الأربعاء، 24 أكتوبر 2018

تحسن لافت في العلاقات الأميركية - التركية

واشنطن - من حسين عبدالحسين

ساهمت أزمة موت الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، بتحسن كبير في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، خصوصا بعد قيام أنقرة بالإفراج عن القس الأميركي أندرو برونسون. 
وفي سياق التحسن في العلاقات، وصفت مصادر البيت الأبيض المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مطلع هذا الأسبوع، بـ «الممتازة»، وقالت إنه مرّ زمن منذ كانت العلاقة بين واشنطن وأنقرة بهذا الدفء، وهو ما تزامن أيضا مع اتصال مشابه بين وزيري خارجية البلدين مايك بومبيو وداود جاويش أوغلو، ومع قيام مديرة «سي آي ايه» جينا هاسكل بزيارة إلى تركيا حيث عقدت لقاءات رفيعة المستوى، «لم تقتصر على قضية خاشقجي، بل تعدتها لتشمل مواضيع متعددة أخرى»، وفق ما أضافت المصادر. 
وتتابع المصادر أن المحادثات على أرفع المستويات شملت مواضيع متعددة، كان في صدارتها وعود تركية بإعادة النظر في شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «اس 400». 
وتركيا هي من حلفاء الولايات المتحدة القلائل الذين تسلموا مقاتلات «اف 35» الأميركية الأحدث طرازاً. 
وفي الشق العسكري أيضاً، من المتوقع أن تباشر القوات الأميركية المتمركزة في مناطق شرق الفرات في سورية بدوريات مشتركة مع نظيرتها التركية في المنطقة المحيطة ببلدة منبج الشمالية القريبة من حلب. وتقول المصادر الأميركية إن تفاهما أميركيا - تركيا حول سورية يقضي بقيام كل من الدولتين بالتمسك بالسيطرة على المناطق التي يسيطر عليها حاليا، الأميركيون في الشرق وتركيا في الشمال، وعدم تسليم هذه المناطق إلى السيادة السورية قبل التوصل إلى تسوية بين الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه، تضمن انتقالاً للسلطة. 
سياسياً، تقول المصادر إن واشنطن تدرس إعادة النظر في التعريفات الجمركية التي كانت فرضتها على وارداتها من الحديد والفولاذ من تركيا. كما تدرس السيناريوات التي تمكنها من مواجهة أية أزمة قد تواجه الاقتصاد التركي، الذي يقترب من استحقاقات متعددة لناحية اقتراب موعد إعادة تغذية بعض ديون الدولة. 
وعلى وقع أنباء تحسن العلاقات، واصلت الليرة التركية تحسنها مقابل الدولار، وهو تحسن يعتقد الأميركيون أنه سيتواصل، وإن ببطء، في الأسابيع القليلة المقبلة. 
ختاما، تشير مصادر واشنطن إلى أنه يمكن لتركيا أن تلعب دورا محوريا في إنجاح العقوبات الأميركية على إيران، والتي يدخل الشق الثاني منها، وهو الأقسى، حيز التنفيذ في الرابع من الشهر المقبل. 
وفي هذا الإطار، يسعى الأميركيون إلى تكثيف جهودهم الديبلوماسية لإبقاء معدلات ضخ النفط العراقي شمالاً عبر الأراضي التركية في أقصاها، بواقع 600 ألف برميل يومياً، في وقت يحتل العراق المركز الثاني في معدلات إنتاجه وتصديره في مجموعة دول «أوبك» حاليا. ويمكن لزيادة الصادرات النفطية العراقية أن تساهم في التعويض عن عملية تصفير الصادرات النفطية الإيرانية من دون أن يؤدي ذلك لاهتزازات في سعر النفط العالمي. 
وكانت صادرات العراق النفطية عبر تركيا انخفضت إلى 150 ألف برميل يوميا، قبل أيام، بعد انتزاع الجيش السيطرة على حقول نفط في كركوك كانت بعهدة البيشمركة الكردية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق