الأربعاء، 14 فبراير 2018

مديرو الاستخبارات الأميركية: ترامب لم يطلب التصدي للتدخل الروسي

واشنطن - من حسين عبدالحسين

في جلسة استماع حازت اهتماماً واسعاً بين الأميركيين، عقدتها لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، مساء أول من أمس، قوّض رؤساء وكالات الاستخبارات الأميركية الثلاث الكبار موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المتمسك بمقولة ان روسيا لم تتدخل في الانتخابات الرئاسية في العام 2016، وان التقارير عن التدخل الروسي، الذي أدى الى تفوقه على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، هي تقارير من صنيعة أجهزة «الدولة العميقة»، بالتعاون مع وسائل «الإعلام المزيف».
وما ساهم في نسف موقف ترامب خصوصاً، هو ان قادة الوكالات الثلاثة - مدير الاستخبارات القومية دان كوتس، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي) مايك بومبيو، ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) كريس راي - هم من تعيين ترامب نفسه، ما ينفي عنهم صفة التآمر على الرئيس بسبب أهوائهم السياسية الموالية للحزب الديموقراطي المعارض. 
وأجمع مديرو الوكالات الثلاث على أن روسيا تدخلت في انتخابات 2016، وتوقعوا أن تسعى مجدداً للعبث بالعملية الديموقراطية الأميركية عبر تدخلها في الانتخابات النصفية للكونغرس المقررة في نوفمبر المقبل، التي سيحاول فيها الديمقراطيون استعادة الغالبية في مجلس النواب البالغ عدد مقاعده 435 ومجلس الشيوخ الذي سيجدد ثلث مقاعده (33 مقعداً).
وقال كوتس ان «الولايات المتحدة تتعرض لهجوم إلكتروني» تقوده روسيا، في مسعى من الأخيرة للتأثير في نتائج الانتخابات وبسط نفوذها على المشهد الداخلي الاميركي، مضيفاً: «نتوقع أن تواصل روسيا (استخدامها البروباغاندا)، ومواقع التواصل الاجتماعي، والشخصيات الوهمية، والناطقين المتعاطفين معها، ووسائل أخرى، لبسط نفوذها ومحاولة البناء على عملياتها المتنوعة، من أجل تأجيج الانقسامات الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة».
وحاول عدد من الشيوخ من الحزب الديموقراطي تحميل وكالات الاستخبارات مسؤولية التصدي للمحاولات الروسية، فجاءت الاجابة من مديري هذه الوكالات أن دورها يقتصر على التحري وجمع المعلومات والاستخبارات، وأن لا إمكانيات لديها ولا مسوّغ قانونياً للقيام بأعمال تصدي. 
على أن مديري الوكالات وجّهوا أصابع اللوم في عدم مواجهة روسيا والتصدي لتدخلاتها في الانتخابات الأميركية إلى البيت الأبيض. 
وفي هذا السياق، أجاب راي عن سؤال السيناتور الديموقراطي جاك ريد، حول إن كانت أي من الوكالات تلقت تعليمات من ترامب لمنع روسيا من التدخل، بالقول: «لم يطلب منا الرئيس ذلك».
ولاحقاً، رد ترامب على مديري وكالات الاستخبارات، عبر مصادره، بالقول انه ما زال لا يصدّق أن روسيا تدخلت في انتخابات العام 2016. 
ويحتار الخبراء الاميركيون في سرّ موقف ترامب المصرّ على نفي ما يجمع عليه الاميركيون بغالبيتهم الساحقة، بما في ذلك وكالات استخباراتهم، في موضوع التدخل الروسي.
ويعتقد بعض الخبراء أن ترامب يرى في الاعتراف بالتدخل الروسي انتقاصاً من حجم انتصاره على كلينتون، فيما يرى جزء آخر أن ترامب مدين للروس في شؤون متعددة، يتصدرها عدد من القروض التي استلفها من «دويتشه بنك» الألماني، والبالغ قيمتها 336 مليون دولار، لتمويل مشاريع بناء فنادقه وشققه الفاخرة. 
ويعتقد كثيرون أن أموال البنك الالماني هي في الواقع تبييض لأموال دائرة المسؤولين الروس المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، وهو ما يجعل ترامب مديناً بشكل مباشر لنظيره الروسي وساعياً بشكل متواصل للاصطفاف الى جانبه.
وكان ترامب رفض فرض أي عقوبات جديدة على روسيا من العقوبات التي أقرّها الكونغرس بإجماع أعضائه من الحزبين. 
وفي الاتصالات واللقاءات الثمانية التي حصلت بين بوتين وترامب، منذ وصول الأخير إلى السلطة مطلع العام الماضي، لم يعلن البيت الأبيض عن أي من هذه الاتصالات أو اللقاءات، التي جاء الاعلان عنها جميعها من موسكو، في خطوة زادت من شكوك الاميركيين بعلاقات مشبوهة لرئيسهم بموسكو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق