الجمعة، 13 يوليو 2018

جهود في الكونغرس لإدراج «الإخوان» على لائحة التنظيمات الإرهابية

واشنطن - من حسين عبدالحسين

جدّدت بعض دوائر النفوذ في العاصمة الأميركية جهودها لحمل الإدارة الأميركية على إدراج «الإخوان المسلمين» على لائحة التنظيمات الإرهابية، وعقدت في هذا السياق «لجنة مراقبة الحكومة» في الكونغرس جلسة استماع شارك فيها عدد من الخبراء ممن قدموا آراءهم حول «خطورة التنظيم وضرورة تصنيفه إرهابياً»، وبعضهم الآخر ممن عارضوا خطوة من هذا النوع.
ويمكن تلخيص رؤية مطالبي الإدارة بإدراج «الإخوان» على لائحة الإرهاب بما ورد في شهادة كبير الباحثين في معهد هدسون هيلل فرادكن، الذي قال إن التنظيم نشأ في مصر، وتحوّل فيها اليوم إلى «تنظيم مهزوم، ولكن سبق للتنظيم أن استوعب هزائم في السابق، جزئياً عبر إيجاد قواعد له في أماكن اخرى». وأضاف فرادكن: «في ستينات القرن الماضي، (نقل) التنظيم قواعده البديلة إلى السعودية، واليوم (نقلها) إلى تركيا وقطر».
واعتبر فرادكن أن «الحديث عن سلمية التنظيم بعد وصوله الى السلطة أثبت خطأه، وأن صعوده الى السلطة بعد ثورة مصر في العام 2011 أظهر أن طموح الاخوان هو إقامة نظام في مصر يتطابق إلى حد ما مع رؤيتهم التأسيسية المتطرفة». 
واقتبس فرادكن من خطاب أدلى به نائب مرشد «الاخوان» خيرت الشاطر أمام المحازبين، وقال فيه إن «الساعة التي تنبأ بها (حسن) البنا(مؤسس الإخوان) قد حانت».
ومثل فرادكن، شنّ الباحث في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات»جوناثان شانزر هجوماً على التنظيم، واعتبره «خطراً على العالم والولايات المتحدة». واتهم دولة عربية بدعم فروع «الاخوان» في تونس، ورعاية «حركة النهضة»، وتجمع الإصلاح اليمني، والإسلاميين في ليبيا. 
على أن اللجنة عرضت كذلك آراء خبراء من المعارضين لإدراج «الإخوان المسلمين» على لائحة التنظيمات الإرهابية لوزارة الخارجية. من هؤلاء كان السفير السابق دانيال بنجامين، الذي سبق أن عمل منسقاً ضد الإرهاب في الخارجية. ومما قاله بنجامين إن التنظيم «لا يشكل خطرا دوليا»، وأنه على الرغم من أن حماس الفلسطينية المحسوبة على التنظيم مدرجة على لائحة الارهاب، إلا ان لحماس وثائق تأسيسية منفصلة وقيادة مستقلة وتاريخاً مختلفاً. 
وقال بنجامين: «قد تكون الولايات المتحدة تتمتع اليوم بعلاقات أفضل مع بعض الدول العربية، لكن سمعتها بين المسلمين عالميا في أدنى مستوياتها بسبب حظر السفر (الذي فرضه) الرئيس (دونالد) ترامب، وحديثه الفضفاض عن منع المسلمين وإدراجهم في قاعدة بيانية». وختم بالقول إن «الولايات المتحدة تواجه تهديدا مستمرا من عنف الإرهابيين الجهاديين» وإن «خطوات غير حكيمة مثل إدراج مجموعات الإخوان المسلمين (على لائحة الإرهاب) ستعمق العداء ضد أميركا، وعلينا ألا نقوم بأي ما من شأنه ان يساعد أعداءنا في تجنيد المزيد». 
ومع جلسة الاستماع والتغطية الإعلامية التي حازتها، من المتوقع أن يتحرك بعض أعضاء الكونغرس لدى الإدارة الأميركية لحملها على الايعاز لوزارات المالية والخارجية والعدل والدفاع على البدء بعملية قد تفضي الى إدراج التنظيم على لائحة التنظيمات الإرهابية لوزارة الخارجية، وهو تحرك تشريعي قد يلقى آذاناً صاغية لدى الإدارة، خصوصاً في ظل النفوذ الذي يتمتع به حالياً جناح الصقور بقيادة مستشار الأمن القومي جون بولتون وفريقه داخل البيت الأبيض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق