الأحد، 22 يوليو 2018

اسباب عدم نجاح ايران في العراق

حسين عبدالحسين

اندلعت أعمال شغب بمنطقة جنوب العراق التي يقطنها أغلبية شيعية، وحدث انشقاق بين ساسة العراق، وقد اتهمت بغداد طهران بإشعال الاحتجاجات بغرض تشكيل حكومة عراقية على هوى طهران، وقد اعترضت طهران على تلك الاتهامات، لكن لو أن ادعاءات قادة بغداد صحيحة ولو بصورة نسبية فإن المتظاهرين لم يظهروا تأييداً لطهران، بل أن هؤلاء المتظاهرين قاموا بإحراق صور لآيات الله كما هاجموا مقرات الميليشيات المقربة من طهران، وقد أدّ الانقسام بين الساسة في بغداد إلى تفاقُم أزمة الحُكم، وقد أثبتت الاحتجاجات الأخيرة أن إيران لا يمكن لها بسط سيطرتها على العراق.

والواقع أن التظاهرات الأخيرة المناوئة للحكومة العراقية والتي قام بها الشيعة تكشف عن جانب أشد إثارة من العلاقة بين هؤلاء الشيعة وبين إيران، التي نصّبت نفسها راعياً لشئون الشيعة على مستوى العالم، والواقع أن العلاقات بين إيران وشيعة العراق، والتي كانت في أفضل حالاتها في أوقات سابقة، قد باتت الآن على قدر من التعقيد أكثر مما كان مُتوقّعاً.

وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى العام 2003، في بداية الغزو الأمريكي للعراق، توقّع الكثيرون أن طهران ستقوم بضم منطقة جنوب العراق الغنية بالنفط، أو أن تعمل طهران على استغلال الأغلبية الشيعية من أجل السيطرة على العراق، ولم يحدث لا هذا ولا ذاك، بل أن طهران باتت تُعاني من أجل استمالة شيعة العراق، وذلك بغرض تكرار التجربة الإيرانية الناجحة مع شيعة لبنان، لكن الواقع أن الأمر في العراق يختلف بالكامل عن لبنان.

والحقيقة أن الأيام الأولى للديمقراطية في العراق شهدت ظهور ثلاث جبهات رئيسية، الشيعة والسُنّة والأكراد، حيث اشتركت الجبهات الثلاث في الانتخابات التي جرت في العام 2005، لكن بحلول العام 2009 نجح رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي في استخدام عائدات النفط من أجل كسب المزيد من المؤيدين، مما كان بمثابة صدمة للبيت الشيعي العراقي الذي يعمل تحت إشراف طهران، ومن ثم فقد تغلّب المالكي على شيعة العراق، وكررها مرة أخرى في العام 2014.

أما طهران فقد ألقت بثقلها خلف أعداء المالكي، ونجحت بالتحالف مع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في الإطاحة بنوري المالكي، وتم تعيين حيدر العبادي رئيساً للحكومة خلفاً للمالكي، ولسوء حظ طهران فقد سار العبادي على منهج المالكي، كما استخدم العبادي موارد الدولة من أجل تكوين شبكة خاصة به، وخلال مايو من العام الحالي كانت هناك العديد من الجبهات الشيعية التي تتنافس من أجل الحصول على مقاعد البرلمان، وتم انتخاب 5 جبهات شيعية، وهي الجبهات التي لجأت إلى المناورات من أجل تشكيل الحكومة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق