان بلاده ستبقي الامور على ما هي عليها في هذه المنطقة السورية، الى أن يتم التوصل الى تسوية وفقاً لمقررات «مؤتمر جنيف»، التي تعتقد الولايات المتحدة أنها مبنية على خروج الأسد من السلطة، بموجب عملية انتقال سياسية بمشاركة كل الفرقاء السوريين.
وكانت «بلومبرغ» نقلت عن مصادر حكومية اميركية وروسية قولها إن الهجوم الذي شنته قوات الأسد وحلفاءها، ضد «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة أميركيا شرق البلاد، قد أدى الى مقتل أكثر من 100 مقاتل روسي وجرح 200 آخرين. 
ولفتت المصادر إلى ارتفاع عدد الضحايا الروس، في مشهد قد يعيد إلى أذهان المسؤولين الروس صوراً من «كابوس أفغانستان»، حين عانى الاتحاد السوفياتي من مستنقع دموي بسبب قيامه باحتلال أفغانستان في العام 1979، ثم خروجه مُجبراً منها بعد نحو العقد من الزمن.
وقال المسؤولون الاميركيون إنه أثناء تصديهم مع الحلفاء لهجوم الأسد والروس، أعلمت القيادة العسكرية الأميركية نظيرتها الروسية بأنها كانت بصدد توجيه ضربة قوية للمهاجمين، وان على موسكو سحب أي قوات لها يمكن أن تكون في منطقة الهجوم.
لكن يبدو أن موسكو، التي ترسل مقاتلين روس يعملون في شركات أمن خاصة للقتال في صفوف قوات الأسد، آثرت أن لا تصرّح عن مشاركة قوات تابعة لها على الأرض، وحاولت إعلامهم في الخفاء وتدبير انسحابهم، إلا أن أوامر موسكو لم تصل للمقاتلين الروس في الوقت المطلوب، ففتكت بهم القوتين الجوية والمدفعية الاميركية، وأوقعت في صفوفهم مئات القتلى والجرحى.
وقال الاميركيون إنهم حاولوا حفظ ماء الوجه لموسكو، أولاً بإعلامها بالهجوم لسحب مقاتليها، وثانياً بعدم الاعلان عن هوية القتلى في صفوف المهاجمين، لكن الخبر انتشر على نطاق واسع في صفوف الأهالي والمقاتلين المحليين. 
ويقول المسؤولون الاميركيون انهم أملوا بأن يقنع فشل هجوم الأسد وروسيا على مناطق تواجد مستشارين عسكريين أميركيين وقوات حليفة لأميركا بأن واشنطن «أكثر من جدية» في احتفاظها بالسيطرة على المناطق التي ينتشر فيها حلفاؤها، علماً أن هذا التصدي لم يكن الأول من نوعه ضد قوات أو مقاتلات تابعة لتحالف روسيا وإيران والأسد.
كذلك، أعرب المسؤولون الاميركيون عن أملهم في أن تعتبر القوى الاقليمية الاخرى، المنخرطة في الحرب السورية، من تجربة الهجوم الروسي الفاشل، وأن لا تحاول هذه القوى أن «تمتحن العزم الاميركي في رسم خطوط بالنار»، في إشارة إلى جدية الولايات المتحدة في استخدام قوتها النارية المتفوقة للإبقاء على مناطق النفوذ في الشمال السوري على ما هي عليه.
في المقابل (وكالات)، نفت روسيا التقارير عن مقتل مئات الروس، نتيجة ضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سورية.
وقال مصدر في وزارة خارجيتها للصحافيين، أمس، «إن المعلومات عن مئات القتلى الروس هي معلومات كلاسيكية مضللة». وتزامناً، أعلن الكرملين أن روسيا لا تعتزم فرض أي قانون أو قيود على سفر المواطنين الروس إلى سورية، مشيراً إلى أنه لا يمكن استبعاد وجود مدنيين روس في سورية لكن ليس لهم صلة بالقوات المسلحة الروسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق