الأحد، 8 أبريل 2018

الجمهوريون يعوّلون على أموال الكويت للحفاظ على الغالبية في الكونغرس الأميركي!

واشنطن - من حسين عبدالحسين

يحاول الرئيس دونالد ترامب وحزبه الجمهوري الإفادة من الأموال الناجمة عن صفقة بيع 40 مقاتلة أميركية إلى الكويت، للحفاظ على تأييدهم الشعبي في دوائر انتخابية وولايات فازوا فيها بشق الأنفس في انتخابات العام 2016.
وفور إعلان واشنطن مباشرة العمل على إنتاج المقاتلات المقرر تسليمها للكويت، أعلنت شركة «بوينغ» العملاقة للطيران أن مصنعها في مقاطعة ماريكوبا، في ولاية أريزونا الجنوبية، سيساهم في عملية الانتاج، مقابل مليار و160 مليون دولار، من إجمالي قيمة الصفقة البالغة 10 مليارات دولار.
وكان ترامب تغلّب على منافسته الديموقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بفارق 4.2 في المئة من إجمالي الاصوات في ولاية أريزونا، التي اقترع فيها نحو مليوني أميركي، فحصد الولاية بفارق 84 ألفاً و904 أصوات فقط.
ومن بين هذه الاصوات، ساهمت مقاطعة ماريكوبا، ذات أعلى كثافة سكانية في الولاية، في منح ترامب 41 ألفاً و425 صوتاً، أي ما يقارب نصف الأصوات التي منحته الانتصار على كلينتون في أريزونا.
على أن نتائج الانتخابات الفرعية التي جرت حتى الآن في الولايات الأخرى، شهدت انقلاب تفوق ترامب في مقاطعات فاز فيها بنسبة 20 في المئة من الأصوات الى تراجع بمعدل 3 في المئة، وهو ما أدى إلى تقلص الغالبية الجمهورية في الكونغرس بغرفتيه (مجلسا النواب والشيوخ)، كان أشهرها انتصار الديموقراطيين في ولاية آلاباما، وانتزاعهم مقعداً في مجلس الشيوخ من الجمهوريين فيها.
أريزونا، المنقسمة بشكل يكاد يقارب المناصفة بين الحزبين الجمهوري الحاكم والديموقراطي المعارض، ليست مثل آلاباما ذات الغالبية الشعبية الجمهورية المؤكدة، فإذا كان ترامب وحزبه يعانون من ولايات كان يفترض أنها مضمونة في جيبهم، فلا شك أن وضعهم في الولايات التي ينقسم فيها التأييد الشعبي مناصفة أسوأ بكثير.
تدهور وضع الجمهوريين هذا، ومحاولتهم وقف الانهيار والحفاظ على الغالبية التي يسيطرون عليها في غرفتي الكونغرس، يدفعهم لاستخدام كل الوسائل لتحسين وضعهم الانتخابي. 
في هذا السياق، يأتي دور الأموال الكويتية التي راح فريق ترامب وحزبه يشيرون للناخبين في الولاية أنها تدرّ عليهم بسبب قدرات ترامب على تسويق السلاح الأميركي حول العالم، وإقناع الدول الاجنبية بشرائه، بما يعود بالأرباح والوظائف على الأميركيين، ما يتطلب منهم تأييد رئيسهم وحزبه في الانتخابات النصفية في نوفمبر المقبل، والرئاسية بعد عامين، للحفاظ على هذه الإنجازات الاقتصادية.
ومن نافل القول أن لا ترامب ولا حزبه يبلغون ناخبيهم في مقاطعة ماريكوبا، حيث يعمل 3700 موظف، أن الصفقة مع الكويت جاءت نتيجة سنوات من التفاوض بين البلدين، سبقت دخول ترامب البيت الابيض بسنوات. 
ويبني الجمهوريون حسابتهم الانتخابية في أريزونا على الشكل التالي: من بين 3700 من العاملين في معمل «بوينغ» في مقاطعة ماريكوبا، التي ينقسم فيها التأييد مناصفة بين الحزبين، لا بد أن ألفين منهم من الجمهوريين، وان هؤلاء يمكنهم مضاعفة تأثيرهم الانتخابي بدفعهم أفراد عائلتهم وأقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم للاقتراع لصالح ترامب والجمهوريين، ما يعني أن عددهم في صناديق الاقتراع سيتضاعف ليصل إلى نحو 10 آلاف صوت. 
على أن هذه الأصوات قد لا تكفي للتعويض عن الخسارات الكبيرة المتوقعة لترامب والجمهوريين في أريزونا وغيرها، في وقت يرجح الخبراء الانتخابيون أن ينتزع الديموقراطيون مقعداً من اثنين في مجلس الشيوخ من الجمهوريين في الولاية الجنوبية، ومقعداً من تسعة في مجلس النواب، ليصبح للديموقراطيين خمسة من أريزونا في «النواب» مقابل أربعة للجمهوريين، وهو انتزاع إنْ تكرّر في الولايات الأخرى، فهو ينبئ بموجة ديموقراطية عارمة تطيح بالغالبية الجمهورية في الكونغرس، على طريق إمكانية اخراج ترامب من البيت الابيض في انتخابات العام 2020.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق