الجمعة، 13 يوليو 2018

ترشيح هيل وكيلاً لـ «الخارجية» يشي بالتناقض في رؤى إدارة ترامب

واشنطن - من حسين عبدالحسين

صحت التوقعات التي نقلتها «الراي»، الشهر الماضي، حول نية وزير الخارجية مايك بومبيو تعيين سفير الولايات المتحدة لدى باكستان ديفيد هيل وكيلاً للشؤون السياسية، وهو ثاني أعلى منصب في الوزارة، إذ أبلغ البيت الأبيض، قبل أيام، مجلس الشيوخ نيته تعيين هيل، تمهيداً لدعوته لحضور جلسة استماع تسبق المصادقة على تعيينه في منصبه الجديد.
وسبق لهيل أن عمل سفيراً لأميركا في لبنان، ويعزا إليه أنه رعى موافقة رئيس الحكومة سعد الحريري على ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة، وهي الموافقة التي أفضت لانتخاب ميشال عون، حليف «حزب الله» الأقرب، رئيساً للبنان. 
ويتمتع هيل بصداقات شخصية متينة في لبنان منذ تدرجه فيه ديبلوماسياً قبل عقود وقبل وصوله بيروت سفيراً، منها مع نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي، كما مع فرنجية.
ويشي تعيين هيل بالتناقض في الرؤى والسياسات داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، بين صقور يقودهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، وحمائم بقيادة بومبيو ومعه وزير الدفاع جيمس ماتيس. 
ويتمتع كل من بولتون وبومبيو بعلاقة متينة وقنوات مستقلة مع ترامب، وهو ما يجعل من الصعب التكهن بآراء أي منهما يأخذ الرئيس قبل إعلان مواقفه. 
وفي سياق التضارب المذكور، علمت «الراي» أن ماتيس والمبعوث السابق لقيادة التحالف الدولي للحرب ضد تنظيم «داعش» بيرت ماكغيرك يسعيان لإقناع البيت الأبيض بضرورة دعم اختيار «مجلس النواب» العراقي للنائب هادي العامري، رئيس كتلة «فتح» الممثلة لميليشيات «الحشد الشعبي»، رئيساً للحكومة العراقية المقبلة.
وللرجلين، ماتيس وماكغيرك، تجربة طويلة مع العامري أثناء انخراط الطرفين معاً في الحرب ضد «داعش». ومن الآراء التي يقدمانها لتسويق العامري قولهما إن الأخير يتمتع بمزايا قيادية، وصادق في تعامله مع المسؤولين الأميركيين، ويفي بوعوده.
لكن قائد الصقور في الإدارة، بولتون، أبدى معارضة شديدة لوصول العامري إلى رئاسة الحكومة العراقية، معللاً رفضه بالقول إن العامري «رجل إيران» في العراق. وحاول ماتيس نفي هذه الصفة عن العامري بالقول إن رجال ايران يتضمنون النائب جمال جعفر آل ابراهيم المعروف بـ «أبي مهدي المهندس» وقادة الميليشيات من أمثال قيس الخزعلي، وأن للعامري استقلالية على الرغم من علاقاته بالإيرانيين. 
لكن بولتون تمسك برفضه، معرباً عن اعتقاده أن لواشنطن خيارات تدعمها لرئاسة الحكومة في العراق غير العامري، وأن الاسماء الأخرى المطروحة، مثل رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي، يتمتع باستقلالية أكبر عن إيران، وللولايات المتحدة تجربة جيدة معه.
الانقسامات داخل إدارة الرئيس ترامب مستمرة حول لبنان والعراق وسورية وإيران و«حزب الله». في الوقت الحالي، يميل ترامب إلى بولتون والصقور ويتمسك بسياسة مواجهة شاملة ضد إيران وحلفائها. 
ولكن بالنظر الى تجربة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، الذي انتقل من الصقور المعروفين حينذاك بـ «المحافظين الجدد» إلى الحمائم بقيادة وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس وفريق الديبلوماسيين، ومن بينهم هيل، يشي بأن التغيير ليس مستحيلاً في الإدارات الاميركية، وأن هيل قد يبدو خياراً خارجاً عن خط البيت الأبيض اليوم، لكن هذا البيت الابيض نفسه قد يستعين بالحمائم في مقبل الأيام، خصوصاً في حال تعثرت سياسات الصقور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق